وكأن مصر على موعد كل شهر بإنجاز جديد في عهد السيد الرئيس ، فلم يكد يمر أسابيع قليلة على حريق مجلس الشورى ونكسة أولمبياد بكين حتى خرج علينا من جعبة النظام المصري مصيبة جديدة ، بل كارثة إنسانية جديدة ، كارثة لو فتح التحقيق فيها أمام أشد قضاة العالم فساداً لأصدر حكماً بالإدانة على كل المسئولين من أول رئيس الجمهورية إلى محافظ القاهرة .
إنها جريمة جديدة تضاف إلى عصر مبارك ، تضاف إلى إنجازاته الدموية ، جريمة راح ضحيتها العديد من الأرواح ، شرد بسببها الألوف ممن كانوا يلتحفون بستر عشوائيات الدويقة وظل جبلها من ظلم وفساد الحكومة ، نعم إنه وسام جديد على صدر مبارك وحكومته .
وفيما يبدو أن خطة حكومة الحزب الوطني لتطوير البلد هي القضاء على الفقراء بتاتاً ، عن طريق تجويعهم وسجنهم وعدم تشغيلهم وتركهم غرقى في بحور من العدم شواطئها مخدرات وبطالة ومرض وجهل .
بعد حريق مساكن قلعة الكبش أو بمعنى أدق إحراق مساكنهم جاء الدور على سكان عشوائيات الدويقة ، حيث تم تركهم تحت رحمة صخور آيلة للسقوط حتى نفد صبر الصخور عليهم فأبت إلا أن تهلك ويهلك من تحتها .
أين هو مشروع سوزان هانم بنقل سكان العشوائيات إلى مساكن جديدة تصلح للاستخدام الآدمي ، أم أن الاستثمارات وجهت إلى مشاريع بورتو سخنة ومدينتي وغيرها من مساكن الفقراء الحقيقيين لهذا الوطن ، أو قام هشام طلعت باقتراض مبلغ الـ12.5 مليون دولار من حصة هذا المشروع ليقضي بعض الوقت اللطيف مع صديقته سوزان تميم قبل أن يقتلها ، وأين ذهب المائتين مليون دولار أمريكي المرسلة من الإمارات لنقل سكان العشوائيات إلى مساكن آدمية ؟ .
أين كان مبارك وأحمد نظيف من تصرفات المغربي تجاه تظاهرات أهالي الدويقة في يناير 2007 وهم يطالبون بوحدات سكنية لهم (http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=46415 ) أين كان حيدر البغدادي نائب المنطقة الهمام من مشاكل أهالي دائرته أم أنه كان مشغولا بفضيحة السي دي إياه (http://www.egypty.com/people-talk-details.aspx?people_talk=438 ) .
والمثير للغثيان هي تكرار نفس الفضائح التي تمت في معالجة حريق مجلس الشورى من البدائية المقززة في معالجة مثل تلك الكوارث ، وكأن مصر كلها لا يوجد بها دفاع مدني مؤهل للتعامل مع مثل تلك الحوادث ، إذا فما هو داعي تخصيص ميزانية لرواتب هؤلاء من أموال دافعي الضرائب إذا كان وجودهم مثل عدمهم ومن المسئول عن هذا المستوى المتخلف في قدرات العاملين بالدفاع المدني المصري ؟ .. وأين كان الدكتور صلاح محمود رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية الذي أخذ يتحدث بعد الحادث في القنوات الفضائية عن طبيعة المنطقة وخطورة العيش هناك بسبب سوء الصرف الصحي وتأثيره على الصخور الجيرية المكونة للهضبة ؟ ، هل كان نائم على مكتبه يراعي المسيرة الصحيحة للحركة البيروقراطية في مصر أم أنه حذر من ذلك من قبل ولكنه لم يجد أذناً صاغية وهذه مصيبة أكبر .
لك الله يا مصر ، لك الله يا شعب مصر ، لك الله يا أهالي الدويقة ، من نلوم في هذا الحادث ؟ ، من المسئول ؟ ، إذا كان من هم مسئولون عن خراب مصر فيما يزيد عن 30 عاماً لا يعترفون أبداً بأخطائهم ، إذاً فلنلق اللوم على أي شيء آخر ، على عقب السيجارة كما حدث في مجلس الشورى والعبارة أو على أنبوبة بوتاجاز كما حدث في قلعة الكبش أو على الجبل اللعين الذي يصرخ منذ سنين طوال راجيا مسئولينا أن يسارعوا بنقل من يسكنون تحته إلى مساكن أخرى حتى ما إذا جاء اليوم الذي سينهار فيه لا ينهار عليهم ، لكن محافظ القاهرة السيد عبد العظيم وزير كان يرى عكس ذلك حتى جاء اليوم الذي أثبت فيه صحة رؤيته وقضي نحب المئات من شعب مصر تحت الأنقاض وخربت بيوتهم في شهر الرحمة وهنيئاً للسيد الرئيس على إنجاز آخر ، وأتمنى أن يكون الإنجاز القادم في الشهر القادم هو ضرب مصر بعشر قنابل نووية حتى يرتاح الشعب ويريحك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق