الجمعة، 12 سبتمبر 2008

إنها مهزلة !!!


في تسجيل صوتي بثته قناة العربية ونشرته وكالات الأنباء العالمية ومواقع الأخبار على الانترنت على لسان رئيس قضاة المملكة العربية السعودية الشيخ / صالح بن محمد اللحيدان مفاده الآتي :
رئيس قضاة السعودية يفتي بقتل أصحاب فضائيات عربية
دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)-- أصدر رئيس مجلس القضاء الأعلى في الملكة العربية السعودية، الشيخ صالح بن محمد اللحيدان، فتوى جديدة أثارت كثيراً من الجدل، أجاز فيها قتل أصحاب القنوات الفضائية العربية، واصفاً إياهم بـ"المفسدون."
وفي تصريحات بثتها إذاعة القرآن الكريم بالمملكة، قال الشيخ اللحيدان: "إن من يدعو إلى الفتن، إذا قُدر على منعه ولم يمتنع قد يحل قتله، لأن دعاة الفساد في الاعتقاد أو في العمل، إذا لم يندفع شرهم بعقوبات دون القتل، جاز قتلهم قضاءً."
وأضاف قائلاً: إن "الأمر خطير، لأن الله جل وعلا، لما ذكر قتل النفس، قال: أو فساد في الأرض، فالإنسان يقتل بالنفس، أو بالفساد في الأرض، وإفساد العقائد، وإفساد الأخلاق، والدعوة لذلك نوع من الفساد العريض في الأرض."
جاءت تصريحات رئيس المجلس الأعلى للقضاء بالمملكة العربية السعودية ضمن برنامج "نور على الدرب"، رداً على سؤال من أحد المستمعين حول القنوات الفضائية.
وقال في إجابته: "لا شك أن هذا بلاء وشر وفتنة، لكن أصحاب القنوات يكون عليهم وزر ما يدعون إليه، بمثل أوزار من تأثروا بدعوتهم ودعايتهم."
وتابع اللحيدان قائلاً: "أنصح أصحاب هذه القنوات الذين يبثون الدعوة للخلاعة والمجون، أو الفكاهة والضحك وإضاعة الوقت بغير فائدة، وأحذرهم من مغبة أثار ما يقع فيه من يتعرضون لتلك الفتن."
ودعا الشيخ السعودي أصحاب الفضائيات العربية إلى "أن يتقوا الله ويتوبوا، وأن يكفوا عن نشر الفساد والإفساد"، عبر نشر ما وصفه بـ"البرامج الخبيثة" على قنواتهم الفضائية.
يُذكر أن عدداً كبيراً من السعوديين يمتلكون قنوات فضائية خاصة، من بينها مجموعة محطات MBC التلفزيونية وقناة العربية الإخبارية، إضافة إلى مجموعة قنوات "روتانا"، وART، وأوربت، ولكن هذه القنوات تبث من خارج المملكة.

وهذا هو تعليقي على الخبر :
إن خطورة هذا الكلام يكمن في التصريح للعديد من الجماعات الإرهابية بملاحقة أصحاب القنوات الفضائية لتنفيذ فيهم حد الحرابة وهو الحد الإسلامي للمفسدون في الأرض .
ومن الممكن أن تشهد الأيام القادمة ملاحقة من الجماعات الإرهابية في المملكة لأشخاص مثل الوليد بن طلال صاحب قنوات روتانا للأغاني والأفلام والفتى المدلل للعائلة المالكة في السعودية مما قد يؤدي إلى حرب أمنية واسعة من جانب الحكومة السعودية على كثير من أطياف الشعب السعودي بحكم القبلية والالتزام الديني ، أو قد نرى محاولات اغتيال للشيخ / صالح كامل صاحب شبكة art التي توجد بها قنوات لبث الأفلام والأغاني .
ومن الممكن أن ينشط بعض التيارات التكفيرية في كثير من الدول العربية مثل مصر بالتحديد التي يعاني فيها هذا التيار الرفض الكامل من كبار علماء السلف ، وهذه الفتوى ستعتبر ذريعة لتنشيط هذا التيار الخامد للعودة إلى النشاط الإرهابي مرة أخرى وقد نرى محاولات اغتيال لأحمد بهجت صاحب قنوات دريم أو وليد دعبس صاحب قنوات مودرن أو نجيب سويرس صاحب قناة OTV أو محسن جابر صاحب قناة Mazzika أو إعادة قتل مروان حامد في قبره صاحب قنوات Melody !!
لا أعرف حقيقة إلى أي سند شرعي استند الشيخ صالح اللحيدان إلى هذه الفتوى ، ألا يعلم بحكم منصبه كرئيس قضاة المملكة بأنه لا يجوز تطبيق الأحكام إلا من قبل ولي الأمر وأن تطبيق أحكام الشريعة على يد عوام الناس سيثير الفتنة والصراعات الدموية في المجتمع ، ألا يعلم الشيخ ما يعانيه العالم الإسلامي من تربص المجتمع الدولي به وأن مثل هذا التصريح الخطير سيؤخذ علينا كمسلمين وسيتم تشويه الإسلام به ، ألا يعلم الشيخ أنه عند الحكم على أي شخص يجب علينا قبلاً سماعه وتوكيل من يدافع عنه أم أن إصدار الأحكام يؤخذ بالاتهام والتشكك والظن !!
حاولت إيهام نفسي بأن ما قاله الشيخ يندرج تحت بند إعلام العوام بالحكم الشرعي وليس الدعوة إلى تطبيقه ، لكن إطلاق هذا الكلام دون تفصيل واضح على آذان العوام لم يدع لي فرصة إلا الظن بأن ما قاله الشيخ هو دعوة صريحة إلى قتل أشخاص لهم وزنهم في مجتمعاتنا وقتلهم سيؤدي إلى عودة الدولة الأمنية إلى أوج قوتها لتعود وتحكم قبضتها على عنق كل منا وتنغص عليه حياته مثل الماضي وذلك بعد أن من الله علينا بانفكاك قبضتهم قليلاً من على رقابنا .
إنها مهزلة بكافة المقاييس ، وطعنة قاسية توجه لصورة الإسلام في العالم على يد أحد أبناءه ، وطعنة للمنهج السلفي الذي يمثله كأحد أبناءه .
كنت أنتظر فتوى من الشيخ صالح تبيح الخروج على الطغاة الذين يحكمون بلادنا أو الدعوة إلى ملاحقة الفاسدين ومقاضاتهم من الذين سرقوا أموالنا وأفسدوا علينا بلادنا أو إصدار فتوى بإثم المسلم إذا لم يبتكر شيئاً يفيد أمته ويرفع من شأنها أمام العالم ، ولم أكن أنتظر مثل تلك الفتوى التي لا محل لها من الإعراب .

الرجل الذي فقد ظله !!

المشهد الأول ( تفريغ لجزء من لقاء الأستاذة لميس الحديدي والكابتن شوبير على الفضائية المصرية في برنامج الاختيار الصعب ):
- أ. لميس : كابتن شوبير صحيح أن كابتن خطيب كلمك في أزمة هاني سعيد ؟
- ك. شوبير : آه ..
- أ. لميس : كلمك قالك إيه ؟!
- ك.شوبير : قالي ماتاخدوش القرار دلوقتي ..والحقيقة ماكنش ينفع لأن الأوراق كلها لصف نادي الزمالك.. والنادي الأهلي ماعندهوش أوراق ..فبالتالي كان صعب ..
- أ. لميس : وردك كان ايه ؟
- ك. شوبير : قلتله كل الأوراق وكل المستندات لصالح نادي الزمالك ..لو في أوراق عند النادي الأهلي ابعتهالي ولو من حق النادي الأهلي هنحكم بيه علطول لكن مش هقدر أخلي احتقان في الشارع أكتر من كده ..لازم يكون هناك قرارت سريعة لإنهاء الأزمات والدوري على وشك البداية .

المشهد الثاني ( افتراضي من وحي خيالي ( من نفس البرنامج بنفس الشخصيات )) :
- أ. لميس تلبس ثوب الخبثاء وتنقض عليه بمنتهى الهدوء سائلة إياه : كابتن شوبير بمناسبة يعني ان فيه عشم بينك وبين نائب رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي كابتن خطيب والعشم ده هو اللي خلاه يطلب منك طلب قوي زي بتاع هاني سعيد ..ليه ما كلمكش في قضايا كتير اهم تخلصهاله بما انه بيعتبرك المخلصاتي بتاع النادي جوة الاتحاد وهي قضايا حسني وعقوبات جوزيه الكتير وشغل الحلق حوش بتاع شحاتة في معسكرات المنتخب عشان يخلي اللعيبة تروح الزمالك وموضوع الحضري وحاجات تانية كتير ؟!
- ك. شوبير يتحرج قليلاً ويتنحنح ثم يرد قائلاً بعد صمت امتد لبضع لحظات : والله مش عارف اقولك ايه .. يمكن تلاقي الكابتن خطيب اخيرا افتكر اني كنت لعيب زمان في فرقة الاهلي فقال اكلم راجلنا جوة الاتحاد لعل وعسى يخلصلنا الحوار ده !
- أ. لميس تنظر إليه بنظرات ثاقبة تجعله يتصبب عرقاً حتى من شعر أنفه فترد عليه : يعني أفهم من كلامك أنه أول مرة يكلمك عشان تخلصله حاجة للأهلي من جوة الاتحاد ؟!
- ك. شوبير يحاول استعادة بعض توازنه فيرد قائلاً : نعم
- أ. لميس تزيح ناظرها من عليه وتعلو شفاهها ابتسامة قائلة : آه معلش أصل قضية هاني سعيد كانت حياة أو موت للاهلي وكل اللي فات ده كان لعب عيال عشان كده كابتن خطيب خدله حبيتين برطعة وشد سماعة التليفون وكلم معاليك في موضوع هاني بالذات..... طب بالمناسبة كده أنتوا مش بقالكوا سنة عمالين تغنوا في كل حتة على رغبة اللاعب وأن من حق أي لاعب يروح الحتة اللي عايزها .. ولا الحوار ده ما بيظهرش غير ساعة لما يكون اللاعب بيطلع من الاهلي مش رايحله ؟!!
- ك. شوبير يرسم على وجهه بعض علامات البلاهة ويرد عليها بمنتهى البراءة : لا لا مين قال كده بس !!
- .أ. لميس تنتفض ويعلو وجهها نظرة حانقة لتنقض عليه سائلة : أصل أنا ماشفتوكمش عملتوا كده مع عمرو زكي لما كان عايز يطلع يحترف في انجلترا وكمان ماعملتوش كده مع هاني سعيد لما كان عايز يروح الاهلي ..ثم تمتمت بصوت خافت قائلة ( ولا عشان أنت مالكش غير سيد واحد بس وهو ممدوح عباس ؟! ) ..
- ك. شوبير بدأ ينزف العرق من جبينه وتعدى مرحلة التصبب ليرد قائلاً : لا أصل دول كانوا ماضيين عقود مع الزمالك فمينفعش نقول رغبة اللاعب ويحزنون ..
- أ. لميس تستشيط غضباً : هو يعني حسني عبد ربه والحضري كانوا ماضيين على ورقة بفرة وعمرو زكي وهاني سعيد كانوا ماضيين على جلد تمساح !! .. ثم حاولت أن تبتلع غضبها حتى لا ينفلت زمام البرنامج لتعود إلى ابتسامتها الخافتة قائلة : خلينا نروح لسؤال تاني بس هو برده في نفس المضمار بتاع علاقتك الجميلة بينك وبين كابتن خطيب
- ك. شوبير يفرح كثيراً لخروجه من هذا المطب ويرد مهللاً : اتفضلي اتفضلي ..
- أ. لميس : مادام كابتن خطيب بيكلمك عشان تظبط الاهلي ..ليه ماكلمكش يعني عشان تبطلوا المناحة اللي انتوا عاملينها في البرامج الفضائية على موضوع البث الحصري لماتشات الاهلي في الدوري على قناة الاهلي .. وكمان عشان تخف ايدك انت بالذات في مجلس الشعب عن محاربة الاهلي في الموضوع ده ؟!
- ك. شوبير يبدو عليه علامات الاستياء لذهابه ناحية مطب آخر فيرد قائلاً : لا لا ..اصل قناة الاهلي ده ضد مصلحة الامة والوطن والدين وممكن تسبب كوارث احنا في غنى عنها وبشايرها هلت في حرب روسيا مع جورجيا والقادم أسوأ لو اشتغلت ..
- أ. لميس محاولة ابتلاع حنقها : هو مش حسن حمدي قالك مفيش تشفير ولا دياولوا ..ثم بدأت تعلو وتيرة صوتها قائلة : ولا انتوا خايفين عالقرشين اللي بتهلبوهم كل سنة من ورا ماتشات الاهلي وترموا للنادي شوية فتافيت في الاخر ؟! ..
- المخرج يخاطب لميس في أذنها عن طريق المايك : أبوس ايديكي خلي الحلقة تمشي على خيرة الله مش ناقصة الراجل يمشي وتبوظيلنا البرنامج .. خش عليه بسؤال عن بيحب ياكل ايه بين السحور والفطار وهو صايم ..ودلعيه كده بلاش رخامة
- أ. لميس تعود للابتسام مرة أخرى وتحاول أن تلقي بظلال ابتسامتها على وجه ك. شوبير الذي يستغيث الله في سره أن ينجيه من هذا البرنامج : طب قول لنا يا كابتن شوبير يا ترى إنت بتفطر كل يوم في رمضان ولا بتطبق صيام لتاني يوم ؟!
- ك. شوبير تعود الحياة إلى ملامح وجهه : هع هع هع ..
********
إن ما سبق ليس امتداداً لرواية الأديب المصري ( فتحي غانم ) والتي تسمى ( الرجل الذي فقد ظله ) والتي تجسد صراعات اجتماعية وسياسية عانى منها مجتمعنا المصري والذي يتجسد في حياة ( يوسف السويفي ) بطل هذه الرواية ، بل هي جزء جديد في عصر جديد بطله سويفي آخر .
وبما أن يوسفنا السويفي الحالي معلوم للجميع ما يفعله في رياضة كرة القدم المصرية مهما حاول هو أن يخفي ذلك بقناع من البراءة والشرف إلا أنه عار دائماً أمام عيون المواطن المصري التي تميز الطيب من الخبيث ، لذا سأذكر الجميع بمن هو شوبير والذي يؤكد لي بما لا يدع مجالا للشك بأن هذا الشخص هو نموذج حي للفساد بعينه وهو من أكثر الناس بعداً عن مهاجمة الفساد فكيف يهاجم أو يفضح شوبير أعوانه أو شركاءه في عالم الفاسدين ! .
أولاً شوبير السياسي :

شوبير السياسي هو عضو الحزب الوطني والنائب في مجلس الشعب الذي وصل إليه بمساعدة الأمن بشهادة العديد من أهالي طنطا ووفق شهادة الشبكة العربية لمراقبة حقوق الإنسان في تقريرها المعد عن الانتخابات (
http://www.hrinfo.org/egypt/makal/2005/pr1120-3.shtml ).
شوبير هو الذي تخلى عن أهالي حي الغفران بقحافة بطنطا عندما جاء قرار بهدم لبيوتهم حيث لجأ حينها أهالي تلك المنطقة إلى الشيخ سيد عسكر لرفع الظلم عنهم فما كان من الرجل إلا أن تقدم بطلب إحاطة تصدى له بغرابة شديدة النائب شوبير مدافعاً عن موقف الحكومة حتى عندما أصبح الأمر خطيراً وتقدم العديد من النواب بطلبات إحاطة حول هذا الهدم التعسفي فما كان من شوبير إلا أن التزم الصمت ولم يرد أن يناصر أهل دائرته بعد أن ثبت بالدليل حجم الظلم الذي تعرضوا له ! (
http://www.gharbiaonline.com/main/main_page_nwab.asp?NewsID=1539 )
هذا غير أن السيد أحمد شوبير ثروته تزيد عن 90 مليون جنيه وهو رقم من المستحيل أن يجمعه حارس مرمى سابق ظل معظم حياته في النادي الأهلي لاعباً احتياطيا ناهيك عن قلة الأموال التي كانت تمنح للاعبين في هذه الفترة ، ناهيك أيضاً عن أن السيد شوبير ليس له نشاط مالي معروف من تجارة أو صناعة .
إذاً من أين لك هذا ..؟؟ ، إن هذا بالطبع ليس فقط من علب الإمارات إياها وهدايا رجال الأعمال نتيجة فوز المنتخب مرتين ببطولة كأس الأمم الإفريقية .
ونكتفي بهذا القدر لنرى بعدها..
ثانياً شوبير الإعلامي :
وهنا تكمن خطورة هذا الرجل ، حيث التأثير على بعض الأحداث وليس على الرأي العام لافتقاده المصداقية عند كثير من الجماهير الرياضية المصرية.
لا أعرف من أين أبدأ ، هل أبدأ بتمجيده الدائم في حزبه السياسي المستعمر لأرض مصر، أم باستغلال برنامجه وأشباه النقاد الذين يجلبهم في برنامجه الرياضي للهجوم على خصومه وتبرير أفعاله .
بل تخطى الأمر الهجوم على خصومه الرياضيين وتعدى إلى مهاجمة خصومه السياسيين باستغلاله لبرنامجه الرياضي السابق على قناة دريم لشن هجوم سياسي على الإخوان المسلمين وبالأخص تظاهرة الأزهر الشهيرة !!
أم أتحدث عن افتعاله للأزمات مثل أحاديثه السابقة عن هروب جوزيه وعن تناسي لاعبي وإداريي النادي الأهلي للراحل محمد عبد الوهاب في حركة إعلامية رخيصة ، أم عن استغلال احتراف شوقي للهجوم على جوزيه، أم أتحدث عن بيت الشعر إياه الذي قاله عن جماهير وإدارة الزمالك في حديثه التليفوني العصبي إثر سباب جماهير الزمالك له بشكل جماعي بسبب خلافه مع ممدوح عباس وقتها، ثم يصبح بين ليلة وضحاها الحصن الأول والأخير للدفاع عن ممدوح عباس ومصالحه ومهاجمة كل من يهاجمه ! وأترككم مع هذا المقال الهام جدا للأستاذ عصام شلتوت في جريدة العربي والذي يوضح فيه عمق العلاقة بين عباس وشوبير (
http://www.al-araby.com/docs/article3604.html ) .

شوبير الرياضي :

وبالرغم من حديثي السابق عن بعض فضائح شوبير الرياضية الحالية في صورة حوار افتراضي بين أ. لميس وبينه ، إلا أنني لابد أن أذكر الجميع بما قام به سابقاً مع المرحومين ثابت البطل وصالح سليم ، وفضيحة التذاكر وحادثة القبض على سائق أحمد شوبير بحجة اختفاء تذاكر كأس الأمم الإفريقية من منافذ بيعها .!!
مما استدعى النائب محمد حمدي بتقديم طلب إحاطة في مجلس الشعب حول التهم المنسوبة لشوبير حول قضية التذاكر المعروفة (
http://forum.sendbad.net/t4325.html )، هذا غير سبوبة النقل الفضائي للدوري المصري سابقاً على دريم والآن على قناة الحياة .

ما سبق ما هو إلا اختصار شديد لملامح شوبير في الواقع المصري ، وبقليل من العقل سنعلم جميعاً من هو الكاذب ومن هو الجاني هل شوبير أم الرمز النظيف الكابتن محمود الخطيب الذي رفع اسم مصر عالياً كثيراً سواء مع نادي ه الأهلي أو مع المنتخب ، واللاعب المصري الوحيد في التاريخ الذي حصل على جائزة أفضل لاعب إفريقي ، اللاعب الذي لم يحصل في حياته كلها سوى على كارت أصفر واحد وهو في مباراة الناشئين أمام الزمالك .


ملحوظة : الروابط السابقة في الموضوع هي لدعوة القارئ للتعمق أكثر في معرفة الأحداث .

الاثنين، 8 سبتمبر 2008

العلمانيون الجدد

تحت العديد من المسميات يعيشون ، وجودهم ملحوظ لا تغفله عين ، لا يكاد أن يخلو من حضورهم أي تجمع ثقافي وسياسي حتى ولو كان هذا التجمع في دهاليز الانترنت التي يختبئون فيها .
إنهم يطلقون على أنفسهم لقب العلمانيون ، التنويريون ، دعاة التحرر ، حماة حقوق الإنسان ، نُساك العدل ومريديه ، والعديد من المسميات التي لا حصر لها والتي قد تعمي الأبصار من وهج بريقها ، فهم يتفننون في انتقاء الأسماء والدعاية لأنفسهم عن طريقها والتأكيد في كل مرة يتحدثون بها أنهم كذلك حتى تتولد عقيدة لدى المتلقي بأنهم المخلصون الحقيقيون للبشر من ويلات التيارات الفكرية المختلفة المتخلفة .
سأحاول هنا استعراض بعض مظاهر تلك الفئة التي بدأت تنتشر بشكل خطير داخل مستويات المثقفين المصريين وإن لم تؤثر بهم فهي ترغمهم على البقاء في طرف الحياد بممارسة الإرهاب الفكري الذي يمتازون به عن طريق اتهامات التخلف والرجعية والظلامية وإلى آخره من الشعارات السوداء التي تلصق في كل من يعارضهم أو حتى يجادلهم .
لا أرى أني مجبر هنا على سرد تاريخ العلمانية أو الوجودية أو الإلحاد كي أفهم للقارئ الحكاية من أولها ، فهؤلاء لا أصل لهم بين تلك الفروع بل هم يعتنقون مذهباً مسخاً قد تكون فيه بعض الملامح من المسميات السابقة .
عندما تقرأ لهم أو تستمع إلى أحاديثهم فإنك تجد أن محور حياتهم الأصلي هو عداء الإسلام ، هم ليسو علمانيين أو ملحدين بل هم ينتمون إلى حزب كارهي الإسلام فقط لا غير ، إنتاجهم الفكري محدود ويكاد أن يكون معدوم لأنهم يعيشون ليل نهار في البحث والتدقيق في القرآن والأحاديث النبوية لعلهم يجدون شيئاً يهاجموه حتى أنهم إذا ما رأوا نقطة سقطت سهواً من فوق حرف في كتاب أدعية مأثورة فإنهم يبدؤون الطعن في الدين والنبي والمذهب وكل شيء عن طريق أكليشهات محفوظة وغبية جداً تم الرد عليها مئات المرات إلا أنهم يعشقون ذكرها كثيراً لعلها تجذب جاهل جديد إلى عالمهم المليء بالكراهية لكل ما هو مسلم .
العلمانية بمفهومها البسيط الذي أعرفه هي فصل الدين عن الدولة ، والإلحاد بمفهومه البسيط أيضاً والذي أعرفه هو إنكار وجود أي إله لهذا الكون يتحكم في مقادير البشر وحياتهم أو ينسب إليه خلق أي شيء ، لم أجد في الفكر العلماني أو الإلحادي الدعوة إلى سباب الإسلام ونبيه ليل نهار كأحد أركان هذا الفكر ، لم أجد في هذا الفكر الدعوة إلى استعداء المجتمع بأسره والسخرية منه لإجباره على ترك دينه .
أكثر ما يضحكني في تعبيرات وجوه العلمانيين الجدد وهم يتحدثون هي تلك التقاسيم التي ترسم على جباههم والتي تحمل كل أنواع البغض للإسلام ومعتنقيه ومن أراد أن يتأكد من كلامي فعليه مشاهدة أمثال وفاء سلطان وهي تتشنج وتترنح وتتلوى وتقفز في مكانها إذا تحدثت عن الإسلام ، بل أكاد اجزم أنه لو قام رئيس الولايات المتحدة بتفويضها لاستعمال السلاح النووي الأمريكي فإنها في نفس التو واللحظة ستتخذ قرار بإبادة العالم الإسلامي كله .
هناك كاتب يدعى كامل النجار في إحدى المدونات على الانترنت كتب ما يزيد عن 122 مقالة لا توجد منهم مقالة واحدة تتحدث عن تطوير العالم العربي أو أي من قضاياه ، بل كلها سب في الإسلام ونبيه وأن خلاص البشرية وراحتهم هي في موت المسلمين ودينهم ، بل أنه تطرف في كراهيته إلى تمجيد أي دين آخر غير الإسلام وهو بذلك يخالف أ ب تعاليم العلمانية والإلحاد .
إننا أمام فئة معينة تتوغل في الوسط الثقافي وهي مرتدية عباءة العلمانية والإلحاد وتضمر في قلوبها كراهية لا محدودة للإسلام ونبيه بالتحديد دون غيره ، فئة تتدعي عكس ما تظهر وما تبطن ، تستولي على عدة منابر ثقافية هامة تتحدث منها لتبث كراهيتها على رؤوس الناس .
أنا أتقبل العلماني أو الملحد لأنه بالأساس صاحب مبدأ ويعامل من يخالفه جميعا بنفس المبدأ ، فأنا مثلاً أعشق الاستماع إلى سعد الدين إبراهيم وعلاء الأسواني وأسامة الغزالي حرب وغيرهم فهم ليبراليون وطنيون محترمون ، لكني لا أستطيع أن أتقبل تلك الفئة المسمومة بين أظهرنا فهي فئة تسعى إلى استفزاز مشاعر المسلمين بالإضافة إلى التحقير الدائم لمقدساتهم .
لم أرى أحد من العلمانيين الجدد يحارب البوذية أو اليهودية أو عباد الفئران في الهند بل كل تركيزهم على الإسلام دون غيره وهو يضعنا أمام احتمالين لا غير أن هذا الشخص كاره للإسلام لسبب العمالة للخارج وهو سبب مرفوض مني لأني لا أؤمن كثيراً بنظرية المؤامرة ، والسبب الآخر هو أنهم يعانون في قرارة أنفسهم من رفض الإسلام لبعض ممارساتهم مما جعلهم يكرهونه ويتمردون عليه وكلما زادت وتيرة سبهم للإسلام ورسوله يشعرون أنهم تحرروا أكثر من تلك القيود التي كانت تحد من ممارساتهم وهناك أمثلة كثيرة على ذلك منهم صاحب مدونة تدعى ( مثلي قوي ) على الانترنت وهو رجل شاذ جنسياً يبغض الإسلام ويدعي أنه علماني ويتحدث عن مئات الأسباب وراء اعتناقه العلمانية لكن السبب الحقيقي هو رفض الإسلام لممارساته الجنسية الشاذة مما دفعه لبغض الإسلام ، وهناك الدكتورة نوال السعداوي التي تعاني منذ طفولتها من تطرف متنامي في عقلها حول قضايا المرأة مما حولها لكارهة كبيرة إلى التشريع الإسلامي .
أو قد يكون لسبب ثالث على غرار العلمانيون الجدد في تركيا وهو بسبب خوف أولئك العلمانيون من قوة الإسلام في السيطرة على الشعوب وقيادتها مما يجعلهم في منتهى الشراسة في محاربته عكس علمانيو أوروبا الذين لا يجدون في المسيحية حالياً ذلك العدو بعد أن انتهت حروبهم الشرسة مع الكنيسة منذ قرون لصالحهم .
أنا أؤمن جداً بحرية الرأي ووجوب الحوار بين المختلفين ، لكن ما يحدث من فئة العلمانيون الجدد ليس حواراً بل هو تطاول يسيء لمعتقدات السواد الأعظم من الأمة العربية ويستفز مشاعرها ، إنه إرهاب فكري ونشر لثقافة الكراهية بين فئات المجتمع ، إنه نشر للجهل لأن ما يكتبونه ويتحدثون به هو الجهل بعينه عن الإسلام ورسول الإسلام وأحوال المسلمين ، لذا لا داعي أن يخرج عليّ مفوضي الحرية وحقوق الإنسان ممن دافعوا باستماتة عن أمثال عبد الكريم نبيل سليمان ليلصقوا بي تهمة الظلامية والرجعية والتخلف والديكتاتورية .
إن أوروبا وأمريكا رعاة الحرية والديمقراطية في العالم عندهم خطوط حمراء لا يجب تجاوزها ومنها على سبيل الذكر لا الحصر قضية معاداة السامية والتشكيك في المحرقة النازية ، أو احتقار الجنس الأسود والدعوة للتخلص منهم ..فهي قضايا من يتحدث فيها يجد نفسه أمام قاضي يحاكمه ويلقيه داخل غياهب السجون ، أما نحن العرب فكلنا مستباح حتى أفكارنا ومعتقداتنا هي شيء مستباح من العلمانيين الجدد .
للأسف العلمانيون الجدد في تزايد مستمر حتى ولو تزايد بطيء لكنهم في تزايد ، فهي موضة يركبها كثيرون من مدعي العلم والمعرفة والثقافة أو من لهم مشاكل مع تشريعات الإسلام .
إن خطر هؤلاء شديد جداً فهم يعملون على استفزاز مشاعر الكثيرين مما قد يؤدي إلى أحداث دموية في المستقبل نتيجة لهذا الاستفزاز الدائم لمشاعر الملايين ، لذا أدعو السلطة في مصر إلى سن قوانين تحاكم هؤلاء على غرار قوانين معاداة السامية والسود ، وهذا ليس وأداً للحريات إنما حفاظاً على الأمن الاجتماعي وحقناً لدماء قد تنزف في المستقبل .

الأحد، 7 سبتمبر 2008

ومازالت إنجازات مبارك عرض مستمر


وكأن مصر على موعد كل شهر بإنجاز جديد في عهد السيد الرئيس ، فلم يكد يمر أسابيع قليلة على حريق مجلس الشورى ونكسة أولمبياد بكين حتى خرج علينا من جعبة النظام المصري مصيبة جديدة ، بل كارثة إنسانية جديدة ، كارثة لو فتح التحقيق فيها أمام أشد قضاة العالم فساداً لأصدر حكماً بالإدانة على كل المسئولين من أول رئيس الجمهورية إلى محافظ القاهرة .
إنها جريمة جديدة تضاف إلى عصر مبارك ، تضاف إلى إنجازاته الدموية ، جريمة راح ضحيتها العديد من الأرواح ، شرد بسببها الألوف ممن كانوا يلتحفون بستر عشوائيات الدويقة وظل جبلها من ظلم وفساد الحكومة ، نعم إنه وسام جديد على صدر مبارك وحكومته .
وفيما يبدو أن خطة حكومة الحزب الوطني لتطوير البلد هي القضاء على الفقراء بتاتاً ، عن طريق تجويعهم وسجنهم وعدم تشغيلهم وتركهم غرقى في بحور من العدم شواطئها مخدرات وبطالة ومرض وجهل .
بعد حريق مساكن قلعة الكبش أو بمعنى أدق إحراق مساكنهم جاء الدور على سكان عشوائيات الدويقة ، حيث تم تركهم تحت رحمة صخور آيلة للسقوط حتى نفد صبر الصخور عليهم فأبت إلا أن تهلك ويهلك من تحتها .
أين هو مشروع سوزان هانم بنقل سكان العشوائيات إلى مساكن جديدة تصلح للاستخدام الآدمي ، أم أن الاستثمارات وجهت إلى مشاريع بورتو سخنة ومدينتي وغيرها من مساكن الفقراء الحقيقيين لهذا الوطن ، أو قام هشام طلعت باقتراض مبلغ الـ12.5 مليون دولار من حصة هذا المشروع ليقضي بعض الوقت اللطيف مع صديقته سوزان تميم قبل أن يقتلها ، وأين ذهب المائتين مليون دولار أمريكي المرسلة من الإمارات لنقل سكان العشوائيات إلى مساكن آدمية ؟ .
أين كان مبارك وأحمد نظيف من تصرفات المغربي تجاه تظاهرات أهالي الدويقة في يناير 2007 وهم يطالبون بوحدات سكنية لهم (
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=46415 ) أين كان حيدر البغدادي نائب المنطقة الهمام من مشاكل أهالي دائرته أم أنه كان مشغولا بفضيحة السي دي إياه (http://www.egypty.com/people-talk-details.aspx?people_talk=438 ) .
والمثير للغثيان هي تكرار نفس الفضائح التي تمت في معالجة حريق مجلس الشورى من البدائية المقززة في معالجة مثل تلك الكوارث ، وكأن مصر كلها لا يوجد بها دفاع مدني مؤهل للتعامل مع مثل تلك الحوادث ، إذا فما هو داعي تخصيص ميزانية لرواتب هؤلاء من أموال دافعي الضرائب إذا كان وجودهم مثل عدمهم ومن المسئول عن هذا المستوى المتخلف في قدرات العاملين بالدفاع المدني المصري ؟ .. وأين كان الدكتور صلاح محمود رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية الذي أخذ يتحدث بعد الحادث في القنوات الفضائية عن طبيعة المنطقة وخطورة العيش هناك بسبب سوء الصرف الصحي وتأثيره على الصخور الجيرية المكونة للهضبة ؟ ، هل كان نائم على مكتبه يراعي المسيرة الصحيحة للحركة البيروقراطية في مصر أم أنه حذر من ذلك من قبل ولكنه لم يجد أذناً صاغية وهذه مصيبة أكبر .
لك الله يا مصر ، لك الله يا شعب مصر ، لك الله يا أهالي الدويقة ، من نلوم في هذا الحادث ؟ ، من المسئول ؟ ، إذا كان من هم مسئولون عن خراب مصر فيما يزيد عن 30 عاماً لا يعترفون أبداً بأخطائهم ، إذاً فلنلق اللوم على أي شيء آخر ، على عقب السيجارة كما حدث في مجلس الشورى والعبارة أو على أنبوبة بوتاجاز كما حدث في قلعة الكبش أو على الجبل اللعين الذي يصرخ منذ سنين طوال راجيا مسئولينا أن يسارعوا بنقل من يسكنون تحته إلى مساكن أخرى حتى ما إذا جاء اليوم الذي سينهار فيه لا ينهار عليهم ، لكن محافظ القاهرة السيد عبد العظيم وزير كان يرى عكس ذلك حتى جاء اليوم الذي أثبت فيه صحة رؤيته وقضي نحب المئات من شعب مصر تحت الأنقاض وخربت بيوتهم في شهر الرحمة وهنيئاً للسيد الرئيس على إنجاز آخر ، وأتمنى أن يكون الإنجاز القادم في الشهر القادم هو ضرب مصر بعشر قنابل نووية حتى يرتاح الشعب ويريحك .

السلفية ما بين فكي الماضي والحاضر ورؤية للمستقبل

لقد أصبح من غير المنطقي تجاهل الوجود السلفي في الشارع المصري ، ذاك الوجود الذي ظل المجتمع يتجاهل انتشاره عن عمد بحجة أنه لن يزيد خرق السفينة خرقاً آخر أو كعادة المصريين لا يتحركون لمواجهة الأخطار التي تهددهم حتى لو تفاقمت وناطحت برأسها عنان السماء ، حتى أضحى هذا الوجود عاموداً أساسيا في البيت المصري له قنوات فضائية وجرائد ولجان وفئات عريضة من الشعب تؤمن به وتمثله أيما تمثيل .
لن أعود إلى إرهاصات الوجود السلفي في مصر وتأريخه بالتحديد لأن هذا لن يفيد كما أنه لن يفيد أن أنسب هذا الوجود إلى الوهابية في السعودية وتأثيرها على الجاليات المصرية المقيمة هناك فهذا النسب على إطلاقه نسب باطل بالرغم من أنه قد يكون أحد الأسباب ، فالسلفية أو الوهابية باختصار شديد هي موجودة منذ وفاة الرسول وتختفي وتتجدد في جنبات الدولة الإسلامية على مر العصور .
إن السبب الحقيقي والمهم في انتشار السلفية في أي مجتمع هي ذاك الإغراء الشديد الذي يميز هذا المنهج ، فالمنهج السلفي يمتاز بأنه علمي لأقصى درجة ، تعتمد كتبه ومحاضراته على أشد الكلام توثيقاً عن النبي والصحابة ، لذا فإنه بمجرد التحدث مع أي مسلم عن منهج السلفية فإنه سرعان ما يستسلم لقوة الحجة التي تنتسب بعرى وثيقة إلى ما قاله الله وقاله الرسول .
قد يتساءل البعض إذاً أين تكمن خطورة المنهج السلفي كما ذكرت أنا سالفاً في المقدمة إذا ما كانت السلفية هي النهج الوحيد في التيارات والمذاهب الفكرية الإسلامية الذي يتميز بالعلمية والدقة الشديدة لما ينسب إلى الله ورسوله ؟!
إن الخطورة تكمن في سببين اثنين أولهما أن المجتمع المصري بصفة خاصة غير مؤهل بتاتاً لاستيعاب الفكر السلفي بهيئته الحالية مما يتسبب في عزوف الكثيرين عن خط التدين والنفور منه أو الغلو الشديد ، فالمجتمع المصري مجتمع تكونه العديد من العادات والتقاليد والثقافات تكونت بشكل تراكمي منذ عشرات أو مئات السنين وهي في مجملها قد تخالف المنهج السلفي في كثير من الأشياء مما يؤدي إلى صدمة نفسية هائلة عند المتلقي للفكر السلفي بأن كل ما تربى عليه ونشأ فيه ورآه حوله هو مخالف لتعاليم الدين الإسلامي ، مما يؤدي إلى رفضه الفكر بشكل كامل والاستمرار في الإطار الاجتماعي الذي نشأ فيه ، أو الرضوخ لإغراءات هذا النهج العلمي الموثق لما قاله الله والرسول والصحابة ، فيتحول إلى حالة عداء شديدة تجاه المجتمع من حوله قد تحوله إلى الشكل السلبي من السلفية وهي السلفية التكفيرية .
السبب الثاني في خطورة انتشار النهج السلفي في مصر هي فئة المتداولون والمعتنقون لهذا النهج ، فهي فئة يتشكل هيكلها الأساسي من الدرجات الدنيا في المجتمع المصري من العقول والأشخاص ، فهذه الفئة بغريزتها التي نمت فيها نتيجة تأثرها بالوسط الاجتماعي من حولها تريد فعل أي شيء للخلاص من ويلات الفقر والجهل الذي تعيش فيه لذا فهي تعتنق المنهج السلفي بسرعة شديدة لاعتقادها بأن هذا هو طريق رضا الله ومن ثم الخلاص من مأساة الفقر بدعاء مستجاب بما أنه أصبح من الفئة المقربة للرب ، أو تلجأ للحل الأسهل وهو الرضا والاستكانة إلى حالتهم الاجتماعية البائسة بحجة الباقيات الصالحات خير عند ربك وأن الدنيا للكافر والآخرة للمسلم وغيرها من المسكنات، إن خطورة التداول للمنهج السلفي بين هذه الفئة يكمن في جهلهم الشديد بكل ما يتعلق بالعلوم الشرعية من حيث اللغة والحديث والتفسير والنحو والأدب إلخ .. ، فتجدهم سرعان ما يطلقون الفتاوى دون حسيب أو رقيب بما أنهم الفئة المختارة وصفوة الثلاثة وسبعون شعبة المبشرون بالجنة دون غيرهم ، وهذه التصرفات اللامسئولة من تلك الفئة يهدد بشكل موسع الاستقرار الديني للنسيج الإسلامي بالمجتمع المصري الممزق من الأساس بين إخوان وصوفية وسنة وقليل من الشيعة ناهيك عن العداوة الشديدة بين السلفيين بعضهم البعض واتهاماتهم المتبادلة بالتبديع والنفاق والجهل هذا غير فن القدح في العلماء .
يحضرني هنا حادثة صغيرة حدثت معي من قبل وهي نقاشي مع رجل سلفي سعودي الجنسية حول الأثر السلبي للوجود السلفي في مصر عبر أربعين سنة فقال لي : هل تعلم ما هي مشكلتكم في مصر ؟ ..قلت له : ما هي ؟ ..قال لي : أنكم تأخذون أحكامكم من النص دون تأويل أو فهم لأبعاد هذا النص وما قيل فيه من قبل مما يشوه صورة المنهج السلفي بصفة عامة ..قلت له : لم أستطع فهم ما قلته ! ..قال لي : ما تفسيرك لقول رسول الله ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) ؟ ..سكت لبرهة ثم أجبته قائلاً : أن من يسب مسلماً فهو فاسق ومن تشاجر مع مسلم أو حاربه فهو كافر .. فقال لي : إن هذا ما أتحدث عنه ، أنكم تفسرون النص كما هو دون فهم لأبعاده ..فقلت له مستنكراً : وهل هناك تفسير آخر له ؟! ..قال لي : ماذا تعلم عن الفسوق الأكبر والفسوق الأصغر والكفر دون كفر وتطرق إلى شرح طويل في مسائل عقدية لا داعي للحديث عنها أثبتت لي خطر التداول للمسائل الفقهية والعقدية بين أيدي الجهلة .
كما أن الجزء الأخطر في انتشار السلفية في المجتمع المصري هو تسببها في هدم أولويات كثيرة يجب أن تضع في حسبان المجتمع المصري من أجل مستقبله مثل التقدم العلمي وحقوق الإنسان ومكافحة الفقر والفساد ومواجهة الخطر الإقليمي لكل من إسرائيل وأمريكا وحلفائهم وغيرها من المشاكل التي تعصف بمجتمعنا المصري منذ فترة طويلة ، حيث نجد أن السلفيين يستبدلون هذه الأولويات بالحديث ليل نهار عن وجوب اللحية وتقصير الثوب وهل النقاب فرض أم فضل وغيرها من المسائل التي لن تزيد في تقدم البشرية قيد أنملة .
ويعود ذلك بمنتهى البساطة إلى سبب بسيط وهي الفئة المتداولة لهذا النهج ، فهي فئة نشأت في جهل ثقافي أو تخلف علمي أو كليهما ، مما أدى بها إلى الحديث عن تلك الأمور الصغيرة وترك الحديث عن مشاكل الأمة ، وكمثال بسيط على ذلك سأطرح سؤالاً بسيطاً ، هل سيختلف الخطاب السلفي في مصر إذا ما كان شيوخه من نوعية المفكر فهمي هويدي أو المغفور له إن شاء الله الدكتور / عبد الوهاب المسيري أم لن يختلف ؟!
بالتأكيد فإن لغة الخطاب ستختلف بدرجة كبيرة وهائلة لأن مثل أولئك الأشخاص المثقفون بدرجة كبيرة عاشوا وتعايشوا مع هموم الأمة لعشرات السنين ولم يطفوا فجأة على وجه المجتمع قادمين من أعماق قيعانه الفكرية والاجتماعية ليبدؤوا في توجيه الناس إلى سلوكيات وأهداف أقل ما يقال عنها أنها متخلفة .
إن السلفيين الجدد كما أحب أن أطلق عليهم هم أول معول يقوم بهدم السلفية في مصر لأن أسلوبهم الدعوي والفكر المطروح في خطابهم هي أشياء عاف عليها الزمن ومهما استقطبت من المصريين فهي لن تستقطب أشخاصاً ذوي قيمة فكرية ومكانة علمية واجتماعية مرموقة تكون رمزاً لهم وتنهض بهم ، وساعد على ذلك الإعلام المصري بكل أصنافه الذي يهاجم السلفية كثيراً بشكل تهكمي ساخر مما ولد قناعة لدى الكثيرين بخطأ هذا النهج وولد قناعة وعزيمة مضادة في نفوس السلفيين بمواجهة المجتمع بفكرهم بشكل أكثر عدوانية .
لذا فأنا أدعو السلفيين الجدد إلى إعادة النظر والتأمل في الأسلوب الدعوي للنبي صلى الله عليه وسلم وإلى إعادة النظر في حكمة التنزيل المتدرج للشريعة الإسلامية من رب العزة ، فالنبي لم يبدأ دعوته للإسلام وسط مكة بوجوب اللحية وفرضية النقاب ، وكذلك رب العزة لم يحرم الخمر إلا على أربعة مراحل .
وبالقياس على واقعنا الحالي فإنه يجب التدرج والتأني بشدة في دعوة المصريين للمنهج السلفي ، فنحن في مجتمع مارس بعض المحرمات لفترة طويلة من الزمن حتى استحلها ثم مارسها أكثر حتى ظنها من الدين ، لذا إن الخطاب الدعوي المبني على مبدأ الصدمة هو خطاب كارثي ، وأسلوب من ليس معنا فهو ضدنا والتفكير الاقصائي الذي يعتنقه أغلب السلفيين هو أسلوب منفر ومستفز لمشاعر الآخرين ، والأخطر من ذلك هو تجاهل مشاكل المجتمع الحقيقية والتركيز في فرعيات الفرعيات لفرعيات ليس لها قيمة في الوقت الحالي .
التجديد في الخطاب السلفي المصري بصفة خاصة هو مطلب حقيقي وملح من باقي أفراد الشعب المصري وليس المعني بتجديد الخطاب الديني هو تحليل المحرمات كما يريد بعض العلمانيين الجدد بل هو الارتقاء بمستوى الخطاب الديني ليناقش مشاكل الأمة الحقيقية وكيفية النهوض ببلادنا، فليس من المعقول في ظل ما تعيشه مصر تحت حكم استبدادي فاجر وفي ظل العولمة أن نتحدث عن وجوب الطاعة العمياء لولي الأمر وأمير المؤمنين وتقديم النصح له في السر ، فهذا هو الجنون بعينه أن نتصور أن رئيس جمهورية مصر العربية هو أمير للمؤمنين ، وأنه ولي أمر لشعب اصطفاه دون غيره ، وأنه إذا ما تقدم شخص ما ناحية القصر الجمهوري وسأله حراس القصر الأشداء عن سبب قدومه ناحية هذا الباب فيجيبهم ببساطة أنه قادم لنصح أمير المؤمنين ، حينها فإن أول شيء سيفعلوه ليس الترحيب به بل جعل بطنه مصفاة متعددة الفتحات من هول مما سيتعرض له من إطلاق الرصاص .
ليس من المعقول أن يتحدث العالم عن تلقيح السماء بالغيوم لإنزال المطر ويتحدث عن مشاكل الفقر وأزمة الغذاء العالمي ووضع الحلول لها وقضايا الإنجاب والاستنساخ وتحديد النسل وأن يكون حلنا لكل هذه القضايا هو الاستغفار ، فهذا قمة التحقير للعلم وللدين ، نعم أنا لا أنكر الجانب الديني للنهوض بالأمة لكن ليس التدين هو حل الأمة ، فلم يخلق الله المسلمين ليكونوا دراويشاً أو ملائكة ! .
ليس من المعقول أن يتم الزج بكثير من المصريين في غياهب المعتقلات والسجون من أجل محاولتهم النهوض بهذا الوطن وإزاحة الفاسدين الجاثمين على صدره ويقوم السلفيين بالتمسك بطاعة ولي الأمر .
ليس من المعقول أن يتم التعامل مع معطيات السياسة والتحالفات الدولية بهذه السطحية والسذاجة عندما نرفض التعاون مع حزب الله ضد إسرائيل بحجة أن حزب الله شيعي ، ورفض إيران كدولة صديقة قوية لأنها راعية المذهب الشيعي في العالم ورفض التعاون مع الدول الغربية والاستفادة من خبراتها في تحقيق النجاحات في المجالات المختلفة بحجة أنها دول كافرة وكل ما يأتينا منها هو باطل وأننا على جهلنا وتخلفنا أفضل منهم .
وعليه فإن الشكل الحالي للسلفيين هو خطر حقيقي يهدد مستقبل هذا الوطن ويجب توعية هذا التيار ومحاولة تصويب مساره كي يكونوا فئة إيجابية مثل السلف الصالح الحقيقي أبي بكر وعمر وأحمد بن حنبل والشافعي وابن تيمية والنووي وغيرهم .
فكل عصر له متطلباته وأدواته ، ويجب على السلفيين القبول بهذه المتطلبات واستخدام تلك الأدوات وإلا لن يساووا أكثر من قبيلة من العرايا في منتصف غابات إفريقيا يرقصون بالرماح ويأكلون بعضهم البعض .

بعد هراري .. هل عاد الأهلي أم لم يعد ؟

كثير من مشجعي النادي الأهلي انزعجوا بشدة من أداء فريقهم في مبارياته بالآونة الأخيرة ، والتي أدت للخسارة في مباراة والتعادل في مباراة أمام فريق من تسعة لاعبين فقط ! ..وفوز وحيد في الدقيقة 94 بأقدام حلال العقد محمد أبو تريكة , توقع الكثيرين عودة الأهلي للطريق الصحيح من حيث الأداء والنتائج في أقرب وقت معللين ذلك بأن هذا هو ما تعودناه من فريق الأهلي في بداية كل موسم في الثلاث سنوات الأخيرة .
كانت الآراء المحللة لوضع الفريق الحالي تعتقد بوجود خلل فيه نتاج ضعف اللياقة البدنية أو بسبب انخفاض الروح المعنوية للاعبين أو بسبب التطور الهائل في مستوى الفرق المنافسة أو لكبر سن مدافعي الفريق والخبرة الغير كافية لحارس مرماهم أو للاستهتار من البعض في الأداء أو لسوء القيادة من جوزيه خارج الخطوط أو بسبب الإجهاد الذي يتعرض له الفريق وهي الحجة التي لا أرى لها منطق في ظل إراحة كافية لمعظم لاعبي الفريق الأساسيين بالإضافة إلى معسكر ناجح في ألمانيا .
قد يتفق معي البعض أو يختلف بأن تراجع مستوى الفريق في الفترة السابقة يعود سببه في الأساس إلى سوء التشكيل الذي يبدأ به جوزيه هذه المباريات .
مما لا شك فيه أن جوزيه هو أفضل مدرب للفريق في تاريخ النادي ومن أفضل عشرة مدربين في العالم حالياً وهذا هو رأيي ، لكنه كما يقال لكل جواد كبوة ، وكبوة جوزيه ليست نتاج فقر في إمكانيات اللاعبين بل العكس حيث أن كثرة اللاعبين المتميزين داخل الفريق ورغبة جوزيه بالاستفادة منهم جميعاً قد أثر بشكل سلبي على تكتيكاته وأداءه .
استقدام لاعبين في مستوى سيد معوض وأحمد حسن وحسين ياسر وغياب النحاس جعل جوزيه يرتبك قليلاً في وضعه للتكتيك المناسب للمباريات .
فتوافر لاعبين مثل جلبرتو وسيد معوض في الناحية اليسرى وبركات وأحمد حسن في الناحية اليمنى ، مع وجود خاصية لأحمد حسن وجلبرتو باللعب في وسط الملعب وخبرتهم الطويلة في ذلك نتيجة لعبهم في تلك المراكز مع منتخبات بلادهم قد صور للبرتغالي مانويل جوزيه أن إمكانية تطبيق طريقة 4-4-2 بشكل ناجح وساحق قد لاحت له بوجود هذين اللاعبين .
لكن مانويل جوزيه كان يعلم في قرارة نفسه وعلى يقين تام بأن إمكانية التطبيق ستصعب كثيراً على أرض الواقع لأن اللعب بهذه الطريق قد يحدث خللاً في الدفاع يؤدي لخسارة الفريق .
لذا أعتقد أنه حاول أن يبتكر طريقة خاصة تمزج بين الشق الهجومي لطريقة 4-4-2 وطريقة الدفاع لـ 3-5-2 .. فوجدنا سيد معوض يلعب بجوار جلبرتو وأحمد حسن يلعب بجوار بركات حيث أن وجود هؤلاء اللاعبين بتلك الإمكانيات بهذا التوزيع داخل أرض الملعب هو الشكل النموذجي لطريقة 4-4-2 لكن وجود ثلاثي الدفاع شادي وأحمد السيد ووائل جمعة وأمامهم لاعبي الارتكاز عاشور وبوجا وفي الهجوم متعب وفلافيو يعود بنا إلى الشكل المعتاد لطريقة 3-5-2.
لذا قام جوزيه بالتضحية بمركز صانع الألعاب الذي يشغله تريكة بكل اقتدار على حساب تقوية الجناحين الأيمن والأيسر مستغلاً وجود لاعبين قد يكونون الأفضل في إفريقيا في هذه المراكز .
لكن الرياح أتت بما لا تشتهيه السفن ، حيث أن كفاءة جلبرتو وأحمد حسن في لعب دور صانع الألعاب أقل بكثير من كفاءة تريكة أو حتى كفاءة بركات في هذا المركز ، وهذا باختصار لأن إمكانيات أحمد حسن وجلبرتو لا تتناسب مع تأدية هذا الواجب الهجومي بالإضافة إلى الشق الدفاعي من حيث التغطية وراء رؤوس الحربة والجناحين بركات ومعوض ، لذا كان الأهلي يعاني بشدة في إيصال الكرة إلى المهاجمين وضعف الأداء الفعال لخط الوسط .
كنت أجلس بالأمس أثناء مشاهدتي لمباراة الأهلي مع فريق ديناموز هراري مع صديق لي ، ومع مشاهدتنا للإبداع والإمتاع من الفريق الأهلاوي من حيث القوة الهجومية والصرامة الدفاعية والامتلاك القوي لخط الوسط قال لي صديقي مازحاً أن سبب تألق الأهلي هو غياب متعب وبالتالي عودة الحظ للفريق .
حقيقة لا أخفي استيائي من هذا الكلام لاسيما أن هذا الكلام عن لاعب يؤدي بشكل جيد ويحتل مكانة مرموقة بين هدافين مصر وإفريقيا بالرغم من صغر سنه أو حتى بالرغم من حالة العقم التهديفي التي يمر بها منذ فترة ليست بالقصيرة .
لكن حقيقة ما شاهدناه بالأمس قد يعود لقيام جوزيه بالتقليب في دفاتره التكتيكية القديمة وبالأخص مذكرات عام 2005 والتي كان الأهلي يلعب بها بمثلث الرعب تريكة - بركات – متعب ، ذلك الثلاثي الذي فعل الأعاجيب بكل دفاعات القارة السمراء ، وإذا استبدلنا متعب بفلافيو فإننا نجد أن المثلث لم يخسر أي من أضلاعه الهامة .
كان لابد على جوزيه أن يدرك تماماً أن توقه الشديد للاستفادة من مهارات معوض وأحمد حسن قد يأتي على حساب الأداء الجمالي للفريق والنتائج أيضاً ، وهذا ما اتضح من مباريات روما والمصري والمقاولون العرب وديناموز هراري ( مباراة الذهاب ) .
ليس من العيب أن يجلس أحمد حسن ومعوض احتياطيين ، لكن العيب هو التضحية بالفريق كله من أجل الاستفادة من مهارة اثنين من اللاعبين من الممكن الاستفادة منهم خلال المباراة في التبديلات وتغيير تكتيكات اللعب أثناء المباراة على الأخص أنهما لاعبان من طراز رفيع ، لكن الطريقة التي أصر عليها جوزيه لعدة مباريات من المزج بين طريقتي 4-4-2 وطريقة 3-5-2 هي طريقة أثبتت فشلها وضعفها .
قد يعتقد البعض أن جوزيه سوف يلجأ إليها في المباريات القادمة من خلال وجود تريكة إلى جانب فلافيو في خط الهجوم وعلى الجانب الأيسر جلبرتو ومعوض وعلى الأيمن بركات وأحمد حسن ، لكني أعتقد أن هذه الطريقة لن تنجح لسببين أولهما أن أبو تريكة يفقد 90% من إمكانياته عند لعبه كرأس حربة فهو لاعب يعشق الانطلاق من الخلف إلى الأمام ، ثانياً وهو ما ذكرناه سابقاً ضعف الأداء الدفاعي لأحمد حسن وجلبرتو نتيجة اضطرارهم للتغطية الدفاعية على الجناحين ولاعبي الهجوم .
أخلص من حديثي هذا أن أفضل الطرق التي يستطيع اللعب الأهلي بها والسيطرة على مجريات أية مباراة سيلعبها في المستقبل هي تلك الطريقة التي لعب بها الأهلي مع ديناموز هراري في زيمبابوي مع إمكانية الدفاع بأحمد حسن ومعوض كبدلاء إذا استلزم الأمر .
ملاحظات حمراء :
· أحمد السيد أنت أفضل مدافع مساك في مصر ، لكن عصبيتك الزائدة قد تسبب الخسارة لفريقك يوماً ما .
· عاشور – بوجا ذكرتمونا بحسن مصطفى وشوقي في 2005 ، اللهم أدمها نعمة .
· لا يجب التهاون في المباريات الإفريقية القادمة حتى لا تتسبب أية خسارة للفريق في اهتزاز روحه المعنوية وأداءه الجيد في باقي مشوار الأهلي في البطولة .
· حسين ياسر – العجيزي هما أهم لاعبان يجب الاستعانة بهما في المرحلة القامة ، فأرجو الاهتمام من جوزيه .
· يا ترى ماذا سيقول إعلامنا الرياضي المبجل إذا ما قام ناديي الإفريقي والصفاقسي التونسيان بتفويت المباريات لبعضهم البعض من أجل إخراج فريق حرس الحدود المصري من البطولة الكونفدرالية ، وهل هذا ما سيطلبونه من فريق الأهلي من أجل صعود الزمالك معه للدور نصف النهائي في مسابقة دوري الأبطال وبالأخص بعد خسارة الزمالك 3/0 من فريق أسيك العاجي ؟! ..سؤال يطرح نفسه لأصحاب ضمائر Fair Play !!!.

فيلم ( The Kingdom ) ،، والرؤية المتخلفة للواقع

استمراراً لحلقات هوليود في التعامل الساذج والسطحي والمستفز مع قضايا العرب وتاريخهم وانتماءاتهم تم إنتاج فيلم ( The Kingdom ) والذي هو يعتبر آخر مهازل هوليود " الصهيونية المذهب " ويتناول بطريقة ساذجة جدا أحداث تفجيرات الرياض وتداعياتها وأسبابها ..ويجسد الغطرسة الأمريكية المستفزة لنا معشر العرب والمسلمون بكل ما بالكلمة من معنى.. وهذا هو محور حديثي في هذا الموضوع ..
يبدأ فيلم ( The Kingdom ) بعدد من المشاهد الخاطفة التي لا تتعدى بضع ثوان والتي يتم فيها اختزال تاريخ العلاقات الأمريكية السعودية .. بعد إضافة مزيج فاخر من الأكاذيب والمغالطات التاريخية والتي تُرجع قيام العلاقات الأمريكية السعودية إلى المصلحة المشتركة حول استخراج النفط والانتفاع به ..وتناسى هؤلاء أو كعادة أبناء العم سام في الكذب والتضليل أن السبب الأقوى في نشأة هذه العلاقات يعود إلى المد الشيوعي السوفييتي الذي سيطر على كل البلاد العربية صاحبة الثقل آنذاك مما استوجب اندفاع الولايات المتحدة بكل قوتها لإيجاد صديق أو حليف عربي له من الثقل الإقليمي بين العرب ما يوازي ثقل مصر وسوريا والعراق وهي السعودية .. وتناولت مقدمة هذا الفيلم أيضاً الكذبة الكبرى التي يروج لها كثير من الجهلاء والمنتفعون ومحاربو السلفية بأن الوهابيين هم الذين يريدون العودة بالدول الإسلامية للوراء ويروجون للإرهاب .. وأن الدولة السعودية المتمثلة في كيان الأسرة الملكية الحاكمة فقدت مصداقيتها بين الشعب السعودي والتأييد من العلماء الوهابيين كما ذكر الفيلم .. وهذا منافٍ تماماً للواقع الذي يشهد بالتأييد الكاسح من هيئة كبار العلماء وعلى رأسهم الإمام عبد العزيز آل شيخ والإمام صالح فوزان الفوزان في المملكة لأسرة آل سعود ..بل ومحاربة كل علماء السلف في السعودية لظاهرة الإرهاب وتوعية الشباب السعودي بخطأ هذا النهج .. كما تضمنت المقدمة خلط متعمد بين صور لأسامة بن لادن والعلامة بن باز في مشهد يفهم مغزاه من يعرف الفرق بين الاثنين ..
إذاً الوهابية لم تكن سيفاً مسلطاً على رقاب السعوديين أو حكامهم بل كانت وما تزال وستظل الدرع الواقي للمملكة ضد الفكر الإرهابي المتطرف الذي يتبناه بعض من المسلمين الذين يحاولون عبثاً نسب أنفسهم لمنهج الإمام محمد عبد الوهاب رحمة الله عليه وهو منهم براء..
بعد هذه المقدمة التي احتوت على هذا الكم من السخافة والكذب فبالطبع سيكون الفيلم كأسلافه من أفلام هوليود مسخ جديد لا قيمة له سوى حصد التصفيق الحار من مموليه الصهاينة ..
دعني عزيزي القارئ أوضح ما جاء في هذا الفيلم من سخافات والنقد الموجه إليه أو بمعنى أدق فضح هذا الفيلم والرد على ما طرح فيه في صورة نقاط :
أولاً : عند مقتل الأمريكيين في بداية الفيلم في تلك الحادثة الإرهابية بالرياض يتم الاتصال ببطل الفيلم ( Jamie FoxX ) ويتم إبلاغه فيها بأن صديقه الذي يعمل في السعودية وهو من جهاز الـ FBI قد تم قتله ضمن مجموعة من قتلوا من الأمريكيين ..وهنا يبدأ المشهد بوجود البطل ( Jamie FoxX ) في مدرسة ابنه وفي سياق غير مفهوم للسيناريو يتم إقحام سؤال بريء من الطفل لأبيه ( Jamie FoxX ) عن أن الأشرار هم الذين يقبعون في الخارج ؟ ..وهنا يؤكد الأب على هذا المفهوم في رأس ابنه ويدعوه للبقاء في المدرسة والمقصود هنا بالطبع حول الأشرار الخارجيين هم المسلمون والعرب ،،، ثم تنتقل الكاميرا لمبنى الـ FBI ليقوم البطل بإخبار الجميع بمصرع زميلهم في تفجيرات الرياض وهنا تبدأ النغمة الأمريكية المعهودة في مثل هذه المواقف من خلال مشهد درامي تصاحبه موسيقى تصويرية حزينة بأن زميلهم هذا كان طيب القلب وكان كريماً وذو خلق طيب وله زوجة وأطفال أبرياء وكلب لطيف يفرك له ظهره ..وبالطبع لابد من وجود دموع أنثوية وهو الدور الذي تكفلت به ( Jennifer Garner ) من أول الفيلم لآخره ولم تكن لها أية أهمية سوى ذرف الدموع ،، وبطبيعة الأمريكيين الذين يظنون أنفسهم فوق الجميع وأن دمهم مقدساً ودمنا مباحاً وبإزدواجية معايير معهودة منهم يبدءون البكاء على صديقهم المقتول في حين أنهم لا يبكون على ألوف القتلى من الأطفال والنساء قبل الرجال في كل من العراق وفلسطين وأفغانستان مثل ما يبكون على قطة صغيرة في إسرائيل أو أمريكا تم حشرها في ماسورة مجاري من قبل مختل عقلي ..فأمريكا هي سفاح العالم الأول وأكبر مجرم في تاريخ البشرية والجميع يعلم ذلك بداية من نجازاكي وهيروشيما مروراً بفيتنام والصومال ولبنان انتهاءً بالعراق وأفغانستان ..لا أعرف هل رجال العرب لا يمتلكون زوجات وأطفال وأحياناً كلاب يربتون عليها مثلكم يا معشر الأمريكان أم أننا مجرد بعير تكسو صحراءنا مثل ما هي صورتكم الدائمة عنا حتى لا ننال حزنكم على ضحايانا !!!
ثانياً : يعزم البطل ( Jamie FoxX ) على الثأر لزميله ويقرر الذهاب للمملكة العربية السعودية للتحقيق في هذه القضية وهو الأمر المرفوض تماماً من كلا الحكومتين الصديقتين مما يستدعي قيام البطل ( Jamie FoxX ) في مشهد ساذج بابتزاز الأمير السعودي المتواجد في أمريكا من خلال تهديده بتلفيق له تهمة مساندة إرهابيين وإيوائهم وبالتأكيد سيرتعد الأمير العربي كعادة كل العرب في الأفلام الهوليودية وسيوافق بكل بساطة على طلبات ضابط الـ FBI وبسرعة يتم نقله للسعودية لبدء التحقيق هو ومجموعته..وعند السفر تبدأ نغمة استذكار محاسن قتيلهم والبكاء عليه مرة أخرى بدمعتين أُخريين لتذكير المشاهد الأمريكي ببشاعة ما فعله العرب ...وعند وصولهم لقاعدة الأمير سلطان الجوية وعند تسليم جوازاتهم وأسلحتهم يرى أحد الضباط السعوديين ختم مرور إسرائيلي على أحد الجوازات السفر فيسأل صاحبه الأمريكي عنه فيرد باستغراب أن هذا أمر عادي وأن له جدة تسكن في إسرائيل في مشهد يريد فيه المخرج توصيل المشاهد لحالة من الاستغراب لتفكير العرب وأسلوبهم في إدارة أمنهم الداخلي ..وهنا لي سؤال يطرح نفسه ..لو قام أحد ما بزيارة الولايات المتحدة وفي جواز سفره ختم دولة إيران هل سيكون رد فعل ضباط الجوازات الأمريكان هو الاستقبال بالورود أم التحقيق والاستجواب والمراقبة الخ الخ ..؟؟..أدع الإجابة للقارئ
ثالثاً : يصل فريق التحقيقات الأمريكي إلى مسرح الجريمة ويبدءون في معاينة مسرح الجريمة المكتظ بقوات الأمن وهم ينظرون بعين المحترف بازدراء لأسلوب الأمن السعودي البدائي في التحقيق والمسح الجنائي لموقع الجريمة وهنا تظهر عدة دعابات ( سخافات ) من الفريق الأمريكي متكررة لتثبيت فكرة في عقل المشاهد حول تخلف أجهزة الأمن الداخلي في البلاد العربية..وهنا لي وقفة ..هل الأمريكان هم من سيعلمون العرب أساليب التحقيق والمسح الجنائي في دول تصرف المليارات على أمنها الداخلي ..في دول في حرب مستمرة مع الإرهاب ولها من الخبرة والحنكة لتعليم العالم كله كيفية القضاء على الإرهاب الذي فشلتم فيه في 11 سبتمبر سابقاً وتفشلون فيه في العراق وأفغانستان يومياً !!!!
بل المعلومة التي يعلمها الكثيرين بأن أجهزة الأمن الداخلية والخارجية الأمريكية المتمثلة في الـ FBI والـ CIA ليست في القوة التي تصورونها في أفلامكم فهي أضعف بكثير من قوة النظام الأمني لحزب الله على سبيل المثال .
رابعاً : مشهد تحقيق البطل ( Jamie FoxX ) مع أحد ضحايا الحادث والذي فقد فيه زوجته ..حيث ينفجر الأمريكي غضباً في وجه العقيد السعودي ويقول له : أنتم من قتلتم زوجتي ..ثم يستطرد ويقول هذا ما أمر به نبيكم محمد ..في مشهد يريد فيه المخرج إيصال المشاهد أن الإسلام دعوة خير البشر أجمعين جاء بالإرهاب وليست السماحة مما يوضح الهدف الخفي لهذا الفيلم السخيف ..وهنا لي وقفة ..لماذا سكت الضابط السعودي ولم يرد على سفالة الأمريكي في الفيلم عكس ما هو المتوقع إذا حدث مثل ذلك في الواقع ؟؟ ..بل أنا من سأقوم بالرد عليه ..إذا كان ديننا يحض على الإرهاب فأرجوك يا سيدي عُد لنا عدد ضحايا الإرهاب الإسلامي والإرهاب الأمريكي في بلاد العالم ..وبالتأكيد تعلم كفة من هي الراجحة في الخراب والدمار ..بل دعني أضيف أيضاً بأنه إذا كانت بلاد محمد لا تعجبك فلما جئت إليها من الأساس تطلب العيش والرزق فيها !!!
خامساً : إظهار أمراء المملكة العربية السعودية في مظهر الترف والتخلف الفكري والسطحية ..هذا غير مشاهد الجمل المتعمد إدخالها دون أية لازمة في السيناريو للتأكيد على أن العرب مازالوا يعيشون في الخيام ويمتطون الجمال للتنقل بين مكان وآخر ..!!
سادساً : وهو الاستهزاء بتعاليم الإسلام ومعتقداته في مشهدين مختلفين أولهما هي التلميح بسذاجة الشريعة الإسلامية بتحريم لمس الغير المسلم للمسلم بعد وفاته ..وثانيهما هي السخرية من مكانة الشهيد في الجنة عندما قام الممثل ( Chris Cooper ) بتوجيه سؤال للمثلة ( Jennifer Garner ) عن عدد الحور العين التي يحظى بهم الشهيد في الجنة وهو على وجهه ابتسامة سخرية حقيرة وممسكاً بكتاب مكتوب عليه ( koran ) وهي كتابة خاطئة لاسم القرآن بالإنجليزية ..وإذا فتحنا يا سادة باب الاستهزاء بالأديان فثقوا تماماً أنكم الخاسرين في هذا .. لكن ما يمنعنا عن ذلك هو تعاليم الإسلام في كتاب الله وسنة نبيه عن تحريم الاستهزاء بمشاعر ومعتقدات الآخرين كما تفعلون دائماً مع الهنود الحمر الأصحاب الأصليين للأرض التي استعمرتموها وكما تفعلون معنا ..ولا أعلم لماذا إذا كان الحديث عن المعتقدات اليابانية في أفلام هوليود يتم التعامل معها بقدسية واحترام شديد بالرغم من أن ديانة اليابانيين الوثنية أولى بالاستهزاء ... لكنكم تنفذون أجندة حقيرة وضعها لكم منتجو أفلامكم الصهاينة ..
سابعاً : وهو مشهد الاقتتال بين أبو حمزة وجماعته مع الثلاثة أمريكيين والعقيد السعودي في سيارة جيب وهم محاصرون في حي السويدي بعشرات المسلحين بالآر بي جي والأسلحة الرشاشة لإنقاذ زميلهم الأمريكي الرابع المخطوف ..وكعادة هوليود فإن البطل الأمريكي لا يموت حتى لو كان طفلاً في السابعة وسط غابة من الأسود الجائعة ..بل الأدهى والأمر أن العقيد السعودي هو الذي يموت من بينهم عملاً بهذه النظرية الهوليودية .. وبعد موته يقوم البطل ( Jamie FoxX ) بالتعزية عند عائلة العقيد غازي ثم يلاقي ابنه ويقول له بأن أباه كان صديقاً مخلصاً لي ..وهنا يريد المخرج التصديق على فكرة أن العرب كي يكونوا أخيار يجب أن يكون مخلصين لأمريكا والأمريكان ..وليسوا مخلصين لبلادهم ولدينهم ..!!!
ثامناً : وهو مشهد الختام في الفيلم الذي يدعم فكرة صراع الحضارات واستمرار الاقتتال بين أمريكا وبين العرب والمسلمين في المشهد الذي تقوم فيه ابنة أبو حمزة بسؤال حفيده عن آخر كلمات جده قبل أن يُقتل وفي نفس اللحظة يتداخل هذا المشهد مع سؤال الممثل ( Chris Cooper ) للبطل ( Jamie FoxX ) عن ما قاله قبل السفر للسعودية وهنا تكون الإجابة واحدة بين الحفيد و البطل ( Jamie FoxX ) وهي أننا سنقتلهم جميعاً ..
وبالطبع فإن فيلم تمت صياغته بهذا الأسلوب المتدني فبالتأكيد ستكون نهايته دعوة للدموية ولصراع الحضارات .

بقي لي ملاحظة أخيرة وهي الفرق الكبير بين تناول سبيلبيرج المخرج اليهودي لفيلم ميونخ بطريقة عرض محايدة ومحترمة لحد كبير تناول فيها وجهة نظر العرب والإسرائيليين حول قضية الشرق الأوسط وبين هذا الفيلم التافه المليء بالأكاذيب والرؤية الأمريكية الأحادية لغيرهم من المخلوقات البشرية ..
فبالرغم من الميزانية الضخمة لهذا الفيلم التي وصلت لـ70 مليون دولار فهو نجح في شيء واحد بنسبة 100% وهو مداعبة مشاعر الأمريكيين الصهاينة وغيرهم من أعداء العرب ..وفشل بنسبة 100% كأداء ممثلين أو كقصة محترمة تستحق التخليد في أرشيف الفن العالمي ..
ونصيحتي لكل سعودي هو تجنب مشاهدة هذا الفيلم فأنا كمصري ارتفع ضغط دمي بدرجة كبيرة فما بال إخواني السعوديين ..!!

ميونخ ..مجرد فيلم أم رسالة مطلقة؟

كعادتي كل عطلة أسبوعية ألجأ إلى أي وسيلة ترفيهية لأعوض بها ما مر عليا طيلة الأسبوع من تعب وإجهاد في العمل بساعات من المتعة ..كان موعدي هذا الأسبوع مع فيلم لطالما اقتنعت بعدم مشاهدته ..لأني كنت واثق من أن هذا الفيلم هو صورة مستنسخة من سابقيه في مهاجمة العرب بطريقة مليئة بالأكاذيب والاستفزاز مع قليل أو كثير من الحقارة .. لأنه يحكي عن أحد عملياتنا الفدائية وهي العملية التي حدثت في الدورة الأولمبية ميونخ 72 والتي تم فيها قتل بعض الأولمبيين الصهاينة.لكن فيما يبدو أنه بسبب المحاصرة الشديدة من كل أنواع الملل جعلت مني هدفاً سهلاً لهذا الفيلم الذي لطالما تجنبت مشاهدته ..تناولت السي دي الخاص بهذا الفيلم محاولاً عدم الاكتراث لصورته الخارجية التي يظهر فيها بطل الفيلم ماسكاً مسدسه بعيون مليئة بالصبر والقوة ومظهر عام يوحي لك بأنه صاحب حق..يجعلك بطريقة أو بأخرى تستفز وتتجنب مشاهدة الفيلم نظراً للموروث الثقافي والتاريخي والاجتماعي عندنا معشر العرب من هؤلاء السفاحين ..تم تشغيل الفيلم وجلست أمامه محاولاً الحفاظ على هدوء أعصابي مما سوف أشاهده من صورة مغلوطة عن العرب أو عن الإسلام..وبالأخص أن هذا الفيلم تم إنتاجه العام الماضي في ظل الموجة العالمية في محاربة الإرهاب المزعوم وكراهية العرب والمسلمين..لكنه حدث ما كان غير متوقع ..حقيقة لقد أجبرني ستيفن سبيلبرج الجلوس لمدة ساعتين وسبع وثلاثون دقيقة كاملة دون كلل أو ملل .. أعانه في ذلك سيناريو بدرجة عبقري للرائعان توني كوشنر وإيريك روث..مع موسيقى تصويرية ليس لها إلا العبقري جون وليامز مزجها سبيلبرج مع الأداء وانفعالات الأبطال والأحداث بطريقة تشعرك أنك جزء لا يتجزأ من الحدث ..حقيقة لقد تفوق سبيلبرج على نفسه في هذا الفيلم ..بسبب مدى الحيادية الذي كان على أعلى مستوى ..عندما تكون الكاميرا بين يدي الصهاينة فإنها تتحدث بلهجتهم وبكلامهم المعروف ..وعندما تقفز الكاميرا حتى ولو بسرعة البرق لتصبح بين يدي عربي فإنك تجد نفسك تردد ما يقوله بنفس الحجة وبنفس المنطق..تفوق السيناريو وإخراج سبيلبرج كان محوره يكمن في النجاح الساحق في تقمص جميع الأدوار دون تزييف أو مبالغة..بل كانت قمة هذا التفوق والتألق في المشهد الذي يجمع بين علي أحد أعضاء منظمة سبتمبر الأسود الفلسطينية المسئولة عن عملية ميونخ وبين الضابط الإسرائيلي أفنار المنوط له قتل جميع قادة هذه المنظمة عندما جمع بينهما الفرنسي لويس دون أن يعرف علي بحقيقة أفنار..ليدور بينهما حديث في منتهى الواقعية ..بين الفلسطيني الذي على أتم الاستعداد للقتال مئة عام من أجل قضيته التي يظن الكثيرين من الحمقى أنها خاسرة ..المؤمن بها أتم الإيمان.. المقبل على أي حياة يختارها له قدره نتيجة اختياره الجهاد من أجل وطنه ومن أجل أن يرى العالم فداحة الظلم الذي يقع على الفلسطينيين..الذي على ثقة تامة أنه إذا مات سوف يحل محله آخرون يكملون المسيرة حتى النصر..وبين أفنار الذي يعتقد ككل الإسرائيليين أن فلسطين ملكهم وأنهم الأحق بها ..وأنهم على أتم الاستعداد للقتال للحفاظ على هذا الوطن الذي سلبوه من الفلسطينيين .حوار في قمة العبقرية بين الرجلين يعبر وباختصار شديد عن عقلية الفلسطيني العربي المسلم..وبين عقلية اليهودي الصهيوني ..لينتهي بمشهد اقتتال الرجلين عندما يعلم علي بحقيقة أفنار في جو كئيب أضفاه سبيلبرج له بموسيقته التصويرية وتصويره البطيء..يريد منه أن يقول أن الحوار بين الطرفين خير ألف مرة من الاقتتال..وهو الوتر الذي يلعب عليه طيلة الفيلم..ليقتل بعدها أفنار المجاهد علي في مشهد مأسوي ..ناهيك أيضاً عن لحظة الحقيقة التي كان بطلها كارل وهو المسئول عن عمليات التطهير في فريق الاغتيالات الإسرائيلي ..وهو رجل كبير في السن قضى ابنه نحبه في حرب 67 يعشق إسرائيل ..لكنه دائم القلق دائم التفكير والتحليل..لحظة الحقيقة كانت عندما واجه كارل زملاءه الذين كانوا يتهمون الفلسطينيين بأنهم أول من بدأ حمام الدم قائلاً وهل عندما جئنا إلى فلسطين قلنا لهم بمنتهى اللطف اتركوا أرضكم لنا ..ليرسم بعدها مجموعة من علامات التعجب على وجهه تهكماً ..ليقطع هذا الصمت ستيف اليهودي المتعصب الذي لا يجد رداً على الرجل سوى اتهامه بعد الولاء لإسرائيل وأنه شخص جبان وجب إقصاءه من المجموعة ..ثم يصل سبيلبرج إلى هدفه من الفيلم عن طريق ما حدث إلى فريق الاغتيالات الإسرائيلي الذي تحول من مطارد للفلسطينيين إلى مطارد منهم..ليقول سبيلبرج شيئاً واحدا فقط أن بحر الدم لا آخر له إذا أبحرت فيه سفن الغضب..وأن لكل فعل رد فعل أقوى منه وأبشع..وأنه كما يعتقد الإسرائيليين بأن الدم اليهودي غالي وثمين ..فإن الدم الفلسطيني ليس بالشيء المباح وأن الرد سيكون قاسي منهم..وأهم ما نجح سبيلبرج في طرحه هي قضية شبكات الجاسوسية وأجهزة المخابرات العالمية التي من أجل مصلحتها قد تضحي بأي شيء ..مثل مساعدة السي آي إيه الأمريكية لسلامة المطلوب الأول لإسرائيل في مقابل تعهد سلامة عدم التعرض للرعايا الأمريكيين في الخارج ..ثم الفرنسيان لويس وأباه نموذجا الانتهازية والجشع..الذي يبيعون أي شيء مقابل من يدفع أكثر فقط..وأن هؤلاء هم المنتفعون الحقيقيون من استمرار هذه الحرب ..ناهيك عن نجاح سبيلبرج في إيصال حقيقة هامة وهي أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بدءً من بن غوريون مروراً بجولدا مائير صاحبة أمر تحرك فريق الاغتيالات حتى الآن هي حكومات حرب وليست سلام ..وأظن أن سبيلبرج قصد ذلك بدليل ذكر اسم ايهود باراك بالتحديد من ضمن 30 إسرائيليا ذهبوا لاغتيال الثلاثة فلسطينيين في لبنان..ثم يختم سبيلبرج فيلمه بين مشهدين مختلفين وهما الاقتتال والحب يقوم بإدخالهما في بعضهما ليوصل المشاهد إلى جدول مقارنة عما يريده المخرج وهو الهدف الأساسي للفيلم بين كراهية الاقتتال والدعوة للسلام ..بعد هذه المشاهدة من الفيلم ..تبقى لي ثلاث ملاحظات وهم :-1- أن سبيلبرج عندما حاول أن يكون حيادياً في هذا الفيلم نسب إلى الموساد شيئاً ليس فيهم وهو الرحمة والإنسانية ..في مشهدين مختلفين عندما ركض أفنار بكل قوة في باريس ليمنع صديقه ماثيو من تفجير شقة الهمشري في باريس بسبب وجود ابنة الهمشري معه في الشقة..والأخرى عند رفضه التصفية الجسدية لابن أحد القادة الثلاث الذي تم تصفيتهم في بيروت .2- أن سبيلبرج لم يدرس العقيدة الإسلامية والشخصية العربية بالشكل الكافي بالرغم من كل الاحترام والمصداقية التي ظهر بها العرب في الفيلم ..وذلك لأنه يجهل شيء هام جدا..أن العرب والمسلمين بما فيهم أنا نرفض بشكل قاطع أي سلام مع الصهاينة ولن يهنئ لنا بال حتى يتم تحرير فلسطين منهم ..وأن كل صهيوني على هذه الأرض هو محتل وعدو ويستحيل أن يكون بيننا سلام .3- أن سبيلبرج برغم روعة ما قدم ..إلا أنه نسي حقيقة هامة وهي أن احتلال أرض ما ليس لها حل إلا تحريرها ..وليس السلام التام كما يريد..ولا يوجد أي شعب في العالم يجنح للسلم وأرضه محتلة وشعبه يقتل .

التعليم فســـاد فاق الإمكان !


خلال العصر الحديث لمصر منذ 1517 م حتى تولي محمد علي الحكم كان التعليم قاصراً على العلوم الدينية فقط من خلال الأزهر والكتاتيب ..حيث عاد سبب ذلك إلى رغبة العثمانيون في بقاء من هم تحت وصايتهم أو ولايتهم في جهل تام كحال أي مستعمر لأي بلد في العالم هذا إذا أخذنا في الاعتبار خروج العثمانيون عن نهج الخلافة المتوارث إسلامياً إلى نهج المستعمرين المتوارث أوروبياً ..
بعد الثورة الصناعية الأوروبية وبالأخص الفرنسية والتي أدت إلى انقلاب كثير من دول أوروبا تباعاً على عصور الجهل والتخلف وهو ما يسمى حالياً كمصطلح باسم " العصور الوسطى " إلى ما يسمى بعصر التنوير والنهضة ...
لم تكن معضلة الغرب في شيء سوى تحكم الباباوات ورجال الدين في مقادير البلاد وفي إعلان الحروب والسلام وفي وضع حدود للفكر والتعليم ..كان الوضع مزعجاً لكبار الساسة الأوروبيين والمثقفين وحتى عوام الشعب من تحكم هذا النظام الثيوقراطي في بلادهم وجرهم باستمرار إلى قيعان بحور الظلام والجهل..
وكحال كل أمة عندما تظهر لها مخالب تهب لتفترس من هم أضعف منها وتقف على رؤوسهم ورؤسائهم !!..وجاء نابليون بونابرت على رأس حملته الفرنسية ليحتل مصر ..وبالرغم من مرارة الاحتلال وما تكبده الشعب المصري من دماء فداءً لهذا الوطن فإن لكل وجه قبيح بالرغم من قبحه وجه آخر مشرق ..حيث دخلت مصر عصر العلم الحقيقي ..هذا إذا اعتبرنا أن النظام العثماني كان شبيهاً إلى حد كبير مع النظم الثيوقراطية الأوروبية قبل الثورة الفرنسية ..جاء دخول الحملة الفرنسية بدخول المطبعة مصر حيث جلبت الحملة معها مطبعة فرنسية وأخرى عربية هذا غير ما جلبته معهم من علماء ليستمروا في مصر 3 سنوات نقلوا فيها العديد من العلوم والثقافات التي حجبها العثمانيون عن المصريين آنذاك...وزاد من رتم النهضة في مصر تولي محمد علي الحكم ..
في الحقيقة إن محمد علي شاء من شاء وأبى من أبى يعتبر من أهم خمسة حكام حكموا مصر على مدار التاريخ لما لهم من آثار وبصمات واضحة في تشكيل حاضر هذا الوطن وماضيه ومستقبله ..
قام محمد علي بإنشاء المدارس الابتدائية وأخرى لتعليم البنات مثل مدرسة السنية إلى جانب المدارس الأهلية الخاصة إلى جانب الكتاتيب في القرى والنجوع ، وإنشاؤه العديد من المدارس سواء العسكرية أو المدنية مثل مدرسة المهندس خانة وأخرى للطب …. الخ مع إرسال العديد من البعثات العلمية للخارج للحصول على شهادات في كافة فروع العلم مما أوجد العديد من رواد الحركة العلمية والعملية في مصر في الطب والصيدلة والهندسة والزراعة وبدء عصر النهضة الحديثة في مصر وبدأ في مصر الاهتمام من الإنسان المصري بالعلم والتعليم وأصبح المتعلم ذو مكانة عالية ومقام رفيع وحرص معظم المصريين على تعليم أبنائهم على اعتبار أن هذا هو الطريق الوحيد لتحسين أوضاعهم الاجتماعية بل والاقتصادية .
ومع دخول مصر القرن العشرين بدأ في إنشاء الجامعات وكانت أول جامعة هي الجامعة الأهلية ( القاهرة الآن) وكان ذلك عام 1914 ثم توالى إنشاء الجامعات المصرية مثل عين شمس والإسكندرية وأصبحت بمصر الآن 17 جامعة إلى جانب الكليات والمعاهد العسكرية والأزهرية والفنية وأصبح طلاب العلم الآن بالمدارس والجامعات سنوياً ما يقرب من 17 سبعة عشر مليون طالب وطالبة .
في الحقيقة لم يكن هذا السرد التاريخي من باب الترفيه وقصص ما قبل النوم ..لكن هو سرد للوقوف على أسباب الانحطاط والتدهور في مستوى التعليم المصري ...بل تردي حال ووضع العلم والعلماء والمتعلمين ..!!
في الحقيقة إن الناظر لحال الإنتاج العلمي المصري حالياً يجده صفراً بل يكاد يكون تحت الصفر ..
· عدد الأميين في مصر يتراوح ما بين 14 إلى 17 مليون مصري حسب آخر تصريح لرئيس الهيئة القومية للإحصاء في حين أن دولة مثل كندا أعلنت رسمياً القضاء على الأمية الإلكترونية بوجود حاسب آلي لكل فرد ..!!
· ترتيب الجامعات المصرية من بين أفضل 500 جامعة على مستوى العالم لم يكن موجود بل كان بعد الألف والأربعمائة ولم تكن جامعة مصرية بل كانت الجامعة الأمريكية بالقاهرة في حين أن دولة مثل إسرائيل لها ما لا يقل عن 7 جامعات وفي ترتيبات متقدمة بين الجامعات القمم..هذا إذا استثنينا دخول جامعة القاهرة هذا العام ضمن أفضل 500 جامعة بسبب حصول المصري محمد البرادعي على جائزة نوبل للسلام وهي مكافأة الولايات المتحدة له على مجهوداته الجبارة في كسر شوكة إيران ..
· المعلم المصري أصبح في أدنى السلم الاجتماعي من حيث المكانة المادية والمعنوية وأصبحت من المهن الدنيا ..
· سوء مستوى وإمكانيات المدارس والجامعات والمعاهد الحكومية والخاصة بالرغم من كثرتها !!.. بل تحولت إلى محطة للأشقاء العرب لشراء الشهادات المزيفة بعد ما كانوا يأتوننا رغبة في التعلم ...!!
· ضعف ميزانية البحث العلمي في مصر التي تتراوح بين 0.3-0.5 % من الميزانية العامة للدولة ..في حين أن مواكب المسئولين في مصر تكلف الدولة ما بين 2-4 مليار جنيه سنوياً ..وفي حين أن دولة مثل إسرائيل تصرف على البحوث المدنية فقط دون العسكرية ما يقرب 4.56 مليار دولار بالرغم من المساعدات المقدمة لإسرائيل من دول أوروبا وأمريكا ..!!
· عدد الباحثين المصريين لا يتجاوز أكثر من 20 ألف باحث وفي حال مزري وبائس يعانوه من ندرة الإمكانيات وتجاهل الدولة لقيمتهم ..في حين أن عدد المشعوذين المصريين يتجاوز 300 ألف مشعوذ ودولة مثل إسرائيل بها ما يصل إلى 600 ألف باحث ..!!
· الجو العام العلمي في مصر لا يساعد بتاتاً على الخلق والإبداع ..بل هو جو خانق بسبب تكدس العدد الرهيب من الطلبة في المنشآت العلمية وقلة الإمكانيات بل وجود مدارس ليلية لاستيعاب العدد الهائل من الطلبة .
· أفضل كتاب مصري يحرز نسبة عالية من التوزيع هو بأن يوزع ألف نسخة ..في حين أن كتب الشعوذة وكتب الطبخ والكتب الدينية الغير منهجية وعلمية ولم يكتبها علماء متخصصون بل هم دجالون تحقق أعلى مبيعات !!
· الدروس الخصوصية في مصر تكلف المصريين 12 مليار جنيه حسب آخر الإحصاءات.. تدخل جيوب فئة معينة من المصريين ولا تخرج منها في دورة اقتصادية صحية مما يفقد الاقتصاد المصري قوة مالية هائلة .
ما سبق كان رسم مبدأي للواقع العلمي الحالي في مصر ..بدون أي تهويل ومع كثير من الإيجاز ...
في الحقيقة وبعد الوقوف على ملامح هذه الصورة القاتمة لهذا الوضع المزري وجب معرفة أسبابه .. للوقوف على الحلول ..
أتذكر كلمة قالها الكاتب الكبير والصحفي النزيه إبراهيم عيسى أن من وضع سياسة التعليم في مصر هو شخص أخبث من إبليس ..واستطرد قائلاً أن من وضع هذه السياسة هدف إلى وضع المواطن المصري في حلقة مفرغة من الجهد والتفكير ليبتعد بشكل كاف عن شئون الدولة والتحدث عن حكامها أو معرفة حتى ما يدور من حوله ..فالمواطن المصري ( رب الأسرة ) يعمل ليلاً ونهاراً من أجل تسديد ثمن الدروس الخصوصية ورسوم المدرسة الخاصة التي ذهب بأبنائه إليها خوفاً عليهم من جحيم مدارس حكومة المحروسة .. الأم أو ربة الأسرة إن لم تكن تعمل فهي تعيش في جو من القلق الدائم على أحوال أبنائها التعليمية ..الأبناء وهم من سن 16-22 وهو سن الثانوية العامة والجامعة لا هم لهم سوى الاستذكار والدراسة ليل نهار من أجل المرور من الامتحانات وإرضاء الأهل الذين حولوا جو منازلهم إلى غيوم ملبدة بالقلق والرعب والهلع ..والابن المسكين يجد نفسه أمام ترسانة من المناهج العقيمة التي تعتمد على الإسهاب و الحشو حتى لا يجد الشاب المصري لحظة للتفكير في أي شيء آخر ..وإذا وجد فهو محاصر بكم رهيب من قنوات الترفيه وبيع الأحلام الخيالية من الأغاني إلى الأفلام اللذان أصبحا لا يقدمان سوى الغث وكل ما هو بعيد عن الواقع إذا ما استثنينا فيلم عمارة يعقوبيان الذي حاول ولو قليلاً إعادة دور السينما المصرية لمسارها الذي تاهت عنه منذ عقدين تقريباً ..
ثم تنتهي هذه الرحلة المأساوية بانتهاء الابن إلى شخص عاطل ..في الحقيقة هي لا تنتهي بل تبدأ في قتل كيان الأسرة بكل ما بها من طموح وحلم وإرادة ورغبة في الحياة أو الإحساس بها .. وهو حال السواد الأعظم من شباب مصر وفلذة أكباد هذا الوطن ..
عزيزي الأستاذ إبراهيم عيسى أراك قد وصفت كل مرحلة في هذه الحلقة المفرغة بدقة متناهية ..نعم لقد قام الأبالسة بقتل هذا الوطن ..
نعم يا سادة إذا تم قتل الطموح في قلوب الشباب وتم تحويل العلم من غاية إلى وسيلة ومن ثم تحويل الوسيلة إلى سراب هو قمة دمار هذا الوطن ..
هل تعلمون أن دولة مثل مصر تعتبر السابعة عشر على العالم في عدد خريجين الجامعات ..وهنا لي وقفة عزيز القارئ حيث يستوجب توضيح الفارق بين مفهوم الخريج والمتعلم والمثقف ..
- الخريج هو الشخص الذي تلقى تعليمه في الجامعة وحصل على شهادة منها لكنه لم يحظى من دراسته في الجامعة أو طيلة حياته التعليمية سوى هذه الورقة التي هي أثقل بجراماتها القليلة من وزن العلم في رأس الخريج .. وهذا هو حال 98% من خريجين مصر .
- المتعلم وهو الشخص الذي تخرج من الجامعة ولكنه متفوق في علمه ويتقنه بشكل جيد وهو حال معظم خريجي أوروبا وأمريكا والعالم المتقدم ويندر جدا وجوده في مصر ..
- المثقف وهو الشخص المتعلم الذي يتقن فنون علمه وله حظ طيب من علوم كثيرة أخرى ليست مرتبطة بالضرورة من مجال تخصصه وهي نسبة لها حضور قوي في العالم المتقدم من البروفسيرات ودكاترة الجامعات ولا تتجاوز عدد أصابع اليدين في مصر ..!!
في الحقيقة دائماً ما كانت تضحكني حرم سيادة الرئيس مبارك بافتتاحها مكتبات ميكي ماوس كما أحب أن أطلق عليها في كل حي من أحياء المحروسة ..وهو حق يراد به باطل ..
فهذه المكتبات لا تقدم أي فكر علمي أو قيمة علمية لأي مصري إذا استثنينا مكتبة الإسكندرية والتي هي معظم زوارها من هواة القص واللصق للأبحاث حتى يتخرجوا أو يحصلوا على درجة ماجستير ودكتوراه ..
ولأن الناظر للوضع المصري يجد وبكل بساطة أن النظام المصري تكمن قوته في انتشار الجهل ..فمن الذي يحمي الحكومة يا قرينة الرئيس سوى عسكري الأمن المركزي الذي لا يتخطى حدود تفكيره في هذا الكون أوامر الضابط الغليظ المسئول عنه .. الذي نراه يقف 12 ساعة متواصلة من أجل حماية أمن زوجك وهو يمر بسيارته الفارهة ذهابا أو إياباً من خطاباته المتعددة في جنبات المحروسة .. أو يمسك بعصاه ويهوي بكل قوته بها على رؤوس أشراف هذا الوطن في السجون أو المظاهرات ...
نعم يا سادة إن من يحمي النظام المصري هو الجهل ..الجهل الذي يعشش في رؤوس ملايين من المصريين التي لا تعرف أن من حقها أن تنتفض على الظلم والطغيان والاستبداد والفساد وتسترد حقوقها المسلوبة ..أو حتى تقول لضابط الأمن الذي يهين كرامتها يومياً كلمة لا ..
الجهل هو الذي ساوى رأس قاضي مصري بالأرض تحت وطأة حذاء ضابط قذر من ضباط الداخلية ..
إن هجرة العقول المصرية لبلاد الغرب أصبح واقعاً مؤسفاً ..فهم لا يستطيعون أن يعيشوا في مصر فيصابوا بمثل ما أصاب جمال حمدان وينتحروا اجتماعياً .. أو يعيشوا في جو من الروتين والبيروقراطية والأحقاد واللا قانون والاستبداد.. أو يعودون فيصبحوا بلا حماية ولا اهتمام فيغتالهم الموساد الإسرائيلي بكل بساطة مثل قتل ناموسة على سطح مكتب وآخرهم الباحث النووي المصري عبده شكر الذي عاد من بعثة عامين في الولايات المتحدة ليلقى مصرعه في ظروف غامضة بمنزله في الإسكندرية ليلحق بسميرة موسى التي لاقت حتفها جراء حادث سيارة وقع لها في الولايات المتحدة عام 1952، وسعيد بدير الذي لقي حتفه هو الآخر إثر سقوطه من شرفة منزله في الأسکندرية عام 1989، بالإضافة إلى يحيى المشد العالم النووي المصري الذي کان يشارك في البرنامج النووي العراقي والذي قتل في العاصمة الفرنسية باريس في عام 1980.
تفيد بعض الإحصائيات التي قدمها بنك التنمية الدولي أن عدد المصريين الذين يساهمون بشكل فعال في تنمية بلاد الغرب يقدرون بخمسين ألف مصري ..من بينهم ما يقارب العشرون ألف مصري يعملون في وظائف حساسة وهامة ولا غنى عنهم بأي شكل من الأشكال ..هذا يشمل بجانب العلماء الأدباء والمفكرون .
أتذكر جيداً مقولة الرئيس السادات رحمه الله عندما كان يصف المثقفون بـ "الأفندية الأراذل " ..وهذا يعود إلى أن المثقفون هم عبء على رقاب الفاسدون والمستبدون من طبقة الحكام ..
يبدو أن الحكومة المصرية سعت بكل قوتها خلال العقدين الأخيرين إلى التخلص من هؤلاء الأفندية بل تعدى الأمر إلى تدمير البيئة الملائمة لاستخراج أمثالهم من خلال التهجير الإجباري لعلماء ومثقفو هذا الوطن لتخسر مصر خيرة أبنائها ..أو من خلال مناهج التعليم العقيمة التي تعتمد بالأساس على تنمية وتغذية الكراهية في قلوب الشعب المصري للعلم والقراءة وعدم الاكتراث لهما لأن مقياس النجاح في المجتمع حالياً كما تسوقه الآلة الإعلامية المصرية بأن النجاح فهلوة وأن طريق الأغاني الهابطة والعري والنصب والمخدرات هو الفلاح عكس ما كان يسوق في عهد محمد علي بأن المتعلم هو درة المجتمع ومن صفوته ..!!
هذا يا سادة ما حدث من جريمة مأساوية في حق ماضي وحاضر ومستقبل هذا الوطن .. تجعل القلوب تعتصر ألماًُ على ما يحدث ..للأسف هذا هو حال البلاد التي يحكمها نظام استبدادي لا يفكر سوى ببقائه على رأس السلطة وعلى صدور الشعوب وسرقة ونهب مقدراتها ..هذا هو حال وطن يخونه حكامه ومسئولوه من أجل حفنة زائلة من الأموال والسلطة ..!!
الحلول كثيرة ومتعددة ويسيرة جدا إذا توفرت الإرادة السياسية وتوفرت حكومة مخلصة لشعبها ولبلدها .. لكن كل الحلول مهما كانت يسيرة وبسيطة وفعالة لا تساوي حبراً على ورق أمام حاكم أراد أن يقضي على شعبه بكل وسيلة ممكنة ..
أتذكر جيداً ما قاله مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا الأسبق صاحب الفضل الأول بعد الله عز وجل في نهضة ماليزيا وتواجدها بين النمور الاقتصادية العالمية عندما سأله بعض الصحفيين عن هذا التحول الرهيب في واقع ماليزيا من دولة متخلفة إلى دولة متقدمة جدا ..قال لهم " لقد بدأت بالتعليم ..فإذا صلح حال التعليم صلح حال البلد " ..

هذا والله ولي التوفيق ،،،،

شيزوفرينيا الشخصية المصرية


كثير من المظاهر الإنسانية المصرية يجب التوقف أمامها والتأمل في حالها ، فهي برغم تفردها بعديد من الصفات إلا أنها ليست شذوذاً عن النفس البشرية في العالم كله والذي قد يتوازى معها في بعض الأمور ويتقاطع معها في أخرى ..
لكن الذي يجذبني كل مرة وأنا أرى أو أسمع أو أتكلم مع أي مصري هي هويته الدينية الطاغية أو ادعاءه اللادينية المطلقة في صورة مسلم بطراز جديد !!
الطريف في الأمر أن كلا الأخوين بريء تماماً مما ينسبه إلى نفسه .
فتجد المتشدد أو المتدين هو شخص بعيد تماماً عن جوهر وروح الإسلام بمعناه المقصود وليس المطاط المتداول حاليا في وسائل الإعلام ؛ لترى مسلمين كل همهم في الحياة هو الحفاظ على الصلوات الخمس في ميعادها وختم القرآن كل يومين أو ثلاثة أو الصوم الدائم أو الاهتمام بالهدي الظاهر للمسلم من جلباب ولحية وخلافه ، والاستماع الدائم والمستمر لعلامات الساعة الكبرى والصغرى ، دون أن يزاحمه في هذه الأولويات الصحيحة أولويات أخرى مثل حب التعلم والتثقف والنجاح والتقدم .
أتذكر أنه كان يسكن في البناية المقابلة لنا شاب كان يعمل بالتدريس للغة العربية يملك شقة أهداها إياه والده ليعيش فيها وحده ، وبعد أن تدين ترك وظيفته التعليمية ليقوم بعدها ببيع السواك والعطور الزيتية والكتيبات الدينية أمام أبواب الجوامع ليعود بخمسة أو عشرة جنيهات على الحد الأكثر في آخر يومه ليسد بها جوعه ، وقد بلغ سن الأربعين دون زواج بالرغم من توفر كل الإمكانيات اللازمة لذلك .
كثيراً ما اعتبر هذا الشخص هو نموذج لحالة يعيشها كثير من شبابنا الذي ارتضى الزهد والخنوع في الحياة متعللاً بترك الدنيا لأصحابها ليصبح عندنا طابور هائل من الدراويش الذين انتحروا اجتماعياً بحجة التقرب إلى الله بطريقة لم يطلبها الله من عباده .
على النقيض من ذلك تجد كثير من الشخصيات الأرستقراطية التي احتكت بالحياة الغربية أكثر منها الشرقية ، الذين تأثروا بحرية الغرب اللامحدودة ولم يتأثروا بفكره وعلمه ، الذين اعتقدوا أن الحل الوحيد لمصر هي ثورة صناعية على غرار الثورة الفرنسية الأم وعلمنة البلاد وممارسة إرهاب مضاد على أي نشاط ديني يذكر ، ليكونوا هم الوقود الحقيقي الذي تستخدمه السلطة دائماً بوعي أو بدون وعي في محاربة المد الإسلامي المصري من خلال الفضائيات والجرائد التي يملكونها تماماً .
الغريب في الأمر أنهم لسبب ما ، إما خوفاً من المجتمع أو التدرج في نشر الإلحاد فيه يدعون دائماً أنهم المسلمون الحقيقيون .
وأن قوى الظلام والرجعية وغيرها من التهم الملصقة بالإسلاميين حتى لو أصبحوا جميعا أساتذة جامعات هم جميعاً على الدين الخاطئ .
فتجدهم ينحلون من أغلب فروض الإسلام من الحج والحجاب والزكاة وآذان الصلاة والذهاب إلى المساجد وغيرها من الفروض ، بل ويحاربونها بحجة أنها ما أنزل الله بها من سلطان ، ثم يختزلون الدين فقط في بعض المظاهر الإنسانية الفطرية من الحب والتسامح وعمل الخير وغيرها من المظاهر .
وبين هذا الطرف وذاك تجد الشخصية الثالثة وهم عوام الناس أو مجملهم ، فتجد شخصية مسلمة غيورة على دينها ، لا تعلم من الدين إلا قشور القشور ، متكاسلة عن أغلب الفرائض أو مؤدية لها بجهل ، تفعل الصواب ونقيضه في نفس الوقت .
عجيبة جدا هذه الشخصية ، فمثلاً تجد المرأة ترتدي الحجاب ثم تلبس البنطال الضيق وتخرج من دون علم أهلها مع شاب ما ليتسامروا على كورنيش النيل حول الحب وسيرة الحب ، أو تجد الموظف يأخذ الرشوة في الساعة الحادية عشر صباحاً ليقوم بعدها بساعة واحدة ليتوضأ ويصلي الظهر ثم يعود ليأخذ الرشوة بعد صلاة الظهر وهكذا دواليك ، فتنهاه عما يفعله ، تجد بعدها ثور هائج ينهرك عن نصحه ويعدد لك أسباب فعلته الشنعاء ثم يختم ثورته بكلمة ( بكرة هنقابل رب اسمه الكريم ياسيد ) ، تجد الحاجة فلانة أو الشيخ فلان متخصص في عمل الأسحار والحل والربط ، أو تجد الحج فلان التاجر الكبير الذي حج بيت الله سبع مرات أو أكثر يقيم فرحاً لابنه البكر بنصف دستة من الراقصات ويقول لك ( إحنا عايزين نفرح يابيه ) ، هذا غير تجمع الأسرة بعد أداء صلاة التراويح في رمضان أمام المسلسل الدرامي للراقصة الشهيرة على قناة ما ليتمتعوا بمشاهدتها وهي تتلوى كالثعبان عارضة جل مفاتنها !!!
شيزوفرينيا الشخصية أو الهوية الدينية المصرية غريبة عجيبة ، قد يكون المصريين هم من تفردوا بهذا الانفصام أو شاركهم فيه أحد ، لكنه داء ، وداء مقزز ومفزع ، فحينما يتحول وطن بأكمله إلى اختلاف ظاهره عن باطنه فهنا مشكلة اجتماعية كبيرة وعميقة قد تؤدي إلى انحلال تام أو تزمت تام .
ولا مناص من ذلك إلا حركة تنويرية حقيقية يقوم بها علماء دين حقيقيون ، ومجتمع يحكمه قانون يكفل الحرية والأمان للجميع ، وشفافية مطلقة في طرح الأفكار والرؤى من جميع الخصوم الفكريين يكون الحكم الوحيد فيها هو المتلقي من عوام الناس ليميز الخبيث من الطيب .
شيزوفرينيا الشخصية الدينية المصرية هي هدم لبلادي وليست بشيء عادي ، ظاهرة يجب أن يتم التصدي لها ومحاربتها والوقوف على أسبابها ومعالجتها ، وليس التغاضي عنها وتدعيمها بتقوية الأسباب المؤدية لها .

الذئب الضاحك والخراف الأغبياء


لم يكن ما قام به الرئيس الراحل السادات من إطلاق يد الحرية للتيار الديني في مصر من باب إيمان السادات بحرية الرأي والرأي الآخر ،،
لكنه كان كما ذكر لمحاربة الوجود الشيوعي في مصر والقضاء على أي تعددية فكرية سياسية في مصر ، ليكتفي بعدها مثقفو مصر وقادتها من المعارضة من كافة الأطياف بمحاربة بعضهم البعض حتى آخر رجل وآخر نفس .
لكن لتصادف الأقدار فقد نجح مخطط السادات في ذلك لكنه أول من شرب من كأس الصراعات السياسية المسمومة عندما تم اغتياله عام 1981 على يد الزمر ورفاقه ،،
مذ ذاك التاريخ وقد انشغل المصريون بتقطيع مصرهم أكثر وأكثر من أجل تحقيق انتصار زائف من خلال ندوة أو روابط في الجامعة أو حتى برنامج تلفزيوني !!
انشغل مثقفو مصر وقادتها بالصراعات للظفر بنصر وهمي لا قيمة له في سوق العرض والطلب الفكري أو السياسي وترك العدو الحقيقي المتمثل في النظام الحاكم يحقق انتصاراته الحقيقية بالقضاء على معارضيه وعلى المجتمع ونهب الأموال وتزوير الانتخابات في مشهد يذكرني بثعلب يأكل خروفاً أمام خروفين آخرين كل منهما ينطح في الآخر حتى يقتله ليأتي الثعلب بعدها ويأكله على مهل وراحة واستمتاع !!!
الناظر للساحة السياسية المصرية يجد أنها تتكون من أربع أو خمس أطياف أساسية وهم بالترتيب حسب التمثيل الشعبي جماعة الإخوان المسلمين صاحبة الشعبية الكاسحة في الشعب المصري ثم الناصريين ومنظري القومية ثم الليبراليين أو العلمانيين وهم قليلون إلى حد ما ثم الشيوعيين الذين كل يوم يمر عليهم ينقرضون أكثر فأكثر ؛ أمام لاعب واحد فقط يمتلك كل شيء إلا الشرعية والقبول لدى المصريين وهو النظام الحاكم .
الغريب في الأمر أن النظام في تعامله مع الجميع لا يفرق بين إخوان أو شيوعي أو ليبرالي أو ناصري ،، كلهم يتم معاملتهم بالحذاء ،، وتزداد وطأة الحذاء كلما ظن الخصم أو جنح بخياله أنه أصبح كيان يستطيع مواجهة النظام بسطوته وجبروته ..
لكن الخراف تأبى أن توقن بأن الذئب لا يفرق بين لحم بعضها البعض ، فنجد كل ساحات مصر السياسية والفكرية والإعلامية تحولت إلى ساحات حرب بين الأطراف السياسية المصرية المهمشة في الأصل .
فنجد مثلاً استفزاز متواصل من العلمانيين أو الليبراليين تجاه الإسلاميين بوصفهم قوى الظلام ، والرجعية ، والإرهابيين ، وأعداء التطور والنهضة وغيرها من التهم الجاهزة المعلبة والتي بالطبع عندما يتم سماعها من جانب الإسلاميين فإنها تستنسخ نفسها استثارة ليقوموا بالرد عليها بوصف العلمانيين بأنهم كلاب الغرب ، كفرة ، منحلون ، دخيلون على الأمة ، وغيرها من التهم المعلبة ..لتظل حرب الاستفزاز والكراهية والتغابي اللامتناهي بين الطرفين إلى أمد بعيد مجرجرة في ذيلها ملايين من المصريين الضائعين بين كل حزب من هؤلاء وهؤلاء ..
بل تعدى الأمر ذلك ليصل إلى الشعب المغيب بفعل فاعل والذي انشغل بدوره إلى حروب دينية زائفة .
فتجد المصري المسلم يزدري المسيحي ، وتجد المصري المسيحي يبغض المسلم ..لدرجة أنه من المحال أن تجد دولة في العالم بها حجم الكراهية المتبادل بين قطبي مجتمعها مثل مصر وهذا نجاح آخر ينسب إلى النظام الحاكم الذي لم يكتفي بإشعال الفتنة بين مثقفيها بل أيضاً بين عموم الشعب ..
فتجد المسيحي المصري يتهم المسلم بأنه يضطهده وأنه يسلبه حريته وكرامته ، بل ويسلبه أهله بالأسلمة الجبرية كما يطلقون عليها وغيرها من التهم..
وتجد المسلم المصري يتهم المسيحي بأنه عميل لأمريكا ، طابور خامس في هذا البلد يجب محاربته ، يقومون بحملات تنصيرية استفزازية وغيرها من التهم ..
أصبح النسيج الاجتماعي والثقافي والفكري المصري مهلهلاً ، بل أصبح ممزقاً ليحول مصر بعدها إلى مستنقع سياسي لا نضارة فيه ولا خير ،،
ملايين من المصرين مقسمين بين آكلين في لحم بعضهم البعض ، أو خائفين مرتعدين تائهين ، أو ناهبين سارقين مستبدين ،،
والضحية هنا هو مستقبل هذا الوطن الذي يئن من سياسة فرق تسد ، الذي يئن من عقود الاستبداد والفساد مضت وأخرى قادمة ،،
أيها المصريون إن عدونا واحد فقط لا غير ، إنه من يرانا نمزق أنفسنا ويغذي الكراهية بيننا ويسلب أموالنا ويسجن ويعذب ويقتل خيرة رجالنا ونسائنا ، إنه من باع مصر للشرق والغرب ليقبض هو الثمن ، إنه القابع والجاثم على نفوسنا .
أفيقوا يرحمكم الله ، نحوا خلافاتكم وشدوا من أزر بعضكم ، و والله الذي لا إله إلا هو لو أن مليون مصري وقفوا فقط ضد النظام في مظاهرة حاشدة لهرب كل أقطاب النظام إلى أوروبا وأمريكا حيث تسكن أموالنا المنهوبة .
كفانا مهاترات وصراعات فكرية على غنائم وهمية زائفة ، كفانا كراهية وانشغالا عن عدونا الرئيسي عدو مصر والمصريين كلهم .
لا أريد أن أرى رفعت السعيد وهو يتشاجر مع عصام العريان من أجل محاولة فاشلة في نفي الآخر ، لا أريد أن أرى خيرة شباب مصر وقد انبرى كل منهم لتشجيع فريق كرة قدم بالروح والدم والفتك بمشجعين الفرق الأخرى ، لا أريد أن أرى عموم شعب مصر وهي تتبادل الكراهية من أجل اختلاف المذهب أو الدين ..
وحدوا الصفوف ووحدوا الكلمة ، وقفوا وقفة رجل واحد أمام طاغية لا يعرف إلا الحديد والنار لإسكات عاشقين ومحبين هذا الوطن .