في تسجيل صوتي بثته قناة العربية ونشرته وكالات الأنباء العالمية ومواقع الأخبار على الانترنت على لسان رئيس قضاة المملكة العربية السعودية الشيخ / صالح بن محمد اللحيدان مفاده الآتي :
رئيس قضاة السعودية يفتي بقتل أصحاب فضائيات عربية
دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)-- أصدر رئيس مجلس القضاء الأعلى في الملكة العربية السعودية، الشيخ صالح بن محمد اللحيدان، فتوى جديدة أثارت كثيراً من الجدل، أجاز فيها قتل أصحاب القنوات الفضائية العربية، واصفاً إياهم بـ"المفسدون."
وفي تصريحات بثتها إذاعة القرآن الكريم بالمملكة، قال الشيخ اللحيدان: "إن من يدعو إلى الفتن، إذا قُدر على منعه ولم يمتنع قد يحل قتله، لأن دعاة الفساد في الاعتقاد أو في العمل، إذا لم يندفع شرهم بعقوبات دون القتل، جاز قتلهم قضاءً."
وأضاف قائلاً: إن "الأمر خطير، لأن الله جل وعلا، لما ذكر قتل النفس، قال: أو فساد في الأرض، فالإنسان يقتل بالنفس، أو بالفساد في الأرض، وإفساد العقائد، وإفساد الأخلاق، والدعوة لذلك نوع من الفساد العريض في الأرض."
جاءت تصريحات رئيس المجلس الأعلى للقضاء بالمملكة العربية السعودية ضمن برنامج "نور على الدرب"، رداً على سؤال من أحد المستمعين حول القنوات الفضائية.
وقال في إجابته: "لا شك أن هذا بلاء وشر وفتنة، لكن أصحاب القنوات يكون عليهم وزر ما يدعون إليه، بمثل أوزار من تأثروا بدعوتهم ودعايتهم."
وتابع اللحيدان قائلاً: "أنصح أصحاب هذه القنوات الذين يبثون الدعوة للخلاعة والمجون، أو الفكاهة والضحك وإضاعة الوقت بغير فائدة، وأحذرهم من مغبة أثار ما يقع فيه من يتعرضون لتلك الفتن."
ودعا الشيخ السعودي أصحاب الفضائيات العربية إلى "أن يتقوا الله ويتوبوا، وأن يكفوا عن نشر الفساد والإفساد"، عبر نشر ما وصفه بـ"البرامج الخبيثة" على قنواتهم الفضائية.
يُذكر أن عدداً كبيراً من السعوديين يمتلكون قنوات فضائية خاصة، من بينها مجموعة محطات MBC التلفزيونية وقناة العربية الإخبارية، إضافة إلى مجموعة قنوات "روتانا"، وART، وأوربت، ولكن هذه القنوات تبث من خارج المملكة.
وهذا هو تعليقي على الخبر :
إن خطورة هذا الكلام يكمن في التصريح للعديد من الجماعات الإرهابية بملاحقة أصحاب القنوات الفضائية لتنفيذ فيهم حد الحرابة وهو الحد الإسلامي للمفسدون في الأرض .
ومن الممكن أن تشهد الأيام القادمة ملاحقة من الجماعات الإرهابية في المملكة لأشخاص مثل الوليد بن طلال صاحب قنوات روتانا للأغاني والأفلام والفتى المدلل للعائلة المالكة في السعودية مما قد يؤدي إلى حرب أمنية واسعة من جانب الحكومة السعودية على كثير من أطياف الشعب السعودي بحكم القبلية والالتزام الديني ، أو قد نرى محاولات اغتيال للشيخ / صالح كامل صاحب شبكة art التي توجد بها قنوات لبث الأفلام والأغاني .
ومن الممكن أن ينشط بعض التيارات التكفيرية في كثير من الدول العربية مثل مصر بالتحديد التي يعاني فيها هذا التيار الرفض الكامل من كبار علماء السلف ، وهذه الفتوى ستعتبر ذريعة لتنشيط هذا التيار الخامد للعودة إلى النشاط الإرهابي مرة أخرى وقد نرى محاولات اغتيال لأحمد بهجت صاحب قنوات دريم أو وليد دعبس صاحب قنوات مودرن أو نجيب سويرس صاحب قناة OTV أو محسن جابر صاحب قناة Mazzika أو إعادة قتل مروان حامد في قبره صاحب قنوات Melody !!
لا أعرف حقيقة إلى أي سند شرعي استند الشيخ صالح اللحيدان إلى هذه الفتوى ، ألا يعلم بحكم منصبه كرئيس قضاة المملكة بأنه لا يجوز تطبيق الأحكام إلا من قبل ولي الأمر وأن تطبيق أحكام الشريعة على يد عوام الناس سيثير الفتنة والصراعات الدموية في المجتمع ، ألا يعلم الشيخ ما يعانيه العالم الإسلامي من تربص المجتمع الدولي به وأن مثل هذا التصريح الخطير سيؤخذ علينا كمسلمين وسيتم تشويه الإسلام به ، ألا يعلم الشيخ أنه عند الحكم على أي شخص يجب علينا قبلاً سماعه وتوكيل من يدافع عنه أم أن إصدار الأحكام يؤخذ بالاتهام والتشكك والظن !!
حاولت إيهام نفسي بأن ما قاله الشيخ يندرج تحت بند إعلام العوام بالحكم الشرعي وليس الدعوة إلى تطبيقه ، لكن إطلاق هذا الكلام دون تفصيل واضح على آذان العوام لم يدع لي فرصة إلا الظن بأن ما قاله الشيخ هو دعوة صريحة إلى قتل أشخاص لهم وزنهم في مجتمعاتنا وقتلهم سيؤدي إلى عودة الدولة الأمنية إلى أوج قوتها لتعود وتحكم قبضتها على عنق كل منا وتنغص عليه حياته مثل الماضي وذلك بعد أن من الله علينا بانفكاك قبضتهم قليلاً من على رقابنا .
إنها مهزلة بكافة المقاييس ، وطعنة قاسية توجه لصورة الإسلام في العالم على يد أحد أبناءه ، وطعنة للمنهج السلفي الذي يمثله كأحد أبناءه .
كنت أنتظر فتوى من الشيخ صالح تبيح الخروج على الطغاة الذين يحكمون بلادنا أو الدعوة إلى ملاحقة الفاسدين ومقاضاتهم من الذين سرقوا أموالنا وأفسدوا علينا بلادنا أو إصدار فتوى بإثم المسلم إذا لم يبتكر شيئاً يفيد أمته ويرفع من شأنها أمام العالم ، ولم أكن أنتظر مثل تلك الفتوى التي لا محل لها من الإعراب .