الثلاثاء، 28 أكتوبر 2008

إبراهيم عيسى يسقط في الوحل !!

حقيقة أنا لست من هواة نقل مقالة أحد الكتاب الصحفيين والرد عليها فقرة بفقرة ، فأنا أؤمن أتم الإيمان أن المقال لا يرد عليه إلا بمقال آخر لأن الرد على الفكر يستوجب رأياً وفكراً مضاداً ، هذا ما إذا كان هذا المقال المعني يحمل فكراً ورؤية .
ولسـوء الصدف أن يأتي تخليَّ عن هذا المبدأ هو للرد على أستاذ الصحافة الحالي السيد / إبراهيم عيسى ، إلا أنني لم أجد مناص من ذلك ، فلو كان ما يحمله مقالك ( ضربة البداية ) يا أ. إبراهيم هو فكراً ورؤية كنا حاولنا مجاراتك في نقد يليق بأسلوبك في فكر مضاد ، لكن ما طرحته يا سيدي الفاضل هو أقرب للهرطقة اللغوية والمهنية بجانب تاريخك الصحفي المضيء ، فهو مقال خالٍ تماماً من المنطق والحق ناهيك عن استخدام تشبيهات ركيكة لخدمة النص تارة وأسلوب سوقي لا يخلو من السباب تارة أخرى .
ولكم أتمنى يا أ. إبراهيم أن تخرج في مقالك الافتتاحي غداً بجريدة الدستور تعلن فيه تبرُؤك من هذا المقال الذي يعتبر وصمة عار في تاريخك الصحفي .
سأقوم بعرض مقالك كما جاء والرد عليه لعل وعسى تعود يا سيدي الفاضل عن ما كتبت من مغالطات أخلاقية ومهنية :
ضربة البداية
24/10/2008
إبراهيم عيسي
سيبك من إنه الأهلي صاحب الحق الحصري أوالحق الحضري، ودعك من أن اتحاد الكرة هو صاحب ملكية لعبة كرة القدم، ولا تهتم خالص بأن اتحاد الإذاعة والتليفزيون متواطئ أو متورط أو متوارم مع الأهلي، ولا يهمني ببصلة أن تذاع مباريات الأهلي علي قناته أو علي قناة السويس أو أن جمهور مصر يتم حرمانه من مشاهدة فريقه الغالي، فالحقيقة أنه لن يحرم ولا حاجة، ثم إن جمهور مصر محروم من شربة المياه النظيفة ومن اللقمة الحلال ومجتش علي الماتش، ولا يهمني أن الناس لم تشاهد الاستديو التحليلي لمباراة الأهلي وغاز ميثان أسيوط، فرائحة استديوهات التحليل ألعن من رائحة معمل تحليل في مستوصف في البساتين !، ثم إن أي زملكاوي مثلي ليس له أي عين في الكلام عن الأهلي ومبارياته ومجلسه فلما نفوز مثله ويكون عندنا مجلس إدارة مثله وليس مجلس حرب يبقي نتكلم، فالحقيقة أن تشجيع الزمالك هو أكثر مرض انتشارا في مصر بعد أمراض الفشل الكلوي والسرطان والسكر، ويشاع أن دكتور مصطفي السيد الذي نجح في علاج جينات السرطان في أمريكا قد بدأ التجربة أصلاً لعلاج واحد زملكاوي من زملكاويته وربنا كرمه والزملكاوي مات لكن اكتشف علاج السرطان ، وبغض البصر عن هذا كله رغم أن أحدًا لم يعد يغض البصر في شوارع القاهرة حيث ارتفعت نسبة التحرش في الدم خصوصًا وقد أصاب العجز الجنسي معظم المصريين فبدأوا في مد أيديهم لأن شيئًا آخر لم يعد قادرًا علي المد، ورغم ما يردده الأهلاوية أن الأهلي فوق الجميع يستدعي سؤالاً: هوه فوقهم بيعمل إيه؟ ومين الجميع دول إذا كانت مصر كلها أهلاوية كما يقولون، رغم كل هذا وأكثر فأنا أعتقد أنه محض كلام فارغ بيحاولوا يعبوه أي حاجة منذ زمن ولا يعرفون، المهم هو ما جري أثناء بث مباراة الأهلي وأسيوط في القنوات الفضائية، فقد قطعت الدولة البث عن هذه القنوات تماما وظهرت الشاشات سوداء!
بداية لا أعرف ما هو سبب استخدام سيادتكم لكلمة الحق " الحضري " هل هو للسجع اللغوي أم للاستفزاز الطفولي والاستظراف ، فإذا كان للسجع اللغوي فمن الضروري أن أخبرك يا أ. إبراهيم أن السجع يستخدم في اللغة بغرض خدمة النص وليس بغرض اللحن الموسيقي للغة وهنا لم أجد أي ربط بين كلمتي الحق الحصري والحضري وهذا يضعنا أمام الاحتمال الآخر بأنك قمت بكتابة هذه الكلمة من باب الاستفزاز الطفولي وهذا ما سيؤكده مسار مقالك حتى آخره .
انتقلت بنا إلى ملكية اتحاد كرة القدم للعبة ، وهنا أود أن أقول لك بأنه قد يشفع لك يا أ. إبراهيم ضعف معلوماتك الرياضية بسبب سوء مستوى القسم الرياضي لديكم وتعيين أنصاف الصحفيين في هذا القسم مثل أخوك شادي عيسى من باب صلة الرحم وأيمن أبو عابد والمتملق عويس والمدلس صفوت عبد الحليم ( كتيبة رائعة بالفعل ) ، لكنه لا يشفع لك بأن تكون بهذا المستوى المتدني جداً من المعرفة ! ، فالأندية هي صاحبة السلعة في أي مكان في العالم واتحاد الكرة في أي بلد في العالم ما هو إلا منظم ومطبق للوائح فقط ، ليس له حق في إمتلاك ما تقدمه الأندية بل هو مجرد مشرف قانوني على هذه الأندية ، والأندية هي المسئولة عن تسويق لاعبيها وفانلاتها وإذاعة مبارياتها مقابل عقود تمضيها مع شركات كبيرة متخصصة في هذا المجال .
ثم أراك اقتبست جزءً من النغمة التي كانت تردد من شهور على القنوات الرياضية عن حق المواطن في مشاهدة فريقه المفضل ، وأظن أنه قد توقف بك التاريخ إلى عدة شهور مضت ، فالحجة الجديدة التي يستخدمونها حالياً هي حماية الاستثمار وأصحاب الوظائف ، وأكاد أجزم أن الفضائية المصرية والقنوات الأرضية معطل استخدامها في منزلك بما أنها قنوات " حكومية " أو أن أحد قد خدعك بإخبارك بأن المواطن المطحون حُرم من مشاهدة مباراة الأهلي وأظن أن هذا عيب على صحفي كبير أن ينقاد وراء " قالوله " .
ولا أعرف ما هذا الخلط المتعمد في مقالك بين سوداوية الواقع المصري من أحداث تحرش وسوء رعاية صحية والسرطان والجهل والعجز الجنسي الخ الخ بما قام به الأهلي بأخذ الحق الحصري لبث قنواته والحفاظ على أن لا يسرقه أحد ، هذا الخلط مرفوض يا سيدي الفاضل ، هل تريد يا سيد إبراهيم أن تعلق شماعة فشل وطن بأكمله في كل شيء على قناة الأهلي ! ، إذا كان هذا غرضك فهذا تدليس واستخفاف بالعقول ، أما إذا كان غرضك هو حشو زائد للمقال ، فأعتقد أنه من باب أولى حشوه بمعلومات تفيد القارئ بدلاً من هذا النواح اللافائدة منه .
ثم نأتي إلى الطامة الكبرى وهي تلك الإيحاءات التي حاولت كثيراً أن أجد مرادفاً لها غير أنها إيحاءات " قذرة " ، فأنا للأسف لم أجد في القاموس اللغوي ما يصف ما كتبته من سوقية شديدة وسب واضح تجاه فئة كبيرة من الشعب المصري تمثل غالبيته ، وإذا كان مستوى مفرداتك اللغوية لم يسعفك لكتابة مقال " محترم " فطبيعي أن يكون حديثك عن جمهور الأهلي بهذه الكيفية ، ولا أعرف حقيقة هل أنت جاهل بمعنى جملة " الأهلي فوق الجميع " وتاريخها ومتى قيلت وهذه مصيبة ، أم أنك تتدعي الجهل وهذه مصيبة أكبر ! ، أدعوك أن تسأل أي طفل اهلاوي يسير في الشارع عن معنى هذه الجملة وهو سيجيبك عن معناها ومتى قيلت ولأي هدف ، فهي ليست سر حصري ومخفي في مطويات الماسونية الأهلاوية.
هذه مصيبة سوداء مع إن الأهلي بيلبس أحمر
ليه؟
أولاً: هذه هي المرة الأولي التي تلجأ فيها الدولة إلي قرار قطع البث بمنتهي البلطجة والوقاحة والعنف دونما اعتبار لأي رد فعل ولا تقدير للموقف.

بما أنك تتحدث عن أنها المرة الأولى ، فكان أولى بك أن تتحرى السبب ، وكما يقول إخواننا علماء الطبيعة " لكل فعل رد فعل مناسب له في القوة ومضاد له في الاتجاه " فهذا باختصار ما حدث يوم المباراة ، عندما قامت قنوات دريم ومودرن والحياة بسرقة البث من قناة الفضائية المصرية ، وهذا يعد جريمة في عالم الفضاء الحر ، فما كان من وزارة الإعلام إلا بالقيام برد فعل مضاد ضد هذه اللصوصية الفضائية بقطع البث عن تلك القنوات التعيسة ، وليست الجريمة يا سيد إبراهيم هي منع اللص من السرقة ، بل الجريمة هي دعمه والتبرير له وتركه يسرق وقتما شاء وكيفما شاء !
ثانيًا: هذا تعبير عن أن التعاقدات والقوانين في مصر عبارة عن ورق تواليت ولا تعني الحكومة في شيء، فهذه القنوات متعاقدة مع الطرفين اتحاد الكرة واتحاد الإذاعة والتليفزيون تعاقدا قانونيا واضحا تمامًا، ومع ذلك فالدولة رمت بالقانون في سلة القمامة.
نرجع لكلام إخواننا العلماء ، لكن هذه المرة لكلام علماء وفقهاء القانون الذين يقولون " العقد شريعة المتعاقدين " وعقد الأهلي كان مع اتحاد كرة القدم المصري عندما كانت قناة الأهلي في طور الإنشاء من أجل بيع حقوق البث للفضائيات والاستفادة مالياً ، لكن العقد يوجد به بند ثامن يسمح للأهلي بفسخ التعاقد مع الاتحاد في حالة إنشائه لقناته الخاصة ليخرج من هذا الاتفاق ويذيع مبارياته بطريقته الخاصة ، وهذا العقد بالتأكيد يوجد نسخة منه عند المكتب المجاور لمكتبك في قناة دريم عند فطوطة أو المجري .
ثالثًا: هذا دليل علي أن الحكومة عيلة وملهاش كلمة فأن ترسل خطابًا رسميًا الساعة السادسة مساء تقول فيه: «من حقكم أن تعرضوا المباراة» ثم تقول شفويا «اعرضوها عن طريق شاشة التليفزيون الرسمية»، وعندما يكش حسن حمدي في التليفون في أنس الفقي يقوم وزير الإعلام الحاصل علي أعلي شهادة علمية وهي بكالوريس تجارة فرع الخرطوم يتخلي عما تعلمه من أن التاجر يتربط من كلمته ويؤكد أن وزير الإعلام مش مربوط فيقرر قطع البث عن القنوات فهذا أمر يؤكد المعلومة المؤكدة أن أنس الفقي زملكاوي وبيخاف إن حسن حمدي يفعل معه ما يفعله أبو تريكة وهو منفرد بعبدالمنصف.
لو أن الحكومة " عيلة " و " بتكش " من إدارة الأهلي لكانت ساندته في أموراً كثيرة ظُلم فيها ظلماً بيناً مثل قضية حسني عبد ربه ، وقضية هاني سعيد والتطاول اليومي في الجرائد الحكومية على الأهلي ورجاله من أقزام صحفية مثل محمود معروف وغيره ، والأولى بك يا داعية الحق الأول في مصر أن تبارك ما فعله السيد أنس الفقي بدلاً من أن تتهكم عليه حيث أنه منع فضيحة إعلامية مصرية على مستوى العالم العربي بأن تقوم قنوات خاصة مصرية بسرقة إشارة البث لقناة حكومية مصرية ، فما قام به السيد أنس هو حفظ لماء الوجه الذي عكره مجموعة من المرتزقة.
رابعًا: وهذه هي خلاصة البلوي المنيلة التي جرت أثناء مباراة تافهة، أن الدولة فعلت سابقة أولي في التدخل السافر - وباللام كمان لو حبيت - في حرية القنوات الفضائية وقطعت إرسالها وهو ما يمكن أن تطبقه كلما أرادت وفي أي وقت تشاء ومع أي حدث يغضبها، فإذا تكلم مثلا سعد الدين إبراهيم أو سعد زغلول في فضائية ممكن تقلبها الدولة شاشة سوداء، وإذا ظهرت مظاهرة علي شاشة أو التقي مذيع بمنسق كفاية أو مرشد إخوان أو أمين منظمة حقوق إنسان تستطيع الحكومة طبقا لهذه السابقة أن تقطع البث وهو إرهاب وقرصنة وعمل غير شرعي ورقابة فجة لكن أهي عملتها في ضربة البداية مع مباراة كرة ونفعت وعدت، فالقنوات الفضائية دخلت منذ أحرز أحمد بلال هدفه في بترول أسيوط عصر البرميل!
لا أعرف ما هو سر تفاهة المباراة من وجهة نظر سيادتكم ، هل لأن طرفها الأهلي ، أم لأن نده ليس خصماً مناسباً للأهلي ، فإذا كان بسبب ضعف الخصم فعليه يكون 99% من مباريات الدوري المصري الذي يفرز لنا البطولات على مستوى المنتخب هي مباريات تافهة لأنها لا تجمع الأهلي والزمالك ، وقد تصل إلى نسبة 100% لأن الزمالك حالياً ليس خصماً مناسباً للأهلي ، وهل " السفالة " يا سيد إبراهيم هي في منع الحكومة لقراصنة الفضائيات من سرقة ما ليس لهم بحق ، لو كانت هذه " سفالة " فاللهم أغرق مصر بملايين من " السفلة " حتى نستطيع أن نعيش مطمئنين ، أما عن مخاوفك بخصوص قطع البث عن أي قناة قد تعرض رأياً معارضاً للحكومة فهذا لم يحدث في مصر من قبل ولن يحدث لأن هذا سيعرض إدارة النايلسات للمسائلة القانونية من قِبل هذه القنوات ، فليس هناك بندٌ بين إدارة القمر المصري وأي قناة فضائية يمنع الأخير من إذاعة برامج لمعارضة النظام المصري وأنه إذا ما حدث ذلك فإن البث سيقطع عنه ، لكنه يمنع سرقة البث يا أ. إبراهيم وسيحيل الشاشات الفضائية إلى شاشات سوداء إذا ما قامت بهذه الفعلة الدنيئة .

إلى هنا إنتهى مقالة السيد / إبراهيم عيسى الذي يأتي مقاله هذا تحت بند الدفاع عن ولي نعمته الملياردير المصري أحمد بهجت صاحب قنوات دريم والتي تضررت وحدها من قطع البث بما لا يقل عن 4 ملايين جنيه من مباراة واحدة ! ، وهو أكثر مما يحصل عليه الأهلي في موسم كامل !!! .
لكم كنت أتمنى أن لا ياتي هذا اليوم يا أستاذ إبراهيم والذي أراك فيه تنغمس في وحل الدفاع عن الفساد بهذا الأسلوب المتدني جداً من الخطاب ، لكم كنت أتمنى أن تظل قلماً حراً ملكاً للمواطن المصري البسيط تنيره وتدافع عن حقوقه ، لا أن تضلله في محاولة نهب حق للآخرين ! .
وفيما يبدو أن أموال الفضائيات لها بريق خاص ، فهي قلبت كل من مصطفى عبده وشوبير ضد ناديهم الذي رباهما ، وجعلت من علاء صادق يكيل الاتهامات الباطلة للأهلي ، وأطاحت بآخر برج في عقل مدحت شلبي أو مدحت مساء الأنوار .

للإطلاع على المقال المعني :
http://dostor.org/ar/index.php?option=com_content&task=view&id=6181&Itemid=64

الأربعاء، 22 أكتوبر 2008

الشاشات السوداء لا تضيئها الشموع السوداء

لم تكن مباراة الأهلي اليوم أمام فريق بترول أسيوط في استاد القاهرة الدولي في مثل ضراوة وسخونة مباراته خارج الاستاد ، تلك المعركة التي كانت أسنة رماحها تنطلق من الاستاد لتسقط على رؤوس كبار رجال الأعمال المصريين الانتهازيين من خلال شاشات الفضائيات التي يملكونها ، فتهوي عليهم خيبة وحسرة .
لقد أثبتت إدارة الأهلي اليوم أن محاولة لي ذراعها لن تأتي بنتيجة ، وأسلوب ضعوهم أمام الأمر الواقع لن يفلح مع الأهلي إدارة وجماهيرا ، فالحق أحق أن يتبع .
إنه يوم تاريخي في حياة مصر ، نعم إنه يوم تاريخي حين نجد أن صاحب الحق يستطيع أن يقهر أصحاب الباطل ويحافظ على حقه ، نعم إنه يوم تاريخي نرى فيه أصحاب مبدأ " حلق حوش " ممن خربوا مصر على مدار عقود يذرفون الدم من أعينهم كمداً وغيظاً ، إنه يوم تاريخي يفتح الباب على مصراعيه لكل نادي مصري مقهور ومهدور حقه بأن ينتفض في وجه طواغيت رجال الأعمال ويطالب بحقه .
الشاشات السوداء ما هي إلا بداية لذلكم وانكساراتكم يا دعبس وشوبير وبهجت ومصطفى عبده وغيرهم ممن عشتوا كالطفيليات تقتاتون من لحم الأهلي سنين طوال دون وجه حق ، ذلك السواد الذي لم يعتم على فضيحتكم وأنتم تسرقون بث مباراة ليست من حقكم كاللصوص الجبناء من أجل أن تستمروا في سرقتكم لأكبر كيان رياضي في مصر .
إنه العار يتجلى بأعلى سماته على وجوهكم ، والخزي في أوج صوره على جباهكم وأنتم ترون الأهلي يوقف مهزلتكم الرخيصة ويحيل شاشاتكم المتلصصة إلى شاشات سوداء لا تضيئها كشافات استاد القاهرة الدولي عالية الضوء .
لكنه فيما يبدو أنكم ولدتم بدون هذا الشيء المسمى بالدم ، فبدلاً من أن تخرجوا للاعتذار للمشاهدين والمتابعين لقنواتكم المهترئة عن تلك المهزلة بسرقة ما ليس لكم بحق ، خرجتم بكل بجاحة تهاجمون الأهلي لأنه يحافظ على حقوقه .
خرج مصطفى عبده ينوح ، وشوبير تبعه بكلامه المسموم ، ومودرن أعلنت ضمنياً حالة الحداد العام ، ودعبس يستغيث بعدالة السيد الرئيس ، ود.علاء صادق يتهم إدارة الأهلي بالرشوة ، والمستكاوي يتحدث عن احترام العقود ، وسبقه حجازي بالحديث عن صون العهود .
قمة التبجح والاستفزاز أن تجد اللص يرفع صوته ، مطالباً في حقه بسرقة الآخرين ، بل والمثير للشفقة أن تجد التحالف ضد صاحب الحق بين أولئك اللصوص والعاملين لديهم من رجال الإعلام ممن توسمنا فيهم خيراً بأنهم أصحاب صوت ورأي حر.
بدأ ذلك المسلسل منذ شهور عديدة بمحاربة البث الفضائي لقناة الأهلي بدعوى الوطنية وحق المواطن المسكين المطحون في مشاهدة الأهلي حتى أعلن السيد حسن حمدي رئيس النادي الأهلي بأنه لا مساس بحق هذا المواطن وأنه لا يوجد تشفير للقناة وحق البث مكفول للقنوات الفضائية والأرضية " الحكومية " ولقناة النادي ، ثم أخذ المسلسل اتجاها درامياً جديداً بعد فشل الحجة الأولى وأخذوا يرددوا أن ما يحدث ما هو إلا بدعة ابتدعها النادي الأهلي وما سبقنا بها من أحد في العالمين ، حينها بدأت القناة بجلب الخبراء ليتحدثوا عن أن ما يفعله الأهلي ليس بدعة وأن ما يطالب به الأهلي هو حق أصيل له تحصل عليه جميع الأندية في العالم ، وبعد فشل تلك الحجة ابتكروا حجة جديدة بأن قناة الأهلي سوف تشعل نار التعصب بين جماهير الأندية وستسبب خطورة على الأمن الاجتماعي المصري لكنه في كل يوم تثبت قناة الأهلي لمشجعين الفرق الأخرى قبل مشجعين الأهلي أنها قناة جديرة بالاحترام وتتعامل مع الآخر بكل احترام وتقدير ودائماً ما تنأى بنفسها عن الانجراف في تيار إعلام الظلام والتعصب والكذب ، ثم انتقل المسلسل لأروقة لمجلس الشعب والشورى والمجلس القومي للرياضة لمهاجمة الأهلي ولمهاجمة شبكة تلفزيون العرب art ، لكنهم لم يجدوا أي وسيلة شرعية يستطيعون من خلالها وأد قناة الأهلي في مهدها والتي ولدت عملاقة وستظل عملاقة .
حتى أطلقها دعبس اليوم صرخة مدوية على دريم 1 في اتصاله الهاتفي مع مصطفى عبده بعد المباراة ، يستغيث بالرئيس بأن ينقذه هو وأمثاله من " المرتزقة " من الخراب الذي حل عليهم نتيجة سحب الإعلانات ، بحجة حماية الاستثمار والمستثمرون والعمالة وبعض كلمات اقتصاد السوق إياها التي يصدعوننا دائماً بها عند كل سرقة جديدة للشعب المصري ومؤسساته ، حتى شعرت بأنه آدم سميث بعث من جديد ! .
أخيرا اعترف دعبس بالحقيقة التي جلستم لشهور طوال تلفون وتدورن من حولها وأنتم تخاطبون الرأي العام المصري ، تكذبون عليه وتحاولون تضليله ، نعم يا سادة إن الموضوع كله هو " أموال الإعلانات " وليست تلك الحجج الساذجة التي جلستم ترددونها شهوراً عدة على شاشاتكم الباهتة .
يا د. دعبس لن يضر مصر أن يخسر شخص مثلك مالاً لا يستحقه ، فهذا هو أول الطريق الصحيح لصلاح حال هذا البلد ، فصلاح مصر هو بأن يكف كثير من رجال أعمالها الأثرياء عن الجشع والطمع من خلال سرقة حقوق الآخرين ليملأوا جيوبهم المتخمة ، وبطونهم الشرهة ، وعيونهم الفارغة .
لن يضر مصر ولا شباب مصر ولا مستقبل مصر ولا صورة مصر يا دكتور مصطفى عبده أن يذهب الحق لأهله وأن يغلق البئر الذي تغرفون منه الذهب على مدار سنوات دون حسيب ولا رقيب ، وأدعوك أن تكف عن التحدث باسم مصر مرة أخرى وأن تقسم على أن ما تقوله من أجل مصر ، فأنت لست أهلا لذلك كما أن صورة مصر مهتزة بسبب أفعالكم من اللصوصية والتبجح في نهب حقوق الآخرين .
واحسرتاه على قمم النقد الرياضي في مصر من المستكاوي وحجازي وعلاء صادق ومحمد سيف وغيرهم حين نراهم وهم يغرقون في وحل الكذب من أجل إرضاء من يدفعون لهم ، واحسرتاه ونحن نراهم يستنفرون من فوق أسرتهم من أجل الدفاع عن الباطل ومحاربة الحق ، واحسرتاه ونحن نراهم يتطبعون بطباع أسيادهم ملاك الفضائيات .
غوغائية شديدة استمرت لساعات على عدة فضائيات بين أناس يتخبطون في تصريحاتهم وكلامهم ، فهم غاضبون من منعهم لسرقة حق ليس لهم لكنهم لا يجدون ما يقولونه !.
وعلى النقيض من ذلك خرج علينا أمين صندوق النادي الأهلي د. باجنيد في قناة النادي الأهلي بكل هدوء ليرد على هذه الغوغائية ، فيعلنها صراحة وبكل حسم وقوة بأن إدارة الاهلي لن تسمح بعد الآن بسرقة حقوق النادي والنيل منه ، وأنه من يريد شيئاً ملكاً للنادي الأهلي عليه مخاطبة مجلس إدارته والتفاوض معه ، بل كشف عن واقعة خطيرة وهي لقاء سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم بممثلين تلك الفضائيات محاولاً إنهاء تلك الأزمة بأن تقوم كل قناة بدفع مبلغ معين لصالح الأهلي في مقابل بث مبارياته لكنهم رفضوا لأنهم تعودوا على سرقة كل شيء بدون أي عقاب أو دفع أي مقابل ، لأنهم تعودوا على أكل الكعكة كلها وإلقاء الفتات للأندية أو حتى منعه عنهم ! .
نعم إن الأهلي ككيان ممثلاً بمجلس إدارته مقبل على حرب ضروس ضد اتحاد كرة القدم ( اتحاد مقدمي البرامج على الفضائيات ) وضد ملاك الفضائيات من كبار رجال الأعمال ، وضد كثير ممن باعوا ضمائرهم وأخلاقهم ونزاهتهم من الإعلاميين والصحفيين ، لكنه بدأ حربه بضربة قاصمة على ظهور أولئك حين سّود وجوههم وشاشاتهم ، ضربة ستكسرهم أمداً طويلاً وستجعلهم يفكرون ألف مرة بعد ذلك قبل أن يحاولوا سرقة ما ليس من حقهم سواء من الأهلي أو من الأندية الأخرى التي أخذ صوتها يعلو في المطالبة بحقوقها .
وليعلم أولئك أن جماهير الأهلي كافة تساند مجلس إدارة ناديه الحبيب في تعزيز مصادر دخله والمحافظة على حقوقه ودعم استقراره وريادته ، ولن ينالوا بأكاذيبهم الغبية مهما فعلوا من مصداقية مجلس إدارتنا الموقر ورجاله المخلصون .
لقد انتهى عصر " مص الدماء " يا ملاك الفضائيات وحان الآن وقت رد الحقوق لأصحابها ، فالنادي الأهلي هو أول الغيث ، وإذا لم تسارعوا بإعطاء كل ذي حق حقه فلن تضيء شاشاتكم أبداً ، فالشموع التي قوامها الكذب والانتهازية واللصوصية هي شموع سوداء لا تضيء الشاشات " السوداء " ، ومساء الأنوار على شاشاتكم السوداء يا شلبي ورفاقه .

الأربعاء، 15 أكتوبر 2008

رسالة إلى مبارك

ويكأن العزيز في زمن الكلاب ذليل يصيح بالحسرة غدوة وعشية صراخ وعويل
وما يضير الظالم في سطوة حصنه إن اشتد بوح مظلوم في عتمة الليل
كل قد هوى برأسه على حائط حاكته أكفة تضرعنا من نسج ثقيل
يا طاغية صنوف العذاب هي صنعته أراك عاهدتنا على الذل والتنكيل
يا من نكست جباه تاريخ أمتنا وزرعت الهوان أرض بلادنا وسقيته بالنيل
يا من قبرت زهرة حياتنا في هلاك لا آخر له بمعول دائم الترتيل
ما أحلك عهدك على نفوسنا وما أشد وطأة أنفاسك ووجهك الرزيل
قد صرخ إبليس منك دهشة فهرع سجودا يطلب رحمة لنا من الجليل
يا من أحط من قدر فرعون وهامان والنمرود الطاغية عدو إبراهيم الخليل
يا من لم يجئ في مثل شره ذكر في بيت شعر أو أثر أو آية في محكم التنزيل
أستحلفك بكل ما تؤمن به من خسة أن تكف بطش يداك عنا ولو قليل
أستحلفك أن ترحل أن تموت أن تقبر في باطن الأرض الأمد الطويل
يا من ضاقت من رؤيته صدور العباد لك في درك جهنم بيوت من سجيل
عهد مني لك في يوم موتك أنشودة أعزفها ليرددها الزاجل هديل
فينثرها في بقاع المعمورة بُشراً مهللاً بعودة البسمة للقلب العليل