الأحد، 9 نوفمبر 2008

الإخوان المسلمون ونظرية الخروف

لا يكاد يختلف مصريان على أن حركة الإخوان المسلمون هي ركيزة أساسية في الهوية السياسية المصرية منذ بداية القرن الماضي حتى وقتنا الحالي ، بل يتعدى الأمر ذلك إلى إختراق الهوية الدينية للمصريين عن طريق شيوخ الحركة بدءاً من مؤسسها الشيخ حسن البنا إنتهاءً بالقرضاوي .
كما لا يختلف أحد في مصر على أن حركة الإخوان المسلمون هي الحركة السياسية المعارضة الأقوى على الساحة ، بل الأقوى على الإطلاق إذا نحينا الجيش والشرطة المواليين للنظام المصري .
فعلى الرغم أنها عندما بدأت لم تكن في قوة وشعبية موازية لحزب الوفد آنذاك ، لكن دورها الوطني والإقليمي الذي يراه كثير من المصريين " دوراً مشرفاً " جعل من هذه الحركة القدرة على الاستمرار وزيادة الشعبية على مر العقود بالرغم من ضربات النظام لها .
المثير والعجيب في تاريخ الإخوان كحركة سياسية لها حضور طاغي في الأوساط الشعبية المصرية هي تعدد حالات الغباء السياسي في تاريخها بالإضافة إلى سكوتهم الدائم على ضربات النظام لهم بالرغم من قدرتهم على الرد وبقوة أيضاً لما يمتلكونه من قوة بشرية وتنظيمية وتأييد كبير من الشعب المصري .
نعود قليلاً إلى الوراء وبالتحديد إلى مظاهرة 28 فبراير عام 1954 ، تلك المظاهرة التي كانت لها القدرة على تغيير الخريطة السياسية المصرية إلى الأبد وبالتالي الخريطة العربية والإسلامية .
كانت إرهاصات التأزم السياسي بين الضباط الأحرار وحركة الإخوان المسلمون عام 1953 وإنقلاب الضباط ذوي الأيديولوجيات المختلفة عن أيديولوجية الإخوان على الإخوان المسلمون والسعي إلى إبعادهم عن أخذ نصيبهم في كعكة الثورة وإحتواءهم أو بمعنى أدق تحجيمهم هي السبب الرئيسي في أحداث 54 .
جاءت هذه الثورة التي كانت ثورة مليونية من المصريين بقيادة إخوانية خالصة مطالبة بالديموقراطية وتنحية العسكر عن السلطة وتسليمها إلى الأحزاب والدعوة إلى الانتخابات وغيرها من المطالب المشروعة لأي شعب حر في العالم .
ووقع الإخوان المسلمون في الفخ السياسي الثاني أو الثالث بمعنى أدق ، وطريقة وقوعهم فيه تنم عن غباء حاد في القيادات أو سذاجة وبلاهة مطلقة ، حيث تم صرف هذه المظاهرة عن طريق عبد القادر عودة بعد تعهد النظام بتنفيذ مطالب هذه المظاهرة ، لكن هذا الوعد كان حبراً على ورق .
وجاء يوم 5 مارس 1954 لتبدأ الحرب الحقيقية بين النظام والجماعة ، فدفع الإخوان المسلمون ثمن غباءهم السياسي وثقتهم في وعد الضباط الأحرار المئات من المعتقلين والشهداء داخل السجون ، وفطن النظام المصري إلى نقطتين هامتين بعد هذه المظاهرة تسببتا في خراب مصر السياسي والإنساني حتى وقتنا الحاضر ، النقطة الأولى هي عدم السماح لأي فكر سياسي أن يكون له قوة وتأييداً من الشعب حتى لو استلزم ذلك استخدام كافة وسائل البطش ، النقطة الثانية وهي نقطة أمنية بحتة تطبق من عام 1954 حتى وقتنا هذا وهي عدم السماح لتجمهر المصريين وإن حدثت مظاهرة أو أي نوع من أنواع التجمهر فإنه يجب محاصرتها في مهدها ووأدها قبل أن تستقطب مزيد من المؤيدين .
كان الثمن السياسي الذي دفعته مصر أكبر بكثير من الذي دفعه الإخوان ، فحالة التخلف والاستبداد والفقر والفساد الذي تعانيه الدولة المصرية حالياً هو أهم نتاج وأد ثورة 1954 وما خفي كان أكثر وأعظم .
مروراً بحادثة المنشية 26 أكتوبر 1954 " المفتعلة " اشتدت الحرب على الإخوان من النظام والذي اكتسب تعاطفاً كاسحاً من الشعب المصري المحب لعبد الناصر آنذاك ، حرباً نالت من كثير من شباب الحركة ورموزها على رأسهم المفكر سيد قطب .
شهدت الحركة الكثير من حملات الاعتقال والتضييق والمضايقات الأمنية على مر ما يزيد من 70 عاماً انتهاءً باعتقال 34 عضواً من حركة الإخوان في 23 أكتوبر 2008 الماضي .
قد يكون وصول 88 نائباً من الحركة إلى البرلمان المصري يعد إنجازاً يراه البعض في بدء الزحف السياسي للإخوان نحو السلطة .
لكن المتأمل في الخريطة السياسية المصرية الحالية قد يصاب بالدهشة المفرطة حينما يعلم أن الإخوان المسلمون لا يكاد يخلو مسجد في مصر من سطوتهم وتواجدهم ، ولا تكاد تخلو نقابة أو جامعة أو وزارة من وجودهم المنظم وبأعداد كبيرة ، بل الأكثر من ذلك هو توغلهم في مؤسستي الشرطة والجيش والصحافة والإعلام بأعداد جيدة ، ناهيك عن إنشاءهم العديد من المدارس الخاصة بهم يستطيعون من خلالها تربية النشء على فكرهم واستقطاب المزيد إلى حظيرة الإخوان ، بل الأهم من كل ذلك هو تعاطف عدد كبير من المصريين معهم قد يكون بسبب عوامل تاريخية لعلاقة الإخوان الطيبة مع الشعب وقد يكون بسبب الوازع الديني المكون للشخصية المصرية وقد يكون بغضاً في المستعمرين " الحزب الوطني " وهو ما ظهر في إنتخابات مجلس الشعب الأخيرة ، بالإضافة إلى امتيازهم بقدرة تنظيمية هائلة لا تكاد أن تكون في أقوى مؤسسات العالم ..كل هذه المميزات تعطيهم أفضلية كاسحة على أي حزب مصري متواجد حالياً .
بالله عليكم هل توجد حركة في العالم كله تمتلك كل هذه المقومات وترتعد فرائسها من عسكري أمن مركزي ؟!
هذا السؤال طرحته على صديق لي يعمل طبيباً وينتمي إلى حركة الإخوان ، عددت له تلك المقومات وسألته مستنكراً عن سر هذه الاستكانة والرضوخ لبطش النظام المصري بهم ؟!
فقال لي : إن منهج التغيير عند الإخوان يبدأ من أسفل السلم وليس من أوله وأن التغيير يحتاج إلى صبر إلخ إلخ ..
قاطعته قائلاً : إذا كان الإخوان يمتلكون القدرة على تخليص مصر من ويلات حكم الحزب الوطني فلماذا الصبر ؟! ، ثم إن الحزب الوطني يحكم مصر بالقوة وليس برغبة الشعب فهو يمتلك الجيش والشرطة ، والشعب أعزل ، وإذا أردت أن تغير النظام فعليك استخدام القوة أو إظهارها بشكل يهز النظام ويزيحه من على ظهورنا .
قال لي مستغرباً : هل تريد أن تغرق مصر في حمام من الدم ؟؟!!
قلت له : ومن قال أني أريد إغراق مصر في حمام من الدم ؟! ، إن النظام المصري هو أضعف وأهون بكثير من ينهار بحمام من الدم ، الأمر فقط يحتاج إلى تعليمات سرية من المرشد العام لكافة رجاله من الجماعة بالخروج في مظاهرة مليونية حاشدة في القاهرة ينضم لها بعض الحلفاء من بعض الحركات المعارضة مثل " كفاية " بالإضافة إلى ألوف المصريين الذين سيتشجعون برؤية هذا الحشد الضخم فينضمون للمظاهرة ، وأعتقد أنه عدد كافٍ جداً ليمنع الشرطة والجيش من التدخل ، وكافٍ أيضاً لارتعاد أوصال كل أقطاب الحزب الوطني فيهربوا إلى خارج مصر حيث أموالنا المنهوبة .
أعفيكم من استكمال الحوار فقد ساق لي صديقي حجج واهية ومبادئ فارغة لا تسمن ولا تغني من جوع .
الأمر فعلاً مثير للدهشة والاستغراب فإذا كان الإخوان قديماً كان باستطاعتهم تحرير المصريين من قبضة الديكتاتورية والفساد لكنهم فشلوا بسبب غباءهم السياسي فهم الآن أكثر عدداً وتنظيماً وقوة فما الذي يمنعهم من رفع الظلم الذي يقع على كثير من شباب الحركة سواء من إعتقالات أو اضطهاد في المؤسسات التعليمية والوظائف الحكومية ، ما الذي يمنعهم من قيادة الشعب المصري نحو تحريره من قبضة الحزب الوطني والوصول إلى السلطة كما يحلمون " ضمنياً " .
في محاولة تحليلي هذا الوضع الذي يذكرني بحالة اللاسلم واللاحرب بين السوفييت والأمريكيين قديماً استوقفني مشهد في فيلم الإمبراطورة الذي قامت ببطولته الممثلة نادية الجندي والممثل أحمد بدير ..مشهد يوضح كثيراً الوضع إلى عقول المصريين ، ففي هذا المشهد طلب الممثل سامي سرحان من أحمد بدير بإعطاء الشرطة خروف كل فترة حتى يرحموه من مطاردتهم له ويدعوه في شأنه ليبيع المخدرات بحرية ، فسأله أحمد بدير في بلاهة : يعني إيه خروف .. فرد عليه سامي سرحان قائلاً : خروف يعني صبي تبلغ عنه وتخليه يلبس قضية ، فانتفض أحمد بدير بأسلوب المعلم إياه المعروف في السينما المصرية قائلاً له : مش أنا اللي أخون حد من رجالتي ، فضحك سامي سرحان ضحكة إبليس قائلاً : أمال أنت عايز البوليس يبطل شغل ! .. لازم هما يشتغلوا واحنا نشتغل عشان العملية تمشي ..
هذا هو الواقع الحالي للعلاقة بين الإخوان المسلمون والسلطة ، فهم إنتقلوا من مرحلة الغباء السياسي إلى مرحلة مهادنة السلطة والرضوخ لمطالبها ورغباتها في مقابل بعض المكاسب الوهمية التي تتفضل حكومة الحزب الوطني بإلقائها لهم .
ففي مقابل السماح للإخوان بالوصول إلى البرلمان والسماح لهم بالتواجد في النقابات والجامعات وغيرها من المكاسب الوهمية ، فإن الحكومة تطالبهم برؤوس بعض الشباب كل فترة حتى لا يختل المشهد الظاهري الخاص بعداوة السلطة للإخوان ، وتطالبهم بعدم التدخل في مؤازرة عمال المحلة أو إنجاح حركة 6 إبريل وغيرها أو تقديم طلبات إحاطة ذات أهمية في مجلس الشعب ضد رموز الحزب في مقابل ترك قياداتهم بسلام .
كلها صفقات مشبوهة ومقززة تتم من تحت الطاولة بين النظام والإخوان والضحية هي مصر وشباب الإخوان ، فالإخوان يطبقون نظرية الخروف الخاصة بفيلم الإمبراطورة بحذافيرها مع النظام .
انحصر الطموح السياسي والتواجد الاجتماعي للإخوان في الإفيه المصري الشهير " خدوا كل اللي معايا وسيبوني أعيش " ، فتركوا الساحة لجمال مبارك ليبرز فيها وحيداً بأنه فارس مصر القادم وأنه بمؤتمراته السطحية في بعض القرى التي يريد أن يؤكد فيها ارتباطه الوثيق بالطبقات الدنيا في الشعب المصري ، وبأحاديثه الإعلامية الكثيرة التي يحاول فيها أن يبرز كرجل اقتصادي سياسي من الطراز الرفيع ليكسب ثقة المصريين .
وغيرها من الساحات التي بدأ الإخوان ينسحبون منها تباعاً ليحتلها الوريث الذي أجبرهم على التواجد في خانة " اليك " وتنفيذ رغباته ومطالبه كلها من أجل أن يتركهم يعيشون .
وياللعجب أن يخشى القوي سطوة الضعيف وبطشه ، لكن في مصر لا تستغرب شيئاً فالأعاجيب كثيرة والضحية واحدة وهو الوطن .

السبت، 8 نوفمبر 2008

الحكم بـ 70 جلدة علي مدرس مصري في السعودية بعد اتهامه بالتشهير بكفيله


08/11/2008
والدة المدرس: وزارة التجارة السعودية أمرت بالتشهير بالكفيل بعد فصل ابني تعسفياً.. والقضاء السعودي يعاقبه علي قرار «وزاري»
كتب: يوسف عبدربه
بعد أسبوعين من تفجر قضية حبس طبيبين مصريين 15 سنة وجلدهما 1500 جلدة في السعودية، قضت محكمة سعودية بحبس مدرس مصري 20 يوماً وجلده 70 جلدة بتهمة التشهير بكفيله.سافر المواطن محمد فتحي إبراهيم عفيفي، بصحبة زوجته للعمل مدرساً في السعودية في عام 2001، تحت كفالة عبدالرحمن سعد الحقباني مالك مدرسة الابتكارية الأهلية بالرياض، التي عمل بها المواطن، واستمر بالسعودية إلي أن أنجب 3 أبناء، بعدها ساءت العلاقات بينه وبين الكفيل. وتقول محاسن محمود عبدالجليل، 67 عاماً، والدة المدرس المصري، إن الكفيل بدأ يعامل ابنها معاملة غير لائقة حتي إن الكفيل طلب منه حمل أنبوبة غاز والصعود بها إلي أحد أدوار المدرسة، وهو ما رفضه المدرس تماماً، فتعسف الكفيل ضده وفصله من المدرسة قبل عامين تقريباً، وتقدم المدرس بشكوي ضد كفيله في مكتب العمل الذي أمر الكفيل بصرف مستحقاته المالية، غير أن الكفيل حرر الشيك رقم 907 بتاريخ 27/3//1427هـ ولم يصرف بسبب عدم مطابقة التوقيع، فتقدم المدرس بشكوي أخري إلي وزارة التجارة برقم 3178 تقسيم 27، وأصدرت وزارة التجارة القرار رقم 893/28 الذي يلزم الكفيل بصرف الشيك إضافة إلي تغريمه 5 آلاف جنيه، ونشر اسمه في جميع الغرف التجارية بالسعودية لمدة شهر تشهيراً به. وأصدرت وزارة الداخلية القرار رقم 356 بتاريخ 25/6/1428 هـ لتنفيذ قرار وزارة التجارة. وأضافت والدة المدرس أن الكفيل استعان بنائبه في المدرسة واسمه محمد عبدالله القفيلي، الذي رفع قضية ضد المدرس المصري يتهمه بالتشهير بالكفيل، وقضت المحكمة الجزئية في الرياض بجلد المدرس 70 جلدة وحبسه 20 يوماً منذ نحو 7 أشهر تقريباً. ولجأ المدرس إلي استئناف الحكم لكن المحكمة لم تحدد جلسة لنظر الاستئناف حتي الآن.وقالت والدة المدرس: قدمت العديد من الشكاوي لوزارة الخارجية المصرية حتي توكل محامياً سعودياً للدفاع عن ابني وحتي تتحرك السفارة المصرية بالسعودية لإنقاذه من الظلم، لكن «الخارجية لم تتحرك حتي الآن». وأضافت أن المدرس المصري طرد من مسكنه ويقيم ضيفاً لدي أحد زملائه، وأنها ترسل له مبالغ مالية بصورة منتظمة بعد أن فقد مصدر دخله بالسعودية
لا أعرف ماذا أقول ..؟؟
هل أقول لا تعليق ..أم أقول حسبي الله ونعم الوكيل ، فللأسف لا أملك إلا أن أقول هاتين الكلمتين .
بالأمس طبيبان مصريان حكم على كل منهما بـ1500 جلدة واليوم مدرس مصري يحكم عليه بـ70 جلدة لأنه تجرأ وتطاول على سيده السعودي !!
أيتها الحكومة المصرية القذرة ويا أيتها الخارجية المصرية المنحطة ماذا تريدون أن تفعلوا بالمصريين أكثر من ذلك ؟!
لقد كان المصري في زمان عبد الناصر والسادات يسمى بالمندوب السامي أما الآن فنحن أحط جنسيات الأرض ، سفاراتنا المبجلة كل دورها في الحياة هو نهب أموال العاملين بالخارج من خلال رسوم مبالغ فيها لأقصى درجة فقط لا غير ، لا دور آخر لها ، وإذا جاءها مصري شاكياً فإنه يطرد شر طردة .
إن الفلسطيني الذي ليس له دولة يعامل أفضل منا في الخارج ، اللبناني الذي تعتبر بلده أصغر من ثلث سيناء يعامل أفضل منا ، حتى البنغالي الذي كان إلى حد قريب أقل جنسيات الأرض مكانة الآن يعامل أفضل منا بسبب توجيهات الحكومة البنغالية لسفاراتها بالخارج بمساندة رعاياها .
إلا نحن ، فقد حُكم علينا بالذل في مصر والهوان خارجها ، وضاقت علينا الأرض بما رحبت .
ارحل يا مبارك فقد مرغت أنوفنا في الوحل ، وأكسيتنا عاراً وذلاً لا تمحوه السنون ..
لا أعرف هل أتحدث عن المصريين الذين يذبحون يومياً في العراق ، أم أتحدث عن المصريين الذين اختطفوا في سوريا وتم تعذيبهم وسرقة أموالهم ، أم أتحدث عن المعاملة القذرة التي يعاني منها المصريون في ليبيا ، أم أتحدث عن التعذيب القذر الذي تمارسه السلطات السعودية على المصريين في أراضيها ، حتى السودان والأردن ينظروا لنا نظرة دونية ...كل هذا هو ثمار وجودك الكئيب على سدة الحكم يا مبارك .
ولك الله يا شعب مصر ، مهان ومستضعف في وطنك ، عبد ذليل خارجه ..!!

الاثنين، 3 نوفمبر 2008

ما بين الخمسين في المائة و الصفر بالمائة ومأساة وطن

لا يستطيع أحد ما ممن شاهدوا رائعة المخرج صلاح أبو سيف " المواطن مصري " أن ينسى هذا الفيلم العبقري ، فمن يستطيع أن ينسى تلك الملامح البائسة للمجتمع المصري في مشاهد القرية والغفير والبيوت الطينية المتهاوية ، ومن يستطيع أن ينسى سطوة العمدة ( عمر الشريف ) وطغيانه وجبروته ومعاونة الفاسدين له أمثال ( حسن حسني ) ومساعدتهم له على تحقيق كل شيء يرغب به حتى ولو لأجل أن ترضى عنه زوجته ( صفية العمري ) وفي سبيل ذلك لا مانع من أن تدهس رقاب الغلابة ( عبد الله محمود ) من أجل بسمة على شفاه العمدة ، من يستطيع أن ينسى مشهد الحسرة وقسوة الألم على وجه ( عزت العلايلي ) وهو ينكر ابنه الشهيد ويكتم حزنه الهائل في قلبه من أجل أن لا يخسر كل شيء ضحى هو وابنه من أجله .
تلك هي أهم سمات الفيلم ، أو أهم لقطاته لدى الكثيرين ، لكن أكثر ما كان يبهرني في ذلك الفيلم هو ذلك المشهد في الحوار الذي يجمع بين كل من ( عبد الله محمود ) وأمه ( أنعام سالوسة ) وهي تذكره بأنه لو كان حصل على مجموع أكبر في الثانوية العامة من الخمسين في المائة لكان الآن يدرس في الجامعة وله مستقبل ، لكنه رد عليها بأنه ليس الوحيد الذي حصل على هذا المجموع فكل شيء حوله 50% حتى البلد نفسها حصلت على 50% .. تلك الجملة العبقرية التي قالها ( عبد الله محمود ) بمنتهى البراعة والأداء المتقن تجسد حالة وطن بأكمله في تلك الفترة .
ومرت السنين والسنين على إنتاج هذا الفيلم و سنين أكثر على الفترة التي كان يتحدث عنها حتى جاء عام 2005 لتحصل مصر على نتيجة أخرى غير التي ذكرها ( عبد الله محمود ) في فيلم " المواطن مصري " ، إنه صفر المونديال الشهير والذي لم يكن صفراً للرياضة فقط ، بل هو صفرٌ لكل شيء ليصف حالة وطن يعيش أسوأ مراحل تاريخه على الإطلاق .
وما بين 50% " المواطن مصري " إلى صفر " المونديال " قصة ما يزيد عن 30 عام من حياة وطن ، قصة مرت كشريط تسجيلي سريع أمام عقلي وأنا أتابع هذه الأيام فعاليات مؤتمر الحزب الوطني المستعمر لأرض مصر وشعبها .
لكن ما استفز مشاعري أو بمعنى أدق حرق الجزء المتبقي من دمي المجفف هو ذلك المؤتمر الصحفي الذي أعده الحزب وحضره جمع غفير من صحفيي الحكومة مع وجود دسيسة بينهم اسمه ( حسين عبد الغني – مراسل قناة الجزيرة ) وصحفي من الوفد لا أذكر اسمه لكني أذكر ملامحه المرتعدة عندما عَلى عليه صوت جمال مبارك وهو ينهره عن استخدام أي صفات قد تسيء إلى أعضاء المجالس المحلية العظماء أصحاب الإنجازات التي من كثرتها لا يمكن ذكرها .
ما علينا .. إن أكثر ما استفزني ليس وجود جمال مبارك كمتحدث رسمي عن شئون وطن بأسره وهو لا تاريخ له ولا حاضر ولا ( إن شاء الله) مستقبل ناهيك عن طريقة حديثه التي تكاد تشعرك أن كل شيء تمام التمام وعال العال وأنه صاحب العزبة الجديد " اسم الله عليه ، اسم الله عليه " ، أو وجود علي الدين هلال وزير الصفر واقف إلى جانبه مطأطئاً رأسه أمام رجل من عمر أحفاده خضوعاً وخوفاً فهو الذي كرمه برئاسة اللجنة الإعلامية في الحزب الوطني بالرغم من أنه لا يستطيع أن يكمل جملة عربية واحدة مفيدة وتكاد تشعر في حديثه أنه رجل في غيبوبة ، أو وجود صحفيين " مطبلاتية " لا يستطيعون طرح سؤال واحد مفيد ولا أعرف كيف أصبحوا صحفيين في قمم صحفية كالأخبار والأهرام والتي تحولت في عهد مبارك إلى روث أو أقل ، فهم في قمة الجهل والسذاجة لا يجيدون سوى التملق في جمال السيد جمال ، اللهم إلا مراسل قناة الجزيرة أ. حسين عبد الغني الذي حفظ ولو قليلاً ماء وجه الصحافة المصرية بأسئلته الجيدة ، ولم تستفزني وصلة الردح المتبادلة بين الحزب الوطني وأحزاب المعارضة الصورية ، أو قرار زيادة التمثيل النسائي في المراكز القيادية ومجلس الشعب وكأن مشكلة مصر تتلخص في ذلك ، ولم تستفزني حيرتي الدائمة ومحاولاتي المستميتة في فهم أيديولوجية الحزب الوطني والذي يجب أن يكون كأي حزب في العالم له أيديولوجية يؤمن بها لكني لم أجد لهم أيديولوجية سوى أيديولوجية السرقة والنهب .
كل هذا قد يكون شيء معتاد عليه في مثل هذه اللقاءات المعدة مسبقاً ، فسيناريوهاتها أضحت محفوظة أكثر من طريقة لعب الزمالك لجوزيه ، أو الدرس المكتوب 20 مرة على يد تلميذ لا يتجاوز 7 سنوات ، فهي مؤتمرات تعد بحنكة " أو بغباء بالنسبة لي " لتجميل صورة ملائكة الأرض أعضاء الحزب الوطني المستعمر لأرض مصر .
إذاً أين هو الذي استثارني وجعلني أستشيط غيظاً من هذا المؤتمر إذا كنت أنا معتاد منهم على الكذب والتدليس والضحك على الذقون والبلطجة السياسية أو " الداخلية " ؟!
الذي يفقع المرارة هو أنك ترى مسئولي وطنك أو بمعنى أدق " مغتصبيه " يتحدثون عن إنجازاتهم في وطن محصلة وضعه الحالي صفر ، يتحدثون عن ارتباطهم الوثيق بالمواطن البسيط وهمومه وهم حتى لا يعلمون عن مشاكله سوى قليل القليل .
في كل مرة كنت أبلع مائة شوال أحذية ماركة " بلغة " وأحياناً ماركة " قبقاب " وأنا أسمع أكاذيبهم ، لكن هذه المرة لم أستطع أن أبلع ما يقولونه وهذا ليس بسبب نفاد مخزون " البلغ والقباقيب " القابلة للبلع عندي ، بل لأن وضع مصر الحالي كارثي بأدق ما تحمله الكلمة من معنى ولا يحتمل السكوت .
فحجم الكوارث والنكبات والتدهور يزداد بمقدار الضعف عن كل عام ، وهم يتعاملون بمنتهى البرود مع هذا الوضع المأساوي ، لا يفكرون سوى بنهب المزيد من هذا الوطن وسحل شعبه وتدمير مستقبله أكثر فأكثر .
عودة إلى المؤتمر الصحفي البائس وإلى الأسئلة التي طرحها مراسل الجزيرة حسين عبد الغني فهي أهم ما قيل ضمن ساعة وربع من السخافات ، دعوني أتوقف أمام الإجابات التي قالها نابغة مصر الأول ووريث عرش مصر ، الفرعون المعظم " جمال مبارك " .
السؤال الأول كان يتعلق بمحاربة الفساد والاحتكار وكانت إجابة السيد جمال هي أن الحزب يحارب الفساد والفاسدين وأنه لم يساند فاسداً قط من قبل وأن القضاء بخير إلى آخره من كلام الإنشاء المحفوظ ، ولكم كنت أتمنى أن يعقب أ. حسين على كلام الوريث ويسأله عن يوسف والي راعي السرطان ومستورده المرفوع عليه مئات القضايا والذي لم يستطع أي قاضي أن يحضره ولو لمرة واحدة إلى قاعة المحكمة ، وكذلك الفاسد وزير الإسكان إبراهيم سليمان الذي أضاع على الدولة مليارات الدولارات في " كرشه النتن " والذي مثله مثل والي مرفوع عليه العديد من القضايا بسبب فساده ولم يحاكم ، أو كيف خرج النائب هاني سرور صاحب أكياس الدم الملوثة من خلف القضبان بعد " قتل " المستشار العشماوي القاضي المكلف بقضيته ! ، أو حدثنا عن كيف تم تهريب ممدوح إسماعيل من مصر وكيف أن القضاء والمدعي العام الاشتراكي والنائب العام كلهم متواطئون معه ويساعدونه على زيادة معاناة أهالي الضحايا أضعافاً مضاعفة وكيف كانت له كل هذه السلطة قبل أن تحدث حادثة العبارة المشئومة وهو مجرد نائب في مجلس الشورى ! ، أو حدثنا عن تهريب الآثار وفاروق حسني ، أو كيف تم تعيين قواد سابق وزيراً للإعلام ومن ثم رئيساً لمجلس الشورى بعد فصله سابقاً بفضيحة عام النكسة 1967 ، وكيف أن شخصاً مثل أحمد عز يتحكم في مصير ملايين من الشباب باحتكاره لسلعة هامة مثل الحديد ،وكيف وكيف وكيف ...
السؤال الثاني كان حول جدوى تنفيذ فكرة الضرائب المتصاعدة بدلاً من الوضع الضريبي الحالي ، وبعيداً عن " لك وعجن " السيد جمال مبارك ، فأي قانون ضرائب لن يؤتى بثماره في مصر إلا إذا كانت هناك آلية أفضل لتحصيل الضرائب من تلك الآليات السخيفة والتي تمنح مأمور الضرائب سلطة مطلقة في إذلال وابتزاز أصحاب المال .
السؤال الثالث حول الاستفادة من اقتراحات المعارضة في تحسين الوضع الاقتصادي وأنا أتوجه لحسين عبد الغني متهكماً وللسيد جمال سائلاً عن مدى الاستفادة التي تستفيد منها الدولة من المجالس القومية المتخصصة التي نفيت إليها كمال الشاذلي ليكون مشرفاً عليها والتي تحتوي على أفضل عقول مصر وتقدم تقاريراً سنوية في كافة المجالات لحل كثير من الأزمات ولكنها للأسف تلقى في القمامة ولا يعيرها أحد أي اهتمام ! ، إذا يا سيد حسين عن أي تعاون مع المعارضة تتحدث ؟! ، أليس من باب أولى التعاون مع المجالس القومية المتخصصة الحكومية وهي الجهة الرسمية المنوط بها وضع الحلول لأزمات الوطن ومشاكله .
أما السؤال الأخير عن التوريث فكانت إجابة السيد جمال عبارة عن استظراف وتهكم كعادته عندما يلقى عليه هذا السؤال الذي يؤرق مضاجع المصريين الذين يتخوفون من استمرار الحكم " المباركي " ثلاثين عاماً أخرى ..وإذا كان هذا السؤال محط سخرية منك يا سيادة الوريث فهو محط اهتمامنا لأننا ننتظر وبفارغ الصبر الخلاص من الحكم الجائر لأبيك ولسنا على استعداد لنتحمل المزيد معك .
هناك سؤال هام طرحه الصحفي محمود بكري لكن بسبب ضعف مستواه الصحفي المهني والثقافي استطاع جمال أن يتخلص من هذا السؤال ببراعة الأفاقين ، وهذا السؤال عن خبر جاء في جريدة الأهرام " الحكومية " عن أن هناك تقريراً يشير إلى رغبة الشباب المصري في ترك البلد وأن ولاءه لمصر أصبح في مهب الريح ، وبالرغم من تملص السيد جمال من الإجابة عن هذا السؤال الهام إلا أنني أقولها للأسف أن هذا الخبر صحيح مائة في المائة ، فهذا يا سيادة الوريث عهد الصفر ، إيمان الشباب بمستقبل في وطنهم هو في نظر الجميع أقرب للكفر ، وأنه لن يقدم لهم وطنهم شيئاً في يوم ما يستوجب عليه الشكر .
كنت أتمنى أن أجد صحفياً من ضمن الصحفيين يتناول بعض حبات " البرطعة " ويقوم بسؤال السيد جمال عن التعذيب في السجون الذي يصل إلى القتل وعن الحد من الصلاحيات المطلقة لضابط الشرطة المصري والذي تجعله إلهاً في زمن العولمة وعن مدى مشروعية ودستورية اعتقال الصحفيين وأصحاب الرأي والمعارضة وبالأخص أعضاء جماعة " الإخوان المسلمون " ، كنت أتمنى أن يسأله أحد عن وضع التعليم السيئ في مصر والذي هو عبارة عن سلخانة يتم تعذيب الأطفال فيها وتربيتهم على الذل والخضوع والخوف وإغلاق العقل وكره العلم والإبداع والابتكار ، فكيف نتحدث عن تنمية وطن ومستوى تعليمه أحط من قدر إبليس لدى رب العزة ! ، كنت أتمنى أن يسأله أحد عن وضع مصر السياسي المتدهور والذي أثر بالسلب على قيمة المواطن المصري خارج مصر وجعلته في المراتب الدنيا من الجنسيات .
لقد حصلت مصر على 50% في عام 1970 وهي في حالة حرب وجزء من أرضها محتل واقتصادها قائم على الاشتراكية ولا يساندها أحد من الدول العظمى غير دولة واحدة وهي الاتحاد السوفييتي ، أما الآن فقد حصلت على صفر وهي في حالة سلام وأرضها محررة بالكامل واقتصادها رأسمالي يدعم الاستثمارات ( كما يدَّعون ) وهناك انفتاح سياسي على كل دول العالم بما فيهم إسرائيل ! .
إذا أين الخلل في مأساة هذا الوطن ؟!

الأحد، 2 نوفمبر 2008

جوزيه ..ومصيدة الأسد القطني الكاميروني

فيما يبدو أن الألقاب التي تلقب بها فرق القارة السمراء لم تأتي هباءً وهذا ما لاحظته كثيراً من متابعتي للكرة الإفريقية على مر السنين ، فنيجيريا هي بلد النسور ، والجزائر هم محاربي الصحراء ، والكاميرونيين هم الأسود حتى ولو اختلفت الأسماء التي تمثلهم من قطن إلى صوف أو حتى نايلون ! .
طبيعة تلك الأسماء تظهر جلية على طريقة لعب أصحابها ، وكعادة الفراعنة على مر العصور هم أكبر مروضين للأسود الكاميرونية العاصية على كل فرق إفريقيا ، مستخدمين طريقة الاستثارة والانقضاض ومن ثم الترويض حتى يستكين الأسد لسوط الفرعون .
انتهى الشوط الأول من النهائي القاري باستاد القاهرة بين النادي الأهلي المصري وفريق القطن الكاميروني بنتيجة هدفين للاشيء وفي انتظار الشوط الثاني بالكاميرون .
هدفين خاطفين قد تكون سرعة إحرازهما مقاربة لسرعة الصوت إن لم تقارب الضوء في عيون متتبعي النهائي الحلم .
استطاع مانويل جوزيه أن يروض الأسود مستغلاً مبدأ الاستثارة مع فريق القطن الكاميروني ، فهذا الفريق يعشق الهجوم منذ بدء هذه الدورة حتى المباراة النهائية لا يعير اهتماماً لقوة خصمه وذكاءه ، فالهجوم عنده عقيدة راسخة سطرها خلال مشواره في البطولة بالعديد من الأهداف داخل وخارج ملعبه .
من هنا جاءت فكرة الاستثارة للأسود ، حين اعتمد جوزيه على توسيع الملعب وفتحه بسحب لاعبي القطن إلى نصف ملعب الأهلي ومن ثم الانقضاض بسرعة خاطفة على نصف ملعب الخصم بتمريرات سريعة مسبباً ربكة في خطوطه الخلفية تفقده أهم ما يملك من شراسة هجومية .
قام فريق الأهلي بالاعتماد على التمرير الهادئ في نصف ملعبه حتى يتم سحب أكبر عدد من لاعبي القطن إلى نصف ملعبه ومن ثم الانطلاق بتمريرتين أو ثلاثة إلى منطقة الخصم بسلاسة ويسر ومن ثم تشكيل خطر داهم على مرمى القطن .
هذا الأسلوب لا يمكن أن ينجح مع فريق متزن هجومياً ودفاعياً ، لأنه من الطبيعي أن يقوم لاعبي هجوم الخصم فقط بالضغط على المدافعين محاولين قطع الكرة ، لكن مبدأ استثارة الأسود الذي طبقه مانويل جوزيه كان يدفع أكبر عدد من لاعبي فريق القطن للضغط على مدافعين النادي الأهلي محاولين قطع الكرة فيتركون خطوطهم الخلفية في وسط الملعب دون عدد كافي يستطيع التصدي لمهارة لاعبي الوسط والهجوم الأهلاوي ، وهذا هو لب الخطة الأهلاوية في هذه المباراة ، فنحن جميعاً شاهدنا مانويل جوزيه في الشوط الأول وهو يطلب من اللاعبين الهدوء والتمرير الأرضي في الخلف وعدم اللجوء إلى الكرات الطولية السهلة على مدافعين القطن الكاميروني .
الخطة مبتكرة جداً ، ويكفي أن جوزيه أجبر مدرب فريق القطن أومبليون جويدو على طاعته عندما شاهدنا الأخير يعنف لاعبيه من وراء الخطوط لحثهم على الاندفاع الهجومي بأي شكل ، وهذا ما كان يريده بالضبط مروض الأسود لهذا اليوم مانويل جوزيه .
كانت المساحات شاسعة في الخطوط الخلفية الكاميرونية ولو كان مهاجمو ولاعبو خط وسط النادي الأهلي في نصف حالتهم المعروفة لكان انتهى اللقاء بما لا يقل عن أربعة أهداف ، حيث سنحت العديد من الفرص لكل من الأنجولي فلافيو وأبو تريكة وبركات والبديل سيد معوض .
تشكيلة اللقاء هي الأمثل حالياً للنادي الأهلي وهو يقارب التشكيل الذي لعب به الأهلي مباراة ديناموز هراري في زيمبابوي ، لكن الرأس المقلوب في زيمبابوي لم يكن مقلوباً هذا اليوم حيث مال تريكة إلى مساندة فلافيو هجومياً مما أضعف كثيراً من قوته وحد من خطورته الكاملة المعروفة عنه كلاعب وسط مهاجم ، فكان على بركات أن يستغل بسرعته المساحات في الخطوط الخلفية للقطن الكاميروني ليقوم بتمرير الكرة إلى كل من تريكة أو فلافيو .
نقاط ضعف الأهلي هذا اليوم تتلخص في نقطتين أولهما هي سوء انتهاء الهجمة من فلافيو وتريكة ، وثانيهما هي سوء التمريرات الأمامية لكل من أحمد حسن وأحمد صديق وإن كان يعذر صديق تكليفه الدفاعي الصارم بالحد من خطورة الجناح الأيمن لفريق القطن الكاميروني وعدم الاندفاع هجومياً ، أما أحمد حسن فلا أعرف ما سر هذا السوء في تمريراته الأمامية والتي قضت على أكثر من 70% من الهجوم الأهلاوي ، فاللياقة الذهنية للصقر المصري كانت أقرب للصفر في مباراة هذا اليوم وهي حالة لا أعرف هل ستراوده في مباراة العودة أم لا .. وأتمنى أن يستطيع أحمد حسن تعويض إخفاقه الهجومي في مباراة العودة حيث الفرص ستكون نادرة للفريق الأحمر تحت طوفان هجومي شرس من الأسود الكاميرونية .
التغييرات كانت جيدة فنزول أنيس بو جلبان في وسط الملعب وإرجاع بركات إلى مركز الظهير الأيمن أنعش الفريق بشكل جيد لخبرة بركات وقدرته على الأداء في هذا المركز أفضل من صديق بالإضافة إلى قدرته الفائقة في الاختراق من الجناح الأيمن وتمرير كرات سهلة للمهاجمين يستطيعون إحراز الأهداف منها ، أما نزول سيد معوض أنعش الجبهة اليسرى بعد خروج جلبرتو المنهك صعوداً للأمام والعودة للمساندة إلى الخلف ، وإن كان يعيب جوزيه اليوم هو تأخر نزول أسامة حسني بديلاً لفلافيو والذي ما كان يجب أن يخرج وكان الأولى هو أحمد حسن حتى يستطيع الأهلي أن يفرض على القطن الكاميروني عدم المجازفة الهجومية الزائدة بوجود مهاجمين عند منطقة جزاءه ومن ثم يخفف الضغط على لاعبي الدفاع وبالأخص كلاً من وائل جمعة وأحمد السيد .
حقيقة اتضح لي أن فريق القطن الكاميروني يعيبه فقط مستوى لاعبي الوسط المدافع وقلبي الدفاع فهما نقطة ضعف هذا الفريق بالإضافة إلى ميل كل من طرفي الملعب إلى الهجوم وعدم المساندة الدفاعية بالشكل المطلوب وهي ستكون في صالح النادي الأهلي إذا أحسن الاختراق من العمق لعدم إمكانية الاختراق من الجناحين الأهلاويين واللذان سيكونان مكلفان بمراقبة جناحي فريق القطن .
مباراة اليوم كان نجمها الأول هو مانويل جوزيه الذي تعود أن يكون نجماً في اللقاءات الكبرى والذي استطاع أن يستثير الفريق الكاميروني ومدربه لينفذا ما يريد حرفياً وترويضهما بشكل مبهر ، لكن شاء الله وما قدر فعل حيث لم يستطع لاعبو الأهلي ترجمة العديد من الفرص السهلة التي سنحت لهم إلى أهداف ، ومن ثم الانتهاء من النهائي في القاهرة بدلاً من انتظار ما يحدث في الكاميرون .
نتيجة هدفين للاشيء هي نتيجة جيدة لكنها ليست ممتازة ، ومن السهل على فريق مثل القطن يملك كل هذه الرغبة الهجومية أن يعوضهما .
وبالطبع سيكون لقاء العودة هو دفاعي بحت من النادي الأهلي والاعتماد على الهجمة المرتدة ، وسيكون أحمد حسن أو بركات هما المحرك الرئيسي لتنفيذها بشكل جيد لكن يجب على أحمد حسن أن يطور من تمريراته الأمامية بشكل إيجابي لأن فرص اليوم لن تعوض في ملعب القطن الكاميروني حيث عرين الأسد وبيته .
ونأمل من الله عز وجل أن تعود العروس الإفريقية إلى فارسها الحقيقي ، لتسعد جماهير الأهلي المتعطشة لهذه البطولة أكثر من أي بطولة مضت .

الثلاثاء، 28 أكتوبر 2008

إبراهيم عيسى يسقط في الوحل !!

حقيقة أنا لست من هواة نقل مقالة أحد الكتاب الصحفيين والرد عليها فقرة بفقرة ، فأنا أؤمن أتم الإيمان أن المقال لا يرد عليه إلا بمقال آخر لأن الرد على الفكر يستوجب رأياً وفكراً مضاداً ، هذا ما إذا كان هذا المقال المعني يحمل فكراً ورؤية .
ولسـوء الصدف أن يأتي تخليَّ عن هذا المبدأ هو للرد على أستاذ الصحافة الحالي السيد / إبراهيم عيسى ، إلا أنني لم أجد مناص من ذلك ، فلو كان ما يحمله مقالك ( ضربة البداية ) يا أ. إبراهيم هو فكراً ورؤية كنا حاولنا مجاراتك في نقد يليق بأسلوبك في فكر مضاد ، لكن ما طرحته يا سيدي الفاضل هو أقرب للهرطقة اللغوية والمهنية بجانب تاريخك الصحفي المضيء ، فهو مقال خالٍ تماماً من المنطق والحق ناهيك عن استخدام تشبيهات ركيكة لخدمة النص تارة وأسلوب سوقي لا يخلو من السباب تارة أخرى .
ولكم أتمنى يا أ. إبراهيم أن تخرج في مقالك الافتتاحي غداً بجريدة الدستور تعلن فيه تبرُؤك من هذا المقال الذي يعتبر وصمة عار في تاريخك الصحفي .
سأقوم بعرض مقالك كما جاء والرد عليه لعل وعسى تعود يا سيدي الفاضل عن ما كتبت من مغالطات أخلاقية ومهنية :
ضربة البداية
24/10/2008
إبراهيم عيسي
سيبك من إنه الأهلي صاحب الحق الحصري أوالحق الحضري، ودعك من أن اتحاد الكرة هو صاحب ملكية لعبة كرة القدم، ولا تهتم خالص بأن اتحاد الإذاعة والتليفزيون متواطئ أو متورط أو متوارم مع الأهلي، ولا يهمني ببصلة أن تذاع مباريات الأهلي علي قناته أو علي قناة السويس أو أن جمهور مصر يتم حرمانه من مشاهدة فريقه الغالي، فالحقيقة أنه لن يحرم ولا حاجة، ثم إن جمهور مصر محروم من شربة المياه النظيفة ومن اللقمة الحلال ومجتش علي الماتش، ولا يهمني أن الناس لم تشاهد الاستديو التحليلي لمباراة الأهلي وغاز ميثان أسيوط، فرائحة استديوهات التحليل ألعن من رائحة معمل تحليل في مستوصف في البساتين !، ثم إن أي زملكاوي مثلي ليس له أي عين في الكلام عن الأهلي ومبارياته ومجلسه فلما نفوز مثله ويكون عندنا مجلس إدارة مثله وليس مجلس حرب يبقي نتكلم، فالحقيقة أن تشجيع الزمالك هو أكثر مرض انتشارا في مصر بعد أمراض الفشل الكلوي والسرطان والسكر، ويشاع أن دكتور مصطفي السيد الذي نجح في علاج جينات السرطان في أمريكا قد بدأ التجربة أصلاً لعلاج واحد زملكاوي من زملكاويته وربنا كرمه والزملكاوي مات لكن اكتشف علاج السرطان ، وبغض البصر عن هذا كله رغم أن أحدًا لم يعد يغض البصر في شوارع القاهرة حيث ارتفعت نسبة التحرش في الدم خصوصًا وقد أصاب العجز الجنسي معظم المصريين فبدأوا في مد أيديهم لأن شيئًا آخر لم يعد قادرًا علي المد، ورغم ما يردده الأهلاوية أن الأهلي فوق الجميع يستدعي سؤالاً: هوه فوقهم بيعمل إيه؟ ومين الجميع دول إذا كانت مصر كلها أهلاوية كما يقولون، رغم كل هذا وأكثر فأنا أعتقد أنه محض كلام فارغ بيحاولوا يعبوه أي حاجة منذ زمن ولا يعرفون، المهم هو ما جري أثناء بث مباراة الأهلي وأسيوط في القنوات الفضائية، فقد قطعت الدولة البث عن هذه القنوات تماما وظهرت الشاشات سوداء!
بداية لا أعرف ما هو سبب استخدام سيادتكم لكلمة الحق " الحضري " هل هو للسجع اللغوي أم للاستفزاز الطفولي والاستظراف ، فإذا كان للسجع اللغوي فمن الضروري أن أخبرك يا أ. إبراهيم أن السجع يستخدم في اللغة بغرض خدمة النص وليس بغرض اللحن الموسيقي للغة وهنا لم أجد أي ربط بين كلمتي الحق الحصري والحضري وهذا يضعنا أمام الاحتمال الآخر بأنك قمت بكتابة هذه الكلمة من باب الاستفزاز الطفولي وهذا ما سيؤكده مسار مقالك حتى آخره .
انتقلت بنا إلى ملكية اتحاد كرة القدم للعبة ، وهنا أود أن أقول لك بأنه قد يشفع لك يا أ. إبراهيم ضعف معلوماتك الرياضية بسبب سوء مستوى القسم الرياضي لديكم وتعيين أنصاف الصحفيين في هذا القسم مثل أخوك شادي عيسى من باب صلة الرحم وأيمن أبو عابد والمتملق عويس والمدلس صفوت عبد الحليم ( كتيبة رائعة بالفعل ) ، لكنه لا يشفع لك بأن تكون بهذا المستوى المتدني جداً من المعرفة ! ، فالأندية هي صاحبة السلعة في أي مكان في العالم واتحاد الكرة في أي بلد في العالم ما هو إلا منظم ومطبق للوائح فقط ، ليس له حق في إمتلاك ما تقدمه الأندية بل هو مجرد مشرف قانوني على هذه الأندية ، والأندية هي المسئولة عن تسويق لاعبيها وفانلاتها وإذاعة مبارياتها مقابل عقود تمضيها مع شركات كبيرة متخصصة في هذا المجال .
ثم أراك اقتبست جزءً من النغمة التي كانت تردد من شهور على القنوات الرياضية عن حق المواطن في مشاهدة فريقه المفضل ، وأظن أنه قد توقف بك التاريخ إلى عدة شهور مضت ، فالحجة الجديدة التي يستخدمونها حالياً هي حماية الاستثمار وأصحاب الوظائف ، وأكاد أجزم أن الفضائية المصرية والقنوات الأرضية معطل استخدامها في منزلك بما أنها قنوات " حكومية " أو أن أحد قد خدعك بإخبارك بأن المواطن المطحون حُرم من مشاهدة مباراة الأهلي وأظن أن هذا عيب على صحفي كبير أن ينقاد وراء " قالوله " .
ولا أعرف ما هذا الخلط المتعمد في مقالك بين سوداوية الواقع المصري من أحداث تحرش وسوء رعاية صحية والسرطان والجهل والعجز الجنسي الخ الخ بما قام به الأهلي بأخذ الحق الحصري لبث قنواته والحفاظ على أن لا يسرقه أحد ، هذا الخلط مرفوض يا سيدي الفاضل ، هل تريد يا سيد إبراهيم أن تعلق شماعة فشل وطن بأكمله في كل شيء على قناة الأهلي ! ، إذا كان هذا غرضك فهذا تدليس واستخفاف بالعقول ، أما إذا كان غرضك هو حشو زائد للمقال ، فأعتقد أنه من باب أولى حشوه بمعلومات تفيد القارئ بدلاً من هذا النواح اللافائدة منه .
ثم نأتي إلى الطامة الكبرى وهي تلك الإيحاءات التي حاولت كثيراً أن أجد مرادفاً لها غير أنها إيحاءات " قذرة " ، فأنا للأسف لم أجد في القاموس اللغوي ما يصف ما كتبته من سوقية شديدة وسب واضح تجاه فئة كبيرة من الشعب المصري تمثل غالبيته ، وإذا كان مستوى مفرداتك اللغوية لم يسعفك لكتابة مقال " محترم " فطبيعي أن يكون حديثك عن جمهور الأهلي بهذه الكيفية ، ولا أعرف حقيقة هل أنت جاهل بمعنى جملة " الأهلي فوق الجميع " وتاريخها ومتى قيلت وهذه مصيبة ، أم أنك تتدعي الجهل وهذه مصيبة أكبر ! ، أدعوك أن تسأل أي طفل اهلاوي يسير في الشارع عن معنى هذه الجملة وهو سيجيبك عن معناها ومتى قيلت ولأي هدف ، فهي ليست سر حصري ومخفي في مطويات الماسونية الأهلاوية.
هذه مصيبة سوداء مع إن الأهلي بيلبس أحمر
ليه؟
أولاً: هذه هي المرة الأولي التي تلجأ فيها الدولة إلي قرار قطع البث بمنتهي البلطجة والوقاحة والعنف دونما اعتبار لأي رد فعل ولا تقدير للموقف.

بما أنك تتحدث عن أنها المرة الأولى ، فكان أولى بك أن تتحرى السبب ، وكما يقول إخواننا علماء الطبيعة " لكل فعل رد فعل مناسب له في القوة ومضاد له في الاتجاه " فهذا باختصار ما حدث يوم المباراة ، عندما قامت قنوات دريم ومودرن والحياة بسرقة البث من قناة الفضائية المصرية ، وهذا يعد جريمة في عالم الفضاء الحر ، فما كان من وزارة الإعلام إلا بالقيام برد فعل مضاد ضد هذه اللصوصية الفضائية بقطع البث عن تلك القنوات التعيسة ، وليست الجريمة يا سيد إبراهيم هي منع اللص من السرقة ، بل الجريمة هي دعمه والتبرير له وتركه يسرق وقتما شاء وكيفما شاء !
ثانيًا: هذا تعبير عن أن التعاقدات والقوانين في مصر عبارة عن ورق تواليت ولا تعني الحكومة في شيء، فهذه القنوات متعاقدة مع الطرفين اتحاد الكرة واتحاد الإذاعة والتليفزيون تعاقدا قانونيا واضحا تمامًا، ومع ذلك فالدولة رمت بالقانون في سلة القمامة.
نرجع لكلام إخواننا العلماء ، لكن هذه المرة لكلام علماء وفقهاء القانون الذين يقولون " العقد شريعة المتعاقدين " وعقد الأهلي كان مع اتحاد كرة القدم المصري عندما كانت قناة الأهلي في طور الإنشاء من أجل بيع حقوق البث للفضائيات والاستفادة مالياً ، لكن العقد يوجد به بند ثامن يسمح للأهلي بفسخ التعاقد مع الاتحاد في حالة إنشائه لقناته الخاصة ليخرج من هذا الاتفاق ويذيع مبارياته بطريقته الخاصة ، وهذا العقد بالتأكيد يوجد نسخة منه عند المكتب المجاور لمكتبك في قناة دريم عند فطوطة أو المجري .
ثالثًا: هذا دليل علي أن الحكومة عيلة وملهاش كلمة فأن ترسل خطابًا رسميًا الساعة السادسة مساء تقول فيه: «من حقكم أن تعرضوا المباراة» ثم تقول شفويا «اعرضوها عن طريق شاشة التليفزيون الرسمية»، وعندما يكش حسن حمدي في التليفون في أنس الفقي يقوم وزير الإعلام الحاصل علي أعلي شهادة علمية وهي بكالوريس تجارة فرع الخرطوم يتخلي عما تعلمه من أن التاجر يتربط من كلمته ويؤكد أن وزير الإعلام مش مربوط فيقرر قطع البث عن القنوات فهذا أمر يؤكد المعلومة المؤكدة أن أنس الفقي زملكاوي وبيخاف إن حسن حمدي يفعل معه ما يفعله أبو تريكة وهو منفرد بعبدالمنصف.
لو أن الحكومة " عيلة " و " بتكش " من إدارة الأهلي لكانت ساندته في أموراً كثيرة ظُلم فيها ظلماً بيناً مثل قضية حسني عبد ربه ، وقضية هاني سعيد والتطاول اليومي في الجرائد الحكومية على الأهلي ورجاله من أقزام صحفية مثل محمود معروف وغيره ، والأولى بك يا داعية الحق الأول في مصر أن تبارك ما فعله السيد أنس الفقي بدلاً من أن تتهكم عليه حيث أنه منع فضيحة إعلامية مصرية على مستوى العالم العربي بأن تقوم قنوات خاصة مصرية بسرقة إشارة البث لقناة حكومية مصرية ، فما قام به السيد أنس هو حفظ لماء الوجه الذي عكره مجموعة من المرتزقة.
رابعًا: وهذه هي خلاصة البلوي المنيلة التي جرت أثناء مباراة تافهة، أن الدولة فعلت سابقة أولي في التدخل السافر - وباللام كمان لو حبيت - في حرية القنوات الفضائية وقطعت إرسالها وهو ما يمكن أن تطبقه كلما أرادت وفي أي وقت تشاء ومع أي حدث يغضبها، فإذا تكلم مثلا سعد الدين إبراهيم أو سعد زغلول في فضائية ممكن تقلبها الدولة شاشة سوداء، وإذا ظهرت مظاهرة علي شاشة أو التقي مذيع بمنسق كفاية أو مرشد إخوان أو أمين منظمة حقوق إنسان تستطيع الحكومة طبقا لهذه السابقة أن تقطع البث وهو إرهاب وقرصنة وعمل غير شرعي ورقابة فجة لكن أهي عملتها في ضربة البداية مع مباراة كرة ونفعت وعدت، فالقنوات الفضائية دخلت منذ أحرز أحمد بلال هدفه في بترول أسيوط عصر البرميل!
لا أعرف ما هو سر تفاهة المباراة من وجهة نظر سيادتكم ، هل لأن طرفها الأهلي ، أم لأن نده ليس خصماً مناسباً للأهلي ، فإذا كان بسبب ضعف الخصم فعليه يكون 99% من مباريات الدوري المصري الذي يفرز لنا البطولات على مستوى المنتخب هي مباريات تافهة لأنها لا تجمع الأهلي والزمالك ، وقد تصل إلى نسبة 100% لأن الزمالك حالياً ليس خصماً مناسباً للأهلي ، وهل " السفالة " يا سيد إبراهيم هي في منع الحكومة لقراصنة الفضائيات من سرقة ما ليس لهم بحق ، لو كانت هذه " سفالة " فاللهم أغرق مصر بملايين من " السفلة " حتى نستطيع أن نعيش مطمئنين ، أما عن مخاوفك بخصوص قطع البث عن أي قناة قد تعرض رأياً معارضاً للحكومة فهذا لم يحدث في مصر من قبل ولن يحدث لأن هذا سيعرض إدارة النايلسات للمسائلة القانونية من قِبل هذه القنوات ، فليس هناك بندٌ بين إدارة القمر المصري وأي قناة فضائية يمنع الأخير من إذاعة برامج لمعارضة النظام المصري وأنه إذا ما حدث ذلك فإن البث سيقطع عنه ، لكنه يمنع سرقة البث يا أ. إبراهيم وسيحيل الشاشات الفضائية إلى شاشات سوداء إذا ما قامت بهذه الفعلة الدنيئة .

إلى هنا إنتهى مقالة السيد / إبراهيم عيسى الذي يأتي مقاله هذا تحت بند الدفاع عن ولي نعمته الملياردير المصري أحمد بهجت صاحب قنوات دريم والتي تضررت وحدها من قطع البث بما لا يقل عن 4 ملايين جنيه من مباراة واحدة ! ، وهو أكثر مما يحصل عليه الأهلي في موسم كامل !!! .
لكم كنت أتمنى أن لا ياتي هذا اليوم يا أستاذ إبراهيم والذي أراك فيه تنغمس في وحل الدفاع عن الفساد بهذا الأسلوب المتدني جداً من الخطاب ، لكم كنت أتمنى أن تظل قلماً حراً ملكاً للمواطن المصري البسيط تنيره وتدافع عن حقوقه ، لا أن تضلله في محاولة نهب حق للآخرين ! .
وفيما يبدو أن أموال الفضائيات لها بريق خاص ، فهي قلبت كل من مصطفى عبده وشوبير ضد ناديهم الذي رباهما ، وجعلت من علاء صادق يكيل الاتهامات الباطلة للأهلي ، وأطاحت بآخر برج في عقل مدحت شلبي أو مدحت مساء الأنوار .

للإطلاع على المقال المعني :
http://dostor.org/ar/index.php?option=com_content&task=view&id=6181&Itemid=64

الأربعاء، 22 أكتوبر 2008

الشاشات السوداء لا تضيئها الشموع السوداء

لم تكن مباراة الأهلي اليوم أمام فريق بترول أسيوط في استاد القاهرة الدولي في مثل ضراوة وسخونة مباراته خارج الاستاد ، تلك المعركة التي كانت أسنة رماحها تنطلق من الاستاد لتسقط على رؤوس كبار رجال الأعمال المصريين الانتهازيين من خلال شاشات الفضائيات التي يملكونها ، فتهوي عليهم خيبة وحسرة .
لقد أثبتت إدارة الأهلي اليوم أن محاولة لي ذراعها لن تأتي بنتيجة ، وأسلوب ضعوهم أمام الأمر الواقع لن يفلح مع الأهلي إدارة وجماهيرا ، فالحق أحق أن يتبع .
إنه يوم تاريخي في حياة مصر ، نعم إنه يوم تاريخي حين نجد أن صاحب الحق يستطيع أن يقهر أصحاب الباطل ويحافظ على حقه ، نعم إنه يوم تاريخي نرى فيه أصحاب مبدأ " حلق حوش " ممن خربوا مصر على مدار عقود يذرفون الدم من أعينهم كمداً وغيظاً ، إنه يوم تاريخي يفتح الباب على مصراعيه لكل نادي مصري مقهور ومهدور حقه بأن ينتفض في وجه طواغيت رجال الأعمال ويطالب بحقه .
الشاشات السوداء ما هي إلا بداية لذلكم وانكساراتكم يا دعبس وشوبير وبهجت ومصطفى عبده وغيرهم ممن عشتوا كالطفيليات تقتاتون من لحم الأهلي سنين طوال دون وجه حق ، ذلك السواد الذي لم يعتم على فضيحتكم وأنتم تسرقون بث مباراة ليست من حقكم كاللصوص الجبناء من أجل أن تستمروا في سرقتكم لأكبر كيان رياضي في مصر .
إنه العار يتجلى بأعلى سماته على وجوهكم ، والخزي في أوج صوره على جباهكم وأنتم ترون الأهلي يوقف مهزلتكم الرخيصة ويحيل شاشاتكم المتلصصة إلى شاشات سوداء لا تضيئها كشافات استاد القاهرة الدولي عالية الضوء .
لكنه فيما يبدو أنكم ولدتم بدون هذا الشيء المسمى بالدم ، فبدلاً من أن تخرجوا للاعتذار للمشاهدين والمتابعين لقنواتكم المهترئة عن تلك المهزلة بسرقة ما ليس لكم بحق ، خرجتم بكل بجاحة تهاجمون الأهلي لأنه يحافظ على حقوقه .
خرج مصطفى عبده ينوح ، وشوبير تبعه بكلامه المسموم ، ومودرن أعلنت ضمنياً حالة الحداد العام ، ودعبس يستغيث بعدالة السيد الرئيس ، ود.علاء صادق يتهم إدارة الأهلي بالرشوة ، والمستكاوي يتحدث عن احترام العقود ، وسبقه حجازي بالحديث عن صون العهود .
قمة التبجح والاستفزاز أن تجد اللص يرفع صوته ، مطالباً في حقه بسرقة الآخرين ، بل والمثير للشفقة أن تجد التحالف ضد صاحب الحق بين أولئك اللصوص والعاملين لديهم من رجال الإعلام ممن توسمنا فيهم خيراً بأنهم أصحاب صوت ورأي حر.
بدأ ذلك المسلسل منذ شهور عديدة بمحاربة البث الفضائي لقناة الأهلي بدعوى الوطنية وحق المواطن المسكين المطحون في مشاهدة الأهلي حتى أعلن السيد حسن حمدي رئيس النادي الأهلي بأنه لا مساس بحق هذا المواطن وأنه لا يوجد تشفير للقناة وحق البث مكفول للقنوات الفضائية والأرضية " الحكومية " ولقناة النادي ، ثم أخذ المسلسل اتجاها درامياً جديداً بعد فشل الحجة الأولى وأخذوا يرددوا أن ما يحدث ما هو إلا بدعة ابتدعها النادي الأهلي وما سبقنا بها من أحد في العالمين ، حينها بدأت القناة بجلب الخبراء ليتحدثوا عن أن ما يفعله الأهلي ليس بدعة وأن ما يطالب به الأهلي هو حق أصيل له تحصل عليه جميع الأندية في العالم ، وبعد فشل تلك الحجة ابتكروا حجة جديدة بأن قناة الأهلي سوف تشعل نار التعصب بين جماهير الأندية وستسبب خطورة على الأمن الاجتماعي المصري لكنه في كل يوم تثبت قناة الأهلي لمشجعين الفرق الأخرى قبل مشجعين الأهلي أنها قناة جديرة بالاحترام وتتعامل مع الآخر بكل احترام وتقدير ودائماً ما تنأى بنفسها عن الانجراف في تيار إعلام الظلام والتعصب والكذب ، ثم انتقل المسلسل لأروقة لمجلس الشعب والشورى والمجلس القومي للرياضة لمهاجمة الأهلي ولمهاجمة شبكة تلفزيون العرب art ، لكنهم لم يجدوا أي وسيلة شرعية يستطيعون من خلالها وأد قناة الأهلي في مهدها والتي ولدت عملاقة وستظل عملاقة .
حتى أطلقها دعبس اليوم صرخة مدوية على دريم 1 في اتصاله الهاتفي مع مصطفى عبده بعد المباراة ، يستغيث بالرئيس بأن ينقذه هو وأمثاله من " المرتزقة " من الخراب الذي حل عليهم نتيجة سحب الإعلانات ، بحجة حماية الاستثمار والمستثمرون والعمالة وبعض كلمات اقتصاد السوق إياها التي يصدعوننا دائماً بها عند كل سرقة جديدة للشعب المصري ومؤسساته ، حتى شعرت بأنه آدم سميث بعث من جديد ! .
أخيرا اعترف دعبس بالحقيقة التي جلستم لشهور طوال تلفون وتدورن من حولها وأنتم تخاطبون الرأي العام المصري ، تكذبون عليه وتحاولون تضليله ، نعم يا سادة إن الموضوع كله هو " أموال الإعلانات " وليست تلك الحجج الساذجة التي جلستم ترددونها شهوراً عدة على شاشاتكم الباهتة .
يا د. دعبس لن يضر مصر أن يخسر شخص مثلك مالاً لا يستحقه ، فهذا هو أول الطريق الصحيح لصلاح حال هذا البلد ، فصلاح مصر هو بأن يكف كثير من رجال أعمالها الأثرياء عن الجشع والطمع من خلال سرقة حقوق الآخرين ليملأوا جيوبهم المتخمة ، وبطونهم الشرهة ، وعيونهم الفارغة .
لن يضر مصر ولا شباب مصر ولا مستقبل مصر ولا صورة مصر يا دكتور مصطفى عبده أن يذهب الحق لأهله وأن يغلق البئر الذي تغرفون منه الذهب على مدار سنوات دون حسيب ولا رقيب ، وأدعوك أن تكف عن التحدث باسم مصر مرة أخرى وأن تقسم على أن ما تقوله من أجل مصر ، فأنت لست أهلا لذلك كما أن صورة مصر مهتزة بسبب أفعالكم من اللصوصية والتبجح في نهب حقوق الآخرين .
واحسرتاه على قمم النقد الرياضي في مصر من المستكاوي وحجازي وعلاء صادق ومحمد سيف وغيرهم حين نراهم وهم يغرقون في وحل الكذب من أجل إرضاء من يدفعون لهم ، واحسرتاه ونحن نراهم يستنفرون من فوق أسرتهم من أجل الدفاع عن الباطل ومحاربة الحق ، واحسرتاه ونحن نراهم يتطبعون بطباع أسيادهم ملاك الفضائيات .
غوغائية شديدة استمرت لساعات على عدة فضائيات بين أناس يتخبطون في تصريحاتهم وكلامهم ، فهم غاضبون من منعهم لسرقة حق ليس لهم لكنهم لا يجدون ما يقولونه !.
وعلى النقيض من ذلك خرج علينا أمين صندوق النادي الأهلي د. باجنيد في قناة النادي الأهلي بكل هدوء ليرد على هذه الغوغائية ، فيعلنها صراحة وبكل حسم وقوة بأن إدارة الاهلي لن تسمح بعد الآن بسرقة حقوق النادي والنيل منه ، وأنه من يريد شيئاً ملكاً للنادي الأهلي عليه مخاطبة مجلس إدارته والتفاوض معه ، بل كشف عن واقعة خطيرة وهي لقاء سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم بممثلين تلك الفضائيات محاولاً إنهاء تلك الأزمة بأن تقوم كل قناة بدفع مبلغ معين لصالح الأهلي في مقابل بث مبارياته لكنهم رفضوا لأنهم تعودوا على سرقة كل شيء بدون أي عقاب أو دفع أي مقابل ، لأنهم تعودوا على أكل الكعكة كلها وإلقاء الفتات للأندية أو حتى منعه عنهم ! .
نعم إن الأهلي ككيان ممثلاً بمجلس إدارته مقبل على حرب ضروس ضد اتحاد كرة القدم ( اتحاد مقدمي البرامج على الفضائيات ) وضد ملاك الفضائيات من كبار رجال الأعمال ، وضد كثير ممن باعوا ضمائرهم وأخلاقهم ونزاهتهم من الإعلاميين والصحفيين ، لكنه بدأ حربه بضربة قاصمة على ظهور أولئك حين سّود وجوههم وشاشاتهم ، ضربة ستكسرهم أمداً طويلاً وستجعلهم يفكرون ألف مرة بعد ذلك قبل أن يحاولوا سرقة ما ليس من حقهم سواء من الأهلي أو من الأندية الأخرى التي أخذ صوتها يعلو في المطالبة بحقوقها .
وليعلم أولئك أن جماهير الأهلي كافة تساند مجلس إدارة ناديه الحبيب في تعزيز مصادر دخله والمحافظة على حقوقه ودعم استقراره وريادته ، ولن ينالوا بأكاذيبهم الغبية مهما فعلوا من مصداقية مجلس إدارتنا الموقر ورجاله المخلصون .
لقد انتهى عصر " مص الدماء " يا ملاك الفضائيات وحان الآن وقت رد الحقوق لأصحابها ، فالنادي الأهلي هو أول الغيث ، وإذا لم تسارعوا بإعطاء كل ذي حق حقه فلن تضيء شاشاتكم أبداً ، فالشموع التي قوامها الكذب والانتهازية واللصوصية هي شموع سوداء لا تضيء الشاشات " السوداء " ، ومساء الأنوار على شاشاتكم السوداء يا شلبي ورفاقه .

الأربعاء، 15 أكتوبر 2008

رسالة إلى مبارك

ويكأن العزيز في زمن الكلاب ذليل يصيح بالحسرة غدوة وعشية صراخ وعويل
وما يضير الظالم في سطوة حصنه إن اشتد بوح مظلوم في عتمة الليل
كل قد هوى برأسه على حائط حاكته أكفة تضرعنا من نسج ثقيل
يا طاغية صنوف العذاب هي صنعته أراك عاهدتنا على الذل والتنكيل
يا من نكست جباه تاريخ أمتنا وزرعت الهوان أرض بلادنا وسقيته بالنيل
يا من قبرت زهرة حياتنا في هلاك لا آخر له بمعول دائم الترتيل
ما أحلك عهدك على نفوسنا وما أشد وطأة أنفاسك ووجهك الرزيل
قد صرخ إبليس منك دهشة فهرع سجودا يطلب رحمة لنا من الجليل
يا من أحط من قدر فرعون وهامان والنمرود الطاغية عدو إبراهيم الخليل
يا من لم يجئ في مثل شره ذكر في بيت شعر أو أثر أو آية في محكم التنزيل
أستحلفك بكل ما تؤمن به من خسة أن تكف بطش يداك عنا ولو قليل
أستحلفك أن ترحل أن تموت أن تقبر في باطن الأرض الأمد الطويل
يا من ضاقت من رؤيته صدور العباد لك في درك جهنم بيوت من سجيل
عهد مني لك في يوم موتك أنشودة أعزفها ليرددها الزاجل هديل
فينثرها في بقاع المعمورة بُشراً مهللاً بعودة البسمة للقلب العليل