‏إظهار الرسائل ذات التسميات رياضة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات رياضة. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 19 ديسمبر 2008

دعوة للمصــارحة لا المكــابــرة

انتهت بطولة اليابان بمرها ومرها للأهلي دون أن تمتد ولو قليلاً لما يتناسب مع آمال جماهيره العريضة أو ما يستحقه لاعبوه من إمكانيات ، انتهت وطوت صفحتها وحان الدور للتنقيب عن الأخطاء والخلل للمعالجة والنهوض من جديد ، لكن هذا التنقيب لن يحدث إذا ما ظللنا نردد التبريرات الساذجة لما تعرضناه من هزائم في اليابان .
علمتنا كرة القدم أن الهزيمة هي لخطأ في صفوف المنافس استغله الخصم لإحراز الفوز ، هذه هي قواعد اللعبة مهما كان قوة طرف على حساب آخر ، فالذي يستغل أخطاء منافسه يفوز حتى ولو كان منافسه هم راقصو السامبا .
خرج علينا كابتن النادي الأهلي بتصريح لا أستغربه عنه بعد ما قاله عقب هزيمة الأهلي من باتشوكا من مجاملة لمديره الفني وتحميل نفسه وزملاءه تقصير ليس لهم يد فيه ..تصريح عجيب لا يقوله لاعب كرة قدم ناهيك عن كابتن وقائد أعرق أندية إفريقيا والعالم حيث قال : ( أن الأهلي خسر من باتشوكا لأنه الفريق الأقوى والأسرع ، وأن المتربصين في مصر خرجوا ليغتالوا اللاعيبين بأقلامهم وأفواههم عن طريق الإعلام بسبب تلك الخسائر وهو يتوعدهم بالرد عندما يعود إلى مصر ) .
الشق الأول من التصريح هو كارثة بأدق ما تحمله الكلمة من معنى عندما يظن كابتن النادي الأهلي ولاعب منتخب مصر أن خسارة الأهلي من باتشوكا جاءت لأن المكسيكيين الأقوى والأسرع !!
منذ متى يا سادة يتم تحليل خسارة فريق من فريق آخر بسببه قوة الطرف الفائز ؟! .. إذا كانت كرة القدم تحسم بالأقوى لانسحب برونو ميتسو بمنتخب السنغال من مواجهة الديوك بافتتاحية مونديال 2002 ، أو لما فازت اليونان مع الألماني أوتو ريهاجل بكأس أوروبا 2004 وهي الفريق الأضعف على الإطلاق بين منتخبات القارة العجوز ، أو ما فاز بورتو البرتغالي بمدربه مورينيو بكأس دوري أبطال أوروبا وهو فريق أضعف بكثير من منافسيه بالبطولة أمثال الميلان والريال والبارسا والمان وغيرهم ، أو ما وصل فريقين مثل تركيا وروسيا للمربع الذهبي في بطولة أوروبا الماضية .
ولما نذهب بعيداً ؟! ، فلنتذكر تعادل مصر مع المكسيك ببطولة القارات التي فازت بها الأخيرة عام 99 بنتيحة 2/2 مع الجوهري ، ثم هل كان منتخب مصر يا كابتن شادي الأقوى بين منتخبات إفريقيا 2008 حتى يفوز بالبطولة ، هل منتخب مصر كأفراد أفضل من منتخب ساحل العاج الذي هزمناه برباعية وأداء ولا أروع كنت أنت أحد أبطاله ؟!
القوة يا كابتن شادي ليس لها مكان حالياً في كرة القدم ، فلعب 90 دقيقة باستبسال وتكتيك محترم يقودك للفوز مهما كان خصمك وقد سقنا بعض الأمثلة والتي لا حصر لها في عالم كرة القدم .
ننتقل إلى الشق الآخر من القوة وهي القوة التي يقصدها ضمنياً الكابتن شادي من مهارة لاعبين وخبرات ، ولا أعرف حقيقة هل ينقص الأهلي لاعبين مهرة أو خبرات ؟!
وللرد عليه سأقوم بجولة سريعة على لاعبي الأهلي من الهجوم لحراسة المرمى حتى نعلم إذا كان الأهلي ينقصه بالفعل اللاعبين المهرة الذين باستطاعتهم التفوق على فريق مثل باتشوكا أم لا ، ففي الهجوم يوجد الأنجولي فلافيو وهو لاعب لعب 3 بطولات لليابان ومثلها بالعدد من دوري أبطال إفريقيا ناهيك عن مشاركته مع منتخب بلاده بمونديال ألمانيا وإحرازه للهدف الوحيد ومشاركته بآخر بطولتين قارتين لمنتخب بلاده وإحرازه للأهداف معه ، وبالوسط يوجد أبو تريكة اللاعب المرشح للمرة الثانية بين خمسة لاعبين عمالقة للقب أفضل لاعب بأفريقيا متفوقاً على أسماء لا حصر لها تلمع في سماء أوروبا ناهيك عن بطولاته مع المنتخب والأهلي وقيادته للفريق لإحراز المركز الثالث بمونديال اليابان 2006 ، نأتي للزئبقي بركات اللاعب الذي احترف بالسعودية وقطر ولعب لأندية جماهيرية مثل الاسماعيلي والأهلي وأحرز معهم البطولات كما أنه أحد أهم لاعبين إفريقيا 2006 ، أحمد حسن الحاصل على 3 ألقاب قارية مع المنتخب ولعب بأقوى البطولات الأوروبية من دوريات محلية لبطولات قارية ، حسام عاشور الحاصل على بطولات تقارب ربع ما حصل عليه نادي بحجم الزمالك ، أحمد فتحي الحاصل على بطولتي إفريقيا أمام أعتا لاعبي العالم وإفريقيا والذي وصل مع الإسماعيلي لنهائي دوري الأبطال قبل خسارته من أنييمبا واحترف بشيفيلد يونايتيد الإنجليزي ولولا تدخلات عباس بنادي شيفيلد ماعاد من رحلة احترافه ناهيك عن فوزه مع الأهلي مؤخراً بدوري الأبطال ، جلبرتو أحد أفضل الباكات اليسار بإفريقيا وحاصل مع الأهلي على بطولات كثيرة قارياً ومحلياً وشارك بتأهل منتخب بلاده لمونديال ألمانيا وحصل على أحسن محترف أنجولي عام 2005 من اتحاد بلاده ، وائل جمعة صخرة الدفاع أحسن مدافع في إفريقيا على مدار 4 سنوات وأحمد السيد أسرع وأقوى مدافع مصري حالياً وأنت معهم يا كابتن شادي أكثر كابتن للنادي الأهلي حصداً للبطولات ناهيك عن حصولك على كأس الأمم 2008 مع المنتخب ، أما أمير فهو نقطة ضعفنا لكنه على ضعفه هذا فقد تم استدعائه للمنتخب على حساب حراس كثر ، ناهيكم عن الاحتياطي بوجود هداف الدوري سابقاً أحمد حسن دروجبا وظهير منتخب مصر بـ 2008 وأفضل لاعب بالاسماعيلي سيد معوض وأفضل لاعب صاعد العجيزي والدولي القطري حسين ياسر اللاعب الذي مر على أندية أوروبية كثيرة قبل أن يستقر ترحاله في نادينا ومعهم رمزي صالح الدولي الفلسطيني .
إذا بالله عليكم هل هذا فريق لا يوجد به لاعبون مهرة قادرون على الفوز على فريق ضعيف في بلاده مثل باتشوكا ؟! ..هل هؤلاء يفتقرون للخبرة الدولية وخبرة المعتركات الكبرى ؟!
للمرة الثانية يا كابتن شادي تحاول التقليل من زملاءك ومن ناديك لحساب مدربك الذي افتقد للعقلانية في تبرير هزائمه ، للمرة الثانية تقول كلاماً لا يقوله لاعب كرة لفريق محترم مثل النادي الأهلي ولمنتخب محترم مثل منتخب مصر .
وحتى لو سلمنا جدلاً بأصحية إدعاءك ، فهل هذا تبرير لأسوأ لعب في تاريخ الأهلي ، هل هذا سبب لأن نرى نسبة استحواذ بطل إفريقيا لا تزيد عن 35% أغلبها تشتيت للكرات خارج منطقة جزاءنا ؟!
إن كرة القدم الحقيقية التي يعرفها مدربو كرة القدم المحترفون ليست ما قلتها أنت والبرتغالي جوزيه الذي أرجع هزيمة الأهلي في مبارااته الأولى لقلة خبرة اللاعبين وهو ما فندناه بالحرف سابقاً وأرجعه في المباراة الثانية للصحافة ..وهل يوجد مدرب عاقل بالعالم يرجع هزيمة فريقه للصحافة ، هل تعلم ماذا كان يفعل الصحفيون الإنجليز بمواطنك مورينيو ، هل تعلم ماذا فعل الصحفيون الأسبان برونالدينيو ، هل تعلم ماذا فعل الصحفيون المصريون في الجوهري قبل أمم 98 ؟!
إن دور الصحافة هو النقد ، وليس التهليل والتطبيل كالدراويش المجاذيب ، وإذا كنت مدرباً محترفاً مثل لاعبيك لما أثر بك كلامهم ، وإن أثر بك كلامهم فهذا خلل بك .
ولا أعرف حقيقة هل كلام الصحفيين هو الذي جعلك تفرغ منطقة الوسط في مباراة باتشوكا أم جعلتك تمتعنا بتغييراتك اللولبية في مباراة أديلد ؟!
لو كانوا هم وراء ذلك فاللعنة على الصحافة جمعاء ..
يا كابتن شادي كنت أمني نفسي أن يمتلك جوزيه الشجاعة ويعترف بتسببه في الخسائر التي لحقت بنا في اليابان ، أن يعترف بتكاسله في التدريب واعتماده على مهارة لاعبيه في دوري أبطال ضعيف ودوري محلي أضعف ، أن يعترف بخطأه في إدارة الشئون الفنية للفريق بشقيه الأساسي والاحتياطي ، أن يعترف بعدم قيامه بتدريب فريق الأهلي على الانتشار السريع وتوسيع الملعب ونقل الكرة بسرعة والتعامل مع الضغط القوي للخصوم ، أما اللياقة البدنية فحدث ولا حرج فهي منهارة تماماً لذا لم تسعفنَ في لقاءي باتشوكا وأديلد ..كلنا رأينا مدى التدهور البدني المفجع للاعبي الأهلي في المبارتين وبالأخص مباراة باتشوكا ومازلت أصر على معرفة نتائج فيدالجو الذي يقبض 15 ألف يورو شهرياً في حين أننا نشاهد فريقاً لا يستطيع الركض 30 دقيقة بأكملها ( شوفوا الميلان ولاعيبته العواجيز ياناس ) ..حتى التصويب للفاولات من خارج منطقة الجزاء التي أضحت في عرف الكرة العالمية بمثابة ضربة الجزاء لم يقم بتدريب لاعبي الأهلي عليها ( وليذكرني أحدكم بآخر هدف أحرزه الأهلي من ضربة حرة مباشرة خارج منطقة الجزاء ) .
جوزيه في موسم 2001 ( أفضل موسم في تاريخ الأهلي ) من حيث الأداء كان يعتمد على سياسة تدريب اليوم الكامل ، وأن الجميع معرضون للجلوس على الدكة إذا لم يتحسن أداء أحد وكلنا نتذكر ما فعله عند أول مباراة له مع ريال مدريد حينما سأل عن أكبر لاعبي الفريق ليجلسهم احتياطيين في مباراة القرن للنادي الأهلي بالرغم من أحقيتهم باللعب دون غيرهم ، ليثبِّت عقيدة عند اللاعبين أنه لا يعبأ بالأسماء بقدر الأداء ، أما الآن فيطبق نصف يوم تدريب ويعتمد على 13 لاعب لا يتغيرون أبداً مهما فعلوا ..
هل تعلم يا كابتن شادي لما أقال رامون كالديرون المدرب الإيطالي كابيللو بالرغم من فوز الريال بدرع الدوري الأسباني أقوى بطولة في العالم ..لأن الريال كان يفوز دون إقناع .. هل تعلم لما تمت إقالة المدرب الفرنسي القدير ديشامب بعد ما أعاد اليوفي للدوري الممتاز ومن قبله قاد موناكو الفرنسي لنهائي دوري أبطال أوروبا أمام بورتو البرتغالي عام 2004 ..لأن ديشامب ليس مناسباً لطموحات اليوفي الفنية .
هنا هو لب المشكلة ، أن الأهلي أضحى الآن بحاجة للمصارحة لا المكابرة ، إلى إعادة تقييم لمرحلة جوزيه ووضع النقاط على الحروف بغض النظر عن فوزه بالبطولات المحلية والإفريقية السابقة ( الضعيفة ) ..فالفائز دائماً ليس على حق ..كما أن الخاسر ليس دائماً على خطأ ، لكن الخطأ هو التنصل من الكوارث الفنية التي تحدث بفريق الأهلي حالياً وإلصاقها في الحظ والتحكيم والصحافة ، فهذا ليس الأهلي الذي أعرفه .
جوزيه ليس قديساً حتى لا تتم محاسبته ، والبطولات التي فاز بها الأهلي على حساب منافسين تعساء لا يجب الارتكاز عليها في تقييمنا الفني لأداء مدرب يمتلك لاعبين على أعلى مستوى .
أما إذا كنا سندفن رؤوسنا بالرمال ونقول أن الفوز بكرة القدم للأقوى فعلينا الانسحاب من مبارتي إيطاليا والبرازيل من مونديال القارات للمنتخبات القادم ، كما أننا يجب أن ننسحب من بطولة العالم للأندية إذا ما وصلناها مرة أخرى مادامت الأمور محسومة للأقوى .
وإذا لم تضغط إدارة الأهلي على مانويل جوزيه لتحسين أسلوب تدريبه من جمل تكتيكية وتدريب على الانتشار وتوسيع الملعب ونقل الكرة بسرعة وغيرها من فنون الكرة الحديثة فعليه الرحيل قبل أن يصبح الأهلي ذكرى مثل الزمالك بعد ما يعتزل لاعبوه المهرة الكبار ، فالفوز المبني على تقنيات تدريبية عالمية باق للأبد حتى لو غاب قليلاً ، أما الفوز المبني على مهارة لاعبين فقط دون تدعيم فني وخططي للمدرب فإنه يزول مهما طال بقاءه .

السبت، 13 ديسمبر 2008

لماذا خسر الأهلي من باتشوكا ؟!

سؤال تبادر إلى ذهن كل مشجع أهلاوي بعد مباراة الرباعية المكسيكية ، سؤال أجوبته كثيرة وبدأت تطرح في رؤوسنا منذ زمن لكننا تغافلناها ، وسر التغافل أو التجاهل هي البطولات التي يحصدها الأهلي واحدة تلو الأخرى سواء محلية أو قارية ، فالفوز دائماً ما يغشي الأبصار ويزيل الكوارث .
الخسارة من باتشوكا لم تبدأ في اليابان فقط بل بدأت من منافساتنا الهزيلة التي لا ترتقي لمستوى الأهلي الحقيقي ، فبين دوري أبطال إفريقي ضعيف وسيء التنظيم إلى دوري مصري فرقه قليلة الحيلة أمام منتخب مصر ( الأهلي ) .
دوري أبطال إفريقيا أضحى مستباحاً للأهلي بسبب ضعف الفرق المنافسة ، ففرق إفريقيا جميعاً لا يوجد بها لاعبين على مستوى عالي أو لاعبين ينتمون لمنتخبات بلادهم اللهم إلا الأهلي والهلال السوداني ، أما الآخرون فجميعهم بلا استثناء لا يمتلكون لاعبين مؤهلين لمنافسة الأهلي وذلك إما لأن فرقهم تتكون من لاعبين صغار السن سيذهبون للاحتراف بمجرد بلوغهم العشرون أو ما قبلها أو لاعبين كبار السن متخلفون كروياً لذا لم يلفتُ أنظار أوروبا وبقوا في فرقهم ، ولنتذكر قديماً كيف كان الترجي الرهيب والإفريقي والنجم الساحلي والرجاء المغربي والمولودية الجزائري وكوتوكو الرهيب وأسيك القوي قبل موجات الاحتراف الجماعي التي اجتاحت فرق إفريقيا كلها إلا مصر .. لذا كان الفوز بدوري الأبطال هو حلم جميل يصعب تحقيقه بسهولة ، أما الآن فبات الفوز بها للأهلي أسهل من شرب القهوة الساخنة بعد تفريغ كل الأندية السابقة من نجومها إلى أوروبا ، أما الدوري المصري فحدث ولا حرج ، فبعد انهيار الزمالك وقبله الاسماعيلي لم يتبقَ للأهلي سوى فرق البترول لمنافستها وهي فرق تتكون من بعض اللاعبين المهرة الذين مازالوا يعيشون على إرث فكر كروي هم ومدربوهم أن الأهلي لابد من أن يفوز بالألقاب لذا لا ينافسوا الأهلي أو يزاحموه على منصات الكؤوس .
أما التنظيم والملاعب والإعلام فهم مناخ كروي فاسد لا ينتج منافسة حقيقية وحدث ولا حرج من إسطبلات خيل نلعب عليها إلى إعلام متلون مأجور إلى تنظيم بالكيف ..والكيف يا صاحبي يحكم .
وفي ظل تواجد معظم لاعبي منتخب مصر في الأهلي وأمهرهم ، فقد تسيد مصر والقارة منذ 4 سنوات ، وأصبح لاعبو الأهلي متمرسون إفريقياً لا يضاهيهم أي أحد آخر على ذلك ، لكنهم لم يخرجُ من العباءة الإفريقية وظلوا بها ولم يطورُ أنفسهم ليصبحوا فريق كرة قدم حقيقي لا يعتمد على مهارة بركات أو تريكة أو رأسية من فلافيو أو استبسال من جمعة .
ما شاهدناه من فريق باتشوكا هي كرة القدم الحقيقية ، كرة القدم التي تعتمد على التسليم والتسلم السريع والانتشار الرائع والسرعة في الانطلاق والضغط على الخصم .. هذه أمور لم يواجهَ الأهلي من قبل في بطولات إفريقيا الضعيفة والدوري المحلي ، ولم يتعود لاعبوه عليها لأنهم استكانوا إلى أسلوب اللعب التقليدي الذي دائماً ما يأتي بثماره مع من يواجهوه محلياً وقارياً .
ننتقل الآن إلى النقطة الأخرى ، هل جوزيه بالفعل مدرب كرة قدم حقيقي أم لا ، هذا السؤال الذي صعب علينا الإجابة عليه بشكل حيادي في ظل ضعف المنافسين التام وفي ظل تواجد لاعبي منتخب مصر الأفضل عبر التاريخ بين صفوفه وعدم وجود أمثالهم في فرق إفريقيا أو الدوري .
مباراة باتشوكا أجابت لنا عن هذا السؤال بمنتهى الدقة ، فالفارق الذي ظهر بين أسلوب لعبنا وأسلوب لعب صاحب ترتيب الثالث عشر بالدوري المكسيكي أظهر لنا مكانتنا الحقيقية في فنون كرة القدم .
لاعبو الأهلي غير مدربون تماماً على التعامل مع ضغط الخصم ، على افتكاك الكرة من فريق سريع ، على التمرير السريع والسلس الذي يربك صفوف الخصم ، تحركات اللاعبين بطيئة جداً وليست في سرعة لاعبي باتشوكا الذين يجدون بعضهم البعض بسهولة ، لم تظهر لنا لياقة بدنية تجاري الفريق المكسيكي ( فينك ياعم فيدالجو ؟! ) ..
هذه هي كرة القدم الحقيقية التي يعرفها العالم كله ولم نعرفهَ في الأهلي ، لضعف خصومه الذين لم يظهرُ لنا هذا الفارق بالإضافة لسوء الطموح التدريبي لدى الجهاز الفني بالارتقاء بمستوى لاعبي الأهلي للعب كرة قدم حقيقية بغض النظر عن ضعف منافسينا ، ولا أريد من أحد إدعاء أن هذا مستوى لاعبينا الحقيقي وليس في الإمكان أفضل مما كان ، فلاعبو الأهلي الحاليين مستواهم يؤهلهم للعب كرة عالمية كأي فريق عالمي محترم .
أما إذا سألني أحد ما مستعجباً وقال لي أن الأهلي حقق المركز الثالث في بطولة 2006 فأجاوبه أن الطفرات واردة جداً في كرة القدم لكنها إن لم تجد نظام يدعمها فإنها تسقط سريعاً ، وهذا ما اتضح في مباراة باتشوكا بفريق يمتلك عناصر أفضل بكثير من عناصر 2006 ، وقبلها في فريق 2005 الذي لا يقهر .
نأتي للطامة الكبرى وهي إحتياطيو فريق الأهلي ، بات احتياطيو فريق الأهلي في فريزر جوزيه منذ مجيئهم للنادي ، فافتقدوا الطموح والرغبة بالأداء بإصرار الخواجة على 13 لاعب يلعب بهم كل مباراة مهما تألق الآخرون ولفتوا الأنظار ، تفاءلنا خيراً بمستوى العجيزي ودروجبا وحسين ياسر وحسين علي بالمباريات الودية أو حتى الرسمية القليلة التي شاركوا فيها لكننا لم نرهم في الملعب بالرغم من تألقهم إذا ما نزلوا للعب .. إذاً لما استقدمناهم مادمنا سنلعب بـ13 لاعب فقط دائماً وأبداً ؟! ، كما افتقد لاعبين مثل رامي عادل ومحمد سمير وإينو إلى حساسية اللعب وأصبح نزولهم للملعب قد يسبب كوارث بعد ما كانوا نجوماً بفرقهم يشار لهم بالبنان ، بالتأكيد هذه ليست مسئولية جوزيه فقط فهو يشاركه في تلك المسئولية الاتحاد المصري لكرة القدم ( اتحاد البيزنس والفضائيات ) الذي لم يوافق على مشروع الجوهري بوجود دوري رديف يحافظ على اللياقة البدنية والفنية والذهنية لاحتياطيو فرق الدوري الممتاز .
وبات الآن إحتياطيو الأهلي يتمردون ويتململون من الجلوس في ثلاجة الدكة بعدما كانوا ينزلون لأرض الملعب يأكلون النجيل أكل ، ولنتذكر تصريحات حسين ياسر ودروجبا ، كما أنهم افتقدوا الثقة في إمكانياتهم وبالتالي فقدوا جزءً منها .
ثم نأتي لحراسة المرمى التي كلما نأتي على ذكرها نتذكر ابتسامة أحمد ناجي العريضة في التلفاز وهو يدعونا لعدم القلق عليها والاطمئنان لأمير وصحبه رمزي صالح ( الذي اشتريناه تعاطفاً مع غزة ) أو الموهوب أحمد عادل ، يا كابتن أحمد أنا وكل من يتابعوا الأهلي ممن أعرفهم وهم كثر لاحظوا الخلل المتكرر في أداء أمير ، فأخطاءه متكررة وليست مفاجئة ، أولاً عدم خروجه في الكرات العرضية والركنيات ، وإذا ما خرج من حلق مرماه فهو يعود ويروح في مكانه عدة مرات هلعاً من التقاط الكرة ، بالإضافة لبطء ردة فعله الشديدة نحو الكرات المتأرجحة داخل منطقة الـ18 فهو يكتفي بمتابعتها حتى تسكن الشباك ، ثالثاً سوء توجيهه للدفاع مما يتسبب في كوارث ( 21 هدف في 22 مباراة يا ناس مع فرق أقل من الأهلي بسنين ضوئية ) ، إذا كانت تلك السلبيات واضحة لنا نحن الجماهير ولم تعالجهَ يا كابتن ناجي فهذا خلل بك ، أما إذا كنت تحاول معالجتها على مدار عام كامل ولم تفلح فهذا خلل بأمير ويجب استبعاده حفاظاً على اسم ومكانة الأهلي والاعتماد على الموهوب أحمد عادل والصبر عليه أو شراء حارس إفريقي كفء وما أكثرهم ، أما إذا كنت تكابر أنت وجوزيه في محاولة إثبات ذات للحضري ولمؤيديه على حساب الأهلي فهي طامة كبرى أن تدار شئون الأهلي الفنية بتلك الطريقة .
ونأتي لصفقات الأهلي التي تتركز في لاعبين الوسط والهجوم حتى أصبح عندنا تخمة بهما تكفي لتوزيعها على فرق الدوري جمعاء بالإضافة إلى أن قليل منهم من يحظى بفرصة اللعب في الأهلي ، وأصبح عندنا شح رهيب في عدد المدافعين ومركز الليبرو ، وهذا ما لم يتلافه جوزيه في اللجوء لطريقة 4-4-2 إذعاناً لظروف الفريق الحالية ، وإن كان يعفيه من المسئولية قليلاً أن اللاعب المصري لم يدرب عليها منذ صغره ولم يستوعبهَ بشكل جيد حتى الآن ، فهي تحتاج لحضور ذهني جيد في التغطية ومراقبة الخصم .
إذا كنا ننوي يا سادة الاحتفاظ بنجومنا وإتباع سياسة عدم التفريط في اللاعب المصري بسهولة للاحتراف كما تفعل باقي فرق إفريقيا من ترك لاعبيها فعلينا لعب كرة قدم حقيقية ..فليس لنا عذر في عدم لعبها ، فنحن نمتلك لاعبون على أعلى مستوى وإدارة تتعامل باحتراف ومدرب يقبض مرتباً مثل مدربو فرق الوسط في أسبانيا وإيطاليا ، عيب أن نجد فرق آسيا وأستراليا تلعب كرة قدم حقيقية ونحن مازلنا لا نلعبها ! .

عالماشي :

· المواقع المشبوهة للأندية الضئيلة حجماً وموضوعاً ممن خرجوا للشماتة في الأهلي فأنتم مجرد كومبارس يجب عليكم الاكتفاء بالمشاهدة فقط فهذا هو دوركم الحقيقي في الكرة المصرية .
· لا داعي لمجاملة جوزيه يا كابتن شادي فأنت لن تفقد مكانتك في الفريق مرة أخرى لذا لا داعي لتحميل نفسك مسئولية أخطاء فنية متراكمة للمدرب على مدار سنين طوال ، ناهيك عن أخطاء إدارة المباراة .
· أمير عبد الحميد في حديثه مع قناة الأهلي أخذ يهاجم الكاديكي مادحاً نفسه ببطولاته التي حققها مع الأهلي ( بالله عليك يا شيخ أنت مصدق نفسك ؟! ) .
· إدارة الأهلي ( إدارة إحنا مش طرف ) وقفة مع الجهاز الفني للفريق فقد أصبحنا مطمعاً لفرق الدوري والآن سنصبح مطمعاً لفرق إفريقيا ولن يهابنا أحد .
· يجب على الاتحاد الدولي لكرة القدم تغيير نظام البطولة بتقسيم الفرق إلى مجموعتين ، فمن الظلم والإجحاف أن تضيع سمعة قارة في مباراة واحدة قد لا يخدم فريقها الحظ ، ولتضاف إلى الفرق الفائزة بدوري الأبطال الفرق الفائزة بكؤوس الاتحاد وتصبح بطولة عالمية على أعلى مستوى .

الخميس، 13 نوفمبر 2008

الأهلي في الكاميرون ..صعوبات وحلول وآمال

تترقب الجماهير الأهلاوية في كل بقاع المعمورة بداية الشوط الثاني من النهائي القاري الإفريقي بين الأهلي المصري والقطن الكاميروني في مدينة جاروا الكاميرونية ، والذي انتهى شوطه الأول بينهما في القاهرة بنتيجة هدفين للاشيء للمارد الأحمر .
شوط من 90 دقيقة يفصل نادي القرن الإفريقي على تحقيق رقمه القياسي في عدد الفوز بدوري أبطال إفريقيا بست مرات مبتعداً عن غريمه الزمالك صاحب الألقاب الخمسة ، ورقم قياسي آخر بأنه الفريق الوحيد الذي يصل إلى مونديال اليابان للمرة الثالثة .
آمال كثيرة معلقة على أقدام لاعبي الأهلي ، آمال تتعلق بتسطير التاريخ ، والزهو ، وتأكيد الريادة والسيادة المصرية على القارة الإفريقية .
بالطبع المهمة ليست سهلة بتاتاً على الرغم من فوز الأهلي بهدفين للاشيء في إستاد القاهرة الدولي ، فلكل مباراة حساباتها وتكهناتها ، وأسود القطن الكاميروني وإن بدت بلا أنياب في القاهرة ، سيكون بالتأكيد لها شأن آخر في جاروا حيث الحسابات مختلفة .
الضغوطات كبيرة وكثيرة على لاعبي الأهلي ، فما بين آمال المصريين وطموحاتهم ، إلى الرغبة في الثأر من هزيمة العام الماضي على يد النجم التونسي بفعل فاعل مرفوع بالعرجون ، إلى الطموح في تحقيق الأرقام القياسية والتي دائماً ما يدفعهم لها رغبات البرتغالي مانويل جوزيه ومن وراءه جمهور لا يقبل سوى بالنصر دائماً .
الكاميرون أعدت عدتها تماماً لاستقبال هذا الحدث ، فدأبت الصحافة الكاميرونية بشحن الجمهور شحناً سلبياً بقصص مختلقة عن سوء ضيافة الأهلي لفريقيهم في مصر وعن جمهور الأهلي المتوحش الذي أثار الرعب في قلوب الأسود الكاميرونية قبل اللقاء فسبب لفريقهم هزيمة خاطفة في أول دقائق المباراة .
وبالطبع لا نستطيع الفصل بين مشجعين فريق القطن الكاميروني وبين مشجعي المنتخب الكاميروني الذي ذاق الهزيمة على يد المنتخب المصري مرتين في كأس الأمم الماضية أحدهما في المباراة النهائية على يد فارس الأهلاوية الأول أبو تريكة ، ومن قبلها في إقصاء منتخبهم عن الوصول لمونديال ألمانيا 2006 بهدف محمد شوقي لاعب الأهلي السابق .
لذا فإن اليافطات المطالبة بالثأر تعلو وجوه مشجعي القطن وتملأ جنبات مدينة جاروا بل الكاميرون كلها ، وعليه سيكون لاعبو الأهلي تحت ضغط جماهيري هائل من جمهور أقرب للغضب منه للحماس ، بل قد يكونوا وحيدين في جاروا إذا ما ألغيت الرحلة المخصصة لجماهير الأهلي الذاهبة إلى الكاميرون بداعي قلة العدد ! .
وبعيداً عن ما يدور خارج أرض الملعب ، فإن الفيصل الحقيقي للحصول على الكأس الحلم هو أرض الملعب .
جوزيه يمتلك حلولاً عدة وسيناريوهات متوقعة يستطيع التعامل معها للخروج بالمباراة إلى بر الأمان .
الحل الأول هو الدفع بثلاثة لاعبين في خط الوسط المدافع وهم بوجا وعاشور وأحمد حسن مع وجود بركات كظهير أيمن وجلبرتو كظهير أيسر ووجود تريكة وفلافيو كرأسي حربة مع ثبات ثلاثي الدفاع شادي وجمعة والسيد .
هذا الحل يفتقد إلى الديناميكية بالرغم من أنه الحل الدفاعي الأقوى ، فوجود الثلاثي بوجا وعاشور وأحمد حسن في وسط الملعب سيساعد كثيراً على حماية الخطوط الخلفية للنادي الأهلي وسيقلل من فرص القطن الكاميروني في الوصول إلى مرمى أمير ، وبالأخص أن الأهلي سوف يكون قد أبطل مفعولي القوة لدى فريق القطن وهما التسديد البعيد لوجود ثلاثي وسط في أرض الملعب يعملون كحائط صد ضد هذه التسديدات ، والآخر هو إيقاف ظهيري القطن واللذان يمتازان بالسرعة والمهارة وذلك بعد تثبيت كل من بركات وجلبرتو في مراكزهما الدفاعية ومطالبتهما بعدم المجازفة الهجومية وضم كل من بوجا يميناً وعاشور يساراً لمساندتهما بالإضافة للمساكين جمعة والسيد .
لكن العيوب في هذه الخطة هي الندرة الشديدة في إيصال الكرة لهجوم الأهلي حيث سيكون تريكة وفلافيو شبه معزولين بالأمام ، والحل لذلك هو تكليف أحمد حسن بواجبات هجومية بمساندة من أحد ظهيري الجنب بركات أو جلبرتو في اختراقاتهما التي ستكون شحيحة في المباراة نظراً لخطورة ظهيري جنب فريق القطن ، لكنه يعيب أحمد حسن سوء التمرير والذي قد يفقد الهجمة الأهلاوية أي فعالية ، لذا إن بقاء الأهلي في منطقته طوال المباراة دون تشكيل أي خطورة على مرمى الخصم سيشكل عبء كبير على الخطوط الخلفية للفريق الأحمر مما قد يتسبب في حدوث الأخطاء .
الحل الثاني وهو الأقرب لذهني هو الدفع ببركات كلاعب خط وسط مدافع كما حدث في مباراة القاهرة بجانب عاشور وبوجا ، واللعب بتريكة كخط وسط مهاجم وبقاء فلافيو وحيداً بالأمام مع الدفع بأحمد حسن ظهير أيمن لما له من صلابة دفاعية تميزه عن أحمد صديق ولا تقل كفاءة عن بركات وهو المطلوب منه في هذه المباراة .
ستكون نفس مميزات التشكيل السابق موجودة في هذا التشكيل ، لكن العيوب سوف تتلاشى بوجود لاعب مهاري في وسط الملعب المدافع يجيد افتكاك الكرة والمراوغة والتمرير المتقن والسرعة مثل بركات ووجود تريكة إلى جانبه مما سيشكل ثنائي فائق السرعة يستطيع إختراق دفاعات الخصم بسلاسة ويسر وهذا ما يميز بركات عن أحمد حسن ، كما أن وجود تريكة كلاعب وسط مهاجم لا يجرده من إمكانياته وقوته كما يحدث إذا تم اللعب به كرأس حربة ثاني بجانب فلافيو .
هذا الحل يمتاز بالتوازن الدفاعي والهجومي حيث لن يكون فريق الأهلي محاصراً داخل منطقته طوال المباراة وستكون له القدرة على مبادلة فريق القطن الهجمات ، مع عدم إعطاء الفرصة للاعبي الخصم بالوصول إلى مرمى أمير بسهولة .
قد يكون وجود أحمد فتحي في القائمة المغادرة للكاميرون هو تأكيد على تطبيق السيناريو الثاني بدلاً من الأول لما لأحمد فتحي من خبرة كبيرة في مركز الظهير الأيمن عن أحمد حسن ، وهو يمتاز أيضاً بالصلابة الدفاعية والقدرة على الاختراق ، لكن تبقى حسابات الدفع به على حساب أحمد حسن مغامرة قد لا تؤتي ثمارها على الرغم من تألق اللاعب في التدريبات والمباريات الودية .
هذان السيناريوهان هما الأقرب للواقع وإلى إمكانيات وطريقة لعب الفريقين وطموحاتهما ، قد يفاجئنا جوزيه بحل ثالث أو رابع ، وقد يستطيع مدرب فريق القطن أن يفك شفرة الفريق الأحمر ، هذا ما سننتظر لنراه في مباراة يوم الأحد .
ويبقى الفيصل في كل هذا هو التنفيذ الحرفي للخطة والابتعاد كل البعد عن أي خطأ بالتركيز الشديد ، وعدم ترك الحشود الجماهيرية الكاميرونية تؤثر على معنويات الفريق بالسلب ، أو ترك بعض قرارت الحكم الجزائري الخاطئة تخرج لاعبينا عن تركيزهم وشعورهم .
تسعون دقيقة لا أكثر تفصل بيننا وبين تحقيق الحلم ، تسعون دقيقة عصيبة سيختبر فيها المعدن الحقيقي للاعبي الأهلي ، وكلنا ثقة في الله ثم في رجال الأهلي على العودة مظفرين بالنصر بحول الله وإسعاد الجماهير المصرية كعادتهم دائماً .

الأحد، 2 نوفمبر 2008

جوزيه ..ومصيدة الأسد القطني الكاميروني

فيما يبدو أن الألقاب التي تلقب بها فرق القارة السمراء لم تأتي هباءً وهذا ما لاحظته كثيراً من متابعتي للكرة الإفريقية على مر السنين ، فنيجيريا هي بلد النسور ، والجزائر هم محاربي الصحراء ، والكاميرونيين هم الأسود حتى ولو اختلفت الأسماء التي تمثلهم من قطن إلى صوف أو حتى نايلون ! .
طبيعة تلك الأسماء تظهر جلية على طريقة لعب أصحابها ، وكعادة الفراعنة على مر العصور هم أكبر مروضين للأسود الكاميرونية العاصية على كل فرق إفريقيا ، مستخدمين طريقة الاستثارة والانقضاض ومن ثم الترويض حتى يستكين الأسد لسوط الفرعون .
انتهى الشوط الأول من النهائي القاري باستاد القاهرة بين النادي الأهلي المصري وفريق القطن الكاميروني بنتيجة هدفين للاشيء وفي انتظار الشوط الثاني بالكاميرون .
هدفين خاطفين قد تكون سرعة إحرازهما مقاربة لسرعة الصوت إن لم تقارب الضوء في عيون متتبعي النهائي الحلم .
استطاع مانويل جوزيه أن يروض الأسود مستغلاً مبدأ الاستثارة مع فريق القطن الكاميروني ، فهذا الفريق يعشق الهجوم منذ بدء هذه الدورة حتى المباراة النهائية لا يعير اهتماماً لقوة خصمه وذكاءه ، فالهجوم عنده عقيدة راسخة سطرها خلال مشواره في البطولة بالعديد من الأهداف داخل وخارج ملعبه .
من هنا جاءت فكرة الاستثارة للأسود ، حين اعتمد جوزيه على توسيع الملعب وفتحه بسحب لاعبي القطن إلى نصف ملعب الأهلي ومن ثم الانقضاض بسرعة خاطفة على نصف ملعب الخصم بتمريرات سريعة مسبباً ربكة في خطوطه الخلفية تفقده أهم ما يملك من شراسة هجومية .
قام فريق الأهلي بالاعتماد على التمرير الهادئ في نصف ملعبه حتى يتم سحب أكبر عدد من لاعبي القطن إلى نصف ملعبه ومن ثم الانطلاق بتمريرتين أو ثلاثة إلى منطقة الخصم بسلاسة ويسر ومن ثم تشكيل خطر داهم على مرمى القطن .
هذا الأسلوب لا يمكن أن ينجح مع فريق متزن هجومياً ودفاعياً ، لأنه من الطبيعي أن يقوم لاعبي هجوم الخصم فقط بالضغط على المدافعين محاولين قطع الكرة ، لكن مبدأ استثارة الأسود الذي طبقه مانويل جوزيه كان يدفع أكبر عدد من لاعبي فريق القطن للضغط على مدافعين النادي الأهلي محاولين قطع الكرة فيتركون خطوطهم الخلفية في وسط الملعب دون عدد كافي يستطيع التصدي لمهارة لاعبي الوسط والهجوم الأهلاوي ، وهذا هو لب الخطة الأهلاوية في هذه المباراة ، فنحن جميعاً شاهدنا مانويل جوزيه في الشوط الأول وهو يطلب من اللاعبين الهدوء والتمرير الأرضي في الخلف وعدم اللجوء إلى الكرات الطولية السهلة على مدافعين القطن الكاميروني .
الخطة مبتكرة جداً ، ويكفي أن جوزيه أجبر مدرب فريق القطن أومبليون جويدو على طاعته عندما شاهدنا الأخير يعنف لاعبيه من وراء الخطوط لحثهم على الاندفاع الهجومي بأي شكل ، وهذا ما كان يريده بالضبط مروض الأسود لهذا اليوم مانويل جوزيه .
كانت المساحات شاسعة في الخطوط الخلفية الكاميرونية ولو كان مهاجمو ولاعبو خط وسط النادي الأهلي في نصف حالتهم المعروفة لكان انتهى اللقاء بما لا يقل عن أربعة أهداف ، حيث سنحت العديد من الفرص لكل من الأنجولي فلافيو وأبو تريكة وبركات والبديل سيد معوض .
تشكيلة اللقاء هي الأمثل حالياً للنادي الأهلي وهو يقارب التشكيل الذي لعب به الأهلي مباراة ديناموز هراري في زيمبابوي ، لكن الرأس المقلوب في زيمبابوي لم يكن مقلوباً هذا اليوم حيث مال تريكة إلى مساندة فلافيو هجومياً مما أضعف كثيراً من قوته وحد من خطورته الكاملة المعروفة عنه كلاعب وسط مهاجم ، فكان على بركات أن يستغل بسرعته المساحات في الخطوط الخلفية للقطن الكاميروني ليقوم بتمرير الكرة إلى كل من تريكة أو فلافيو .
نقاط ضعف الأهلي هذا اليوم تتلخص في نقطتين أولهما هي سوء انتهاء الهجمة من فلافيو وتريكة ، وثانيهما هي سوء التمريرات الأمامية لكل من أحمد حسن وأحمد صديق وإن كان يعذر صديق تكليفه الدفاعي الصارم بالحد من خطورة الجناح الأيمن لفريق القطن الكاميروني وعدم الاندفاع هجومياً ، أما أحمد حسن فلا أعرف ما سر هذا السوء في تمريراته الأمامية والتي قضت على أكثر من 70% من الهجوم الأهلاوي ، فاللياقة الذهنية للصقر المصري كانت أقرب للصفر في مباراة هذا اليوم وهي حالة لا أعرف هل ستراوده في مباراة العودة أم لا .. وأتمنى أن يستطيع أحمد حسن تعويض إخفاقه الهجومي في مباراة العودة حيث الفرص ستكون نادرة للفريق الأحمر تحت طوفان هجومي شرس من الأسود الكاميرونية .
التغييرات كانت جيدة فنزول أنيس بو جلبان في وسط الملعب وإرجاع بركات إلى مركز الظهير الأيمن أنعش الفريق بشكل جيد لخبرة بركات وقدرته على الأداء في هذا المركز أفضل من صديق بالإضافة إلى قدرته الفائقة في الاختراق من الجناح الأيمن وتمرير كرات سهلة للمهاجمين يستطيعون إحراز الأهداف منها ، أما نزول سيد معوض أنعش الجبهة اليسرى بعد خروج جلبرتو المنهك صعوداً للأمام والعودة للمساندة إلى الخلف ، وإن كان يعيب جوزيه اليوم هو تأخر نزول أسامة حسني بديلاً لفلافيو والذي ما كان يجب أن يخرج وكان الأولى هو أحمد حسن حتى يستطيع الأهلي أن يفرض على القطن الكاميروني عدم المجازفة الهجومية الزائدة بوجود مهاجمين عند منطقة جزاءه ومن ثم يخفف الضغط على لاعبي الدفاع وبالأخص كلاً من وائل جمعة وأحمد السيد .
حقيقة اتضح لي أن فريق القطن الكاميروني يعيبه فقط مستوى لاعبي الوسط المدافع وقلبي الدفاع فهما نقطة ضعف هذا الفريق بالإضافة إلى ميل كل من طرفي الملعب إلى الهجوم وعدم المساندة الدفاعية بالشكل المطلوب وهي ستكون في صالح النادي الأهلي إذا أحسن الاختراق من العمق لعدم إمكانية الاختراق من الجناحين الأهلاويين واللذان سيكونان مكلفان بمراقبة جناحي فريق القطن .
مباراة اليوم كان نجمها الأول هو مانويل جوزيه الذي تعود أن يكون نجماً في اللقاءات الكبرى والذي استطاع أن يستثير الفريق الكاميروني ومدربه لينفذا ما يريد حرفياً وترويضهما بشكل مبهر ، لكن شاء الله وما قدر فعل حيث لم يستطع لاعبو الأهلي ترجمة العديد من الفرص السهلة التي سنحت لهم إلى أهداف ، ومن ثم الانتهاء من النهائي في القاهرة بدلاً من انتظار ما يحدث في الكاميرون .
نتيجة هدفين للاشيء هي نتيجة جيدة لكنها ليست ممتازة ، ومن السهل على فريق مثل القطن يملك كل هذه الرغبة الهجومية أن يعوضهما .
وبالطبع سيكون لقاء العودة هو دفاعي بحت من النادي الأهلي والاعتماد على الهجمة المرتدة ، وسيكون أحمد حسن أو بركات هما المحرك الرئيسي لتنفيذها بشكل جيد لكن يجب على أحمد حسن أن يطور من تمريراته الأمامية بشكل إيجابي لأن فرص اليوم لن تعوض في ملعب القطن الكاميروني حيث عرين الأسد وبيته .
ونأمل من الله عز وجل أن تعود العروس الإفريقية إلى فارسها الحقيقي ، لتسعد جماهير الأهلي المتعطشة لهذه البطولة أكثر من أي بطولة مضت .

الجمعة، 12 سبتمبر 2008

الرجل الذي فقد ظله !!

المشهد الأول ( تفريغ لجزء من لقاء الأستاذة لميس الحديدي والكابتن شوبير على الفضائية المصرية في برنامج الاختيار الصعب ):
- أ. لميس : كابتن شوبير صحيح أن كابتن خطيب كلمك في أزمة هاني سعيد ؟
- ك. شوبير : آه ..
- أ. لميس : كلمك قالك إيه ؟!
- ك.شوبير : قالي ماتاخدوش القرار دلوقتي ..والحقيقة ماكنش ينفع لأن الأوراق كلها لصف نادي الزمالك.. والنادي الأهلي ماعندهوش أوراق ..فبالتالي كان صعب ..
- أ. لميس : وردك كان ايه ؟
- ك. شوبير : قلتله كل الأوراق وكل المستندات لصالح نادي الزمالك ..لو في أوراق عند النادي الأهلي ابعتهالي ولو من حق النادي الأهلي هنحكم بيه علطول لكن مش هقدر أخلي احتقان في الشارع أكتر من كده ..لازم يكون هناك قرارت سريعة لإنهاء الأزمات والدوري على وشك البداية .

المشهد الثاني ( افتراضي من وحي خيالي ( من نفس البرنامج بنفس الشخصيات )) :
- أ. لميس تلبس ثوب الخبثاء وتنقض عليه بمنتهى الهدوء سائلة إياه : كابتن شوبير بمناسبة يعني ان فيه عشم بينك وبين نائب رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي كابتن خطيب والعشم ده هو اللي خلاه يطلب منك طلب قوي زي بتاع هاني سعيد ..ليه ما كلمكش في قضايا كتير اهم تخلصهاله بما انه بيعتبرك المخلصاتي بتاع النادي جوة الاتحاد وهي قضايا حسني وعقوبات جوزيه الكتير وشغل الحلق حوش بتاع شحاتة في معسكرات المنتخب عشان يخلي اللعيبة تروح الزمالك وموضوع الحضري وحاجات تانية كتير ؟!
- ك. شوبير يتحرج قليلاً ويتنحنح ثم يرد قائلاً بعد صمت امتد لبضع لحظات : والله مش عارف اقولك ايه .. يمكن تلاقي الكابتن خطيب اخيرا افتكر اني كنت لعيب زمان في فرقة الاهلي فقال اكلم راجلنا جوة الاتحاد لعل وعسى يخلصلنا الحوار ده !
- أ. لميس تنظر إليه بنظرات ثاقبة تجعله يتصبب عرقاً حتى من شعر أنفه فترد عليه : يعني أفهم من كلامك أنه أول مرة يكلمك عشان تخلصله حاجة للأهلي من جوة الاتحاد ؟!
- ك. شوبير يحاول استعادة بعض توازنه فيرد قائلاً : نعم
- أ. لميس تزيح ناظرها من عليه وتعلو شفاهها ابتسامة قائلة : آه معلش أصل قضية هاني سعيد كانت حياة أو موت للاهلي وكل اللي فات ده كان لعب عيال عشان كده كابتن خطيب خدله حبيتين برطعة وشد سماعة التليفون وكلم معاليك في موضوع هاني بالذات..... طب بالمناسبة كده أنتوا مش بقالكوا سنة عمالين تغنوا في كل حتة على رغبة اللاعب وأن من حق أي لاعب يروح الحتة اللي عايزها .. ولا الحوار ده ما بيظهرش غير ساعة لما يكون اللاعب بيطلع من الاهلي مش رايحله ؟!!
- ك. شوبير يرسم على وجهه بعض علامات البلاهة ويرد عليها بمنتهى البراءة : لا لا مين قال كده بس !!
- .أ. لميس تنتفض ويعلو وجهها نظرة حانقة لتنقض عليه سائلة : أصل أنا ماشفتوكمش عملتوا كده مع عمرو زكي لما كان عايز يطلع يحترف في انجلترا وكمان ماعملتوش كده مع هاني سعيد لما كان عايز يروح الاهلي ..ثم تمتمت بصوت خافت قائلة ( ولا عشان أنت مالكش غير سيد واحد بس وهو ممدوح عباس ؟! ) ..
- ك. شوبير بدأ ينزف العرق من جبينه وتعدى مرحلة التصبب ليرد قائلاً : لا أصل دول كانوا ماضيين عقود مع الزمالك فمينفعش نقول رغبة اللاعب ويحزنون ..
- أ. لميس تستشيط غضباً : هو يعني حسني عبد ربه والحضري كانوا ماضيين على ورقة بفرة وعمرو زكي وهاني سعيد كانوا ماضيين على جلد تمساح !! .. ثم حاولت أن تبتلع غضبها حتى لا ينفلت زمام البرنامج لتعود إلى ابتسامتها الخافتة قائلة : خلينا نروح لسؤال تاني بس هو برده في نفس المضمار بتاع علاقتك الجميلة بينك وبين كابتن خطيب
- ك. شوبير يفرح كثيراً لخروجه من هذا المطب ويرد مهللاً : اتفضلي اتفضلي ..
- أ. لميس : مادام كابتن خطيب بيكلمك عشان تظبط الاهلي ..ليه ماكلمكش يعني عشان تبطلوا المناحة اللي انتوا عاملينها في البرامج الفضائية على موضوع البث الحصري لماتشات الاهلي في الدوري على قناة الاهلي .. وكمان عشان تخف ايدك انت بالذات في مجلس الشعب عن محاربة الاهلي في الموضوع ده ؟!
- ك. شوبير يبدو عليه علامات الاستياء لذهابه ناحية مطب آخر فيرد قائلاً : لا لا ..اصل قناة الاهلي ده ضد مصلحة الامة والوطن والدين وممكن تسبب كوارث احنا في غنى عنها وبشايرها هلت في حرب روسيا مع جورجيا والقادم أسوأ لو اشتغلت ..
- أ. لميس محاولة ابتلاع حنقها : هو مش حسن حمدي قالك مفيش تشفير ولا دياولوا ..ثم بدأت تعلو وتيرة صوتها قائلة : ولا انتوا خايفين عالقرشين اللي بتهلبوهم كل سنة من ورا ماتشات الاهلي وترموا للنادي شوية فتافيت في الاخر ؟! ..
- المخرج يخاطب لميس في أذنها عن طريق المايك : أبوس ايديكي خلي الحلقة تمشي على خيرة الله مش ناقصة الراجل يمشي وتبوظيلنا البرنامج .. خش عليه بسؤال عن بيحب ياكل ايه بين السحور والفطار وهو صايم ..ودلعيه كده بلاش رخامة
- أ. لميس تعود للابتسام مرة أخرى وتحاول أن تلقي بظلال ابتسامتها على وجه ك. شوبير الذي يستغيث الله في سره أن ينجيه من هذا البرنامج : طب قول لنا يا كابتن شوبير يا ترى إنت بتفطر كل يوم في رمضان ولا بتطبق صيام لتاني يوم ؟!
- ك. شوبير تعود الحياة إلى ملامح وجهه : هع هع هع ..
********
إن ما سبق ليس امتداداً لرواية الأديب المصري ( فتحي غانم ) والتي تسمى ( الرجل الذي فقد ظله ) والتي تجسد صراعات اجتماعية وسياسية عانى منها مجتمعنا المصري والذي يتجسد في حياة ( يوسف السويفي ) بطل هذه الرواية ، بل هي جزء جديد في عصر جديد بطله سويفي آخر .
وبما أن يوسفنا السويفي الحالي معلوم للجميع ما يفعله في رياضة كرة القدم المصرية مهما حاول هو أن يخفي ذلك بقناع من البراءة والشرف إلا أنه عار دائماً أمام عيون المواطن المصري التي تميز الطيب من الخبيث ، لذا سأذكر الجميع بمن هو شوبير والذي يؤكد لي بما لا يدع مجالا للشك بأن هذا الشخص هو نموذج حي للفساد بعينه وهو من أكثر الناس بعداً عن مهاجمة الفساد فكيف يهاجم أو يفضح شوبير أعوانه أو شركاءه في عالم الفاسدين ! .
أولاً شوبير السياسي :

شوبير السياسي هو عضو الحزب الوطني والنائب في مجلس الشعب الذي وصل إليه بمساعدة الأمن بشهادة العديد من أهالي طنطا ووفق شهادة الشبكة العربية لمراقبة حقوق الإنسان في تقريرها المعد عن الانتخابات (
http://www.hrinfo.org/egypt/makal/2005/pr1120-3.shtml ).
شوبير هو الذي تخلى عن أهالي حي الغفران بقحافة بطنطا عندما جاء قرار بهدم لبيوتهم حيث لجأ حينها أهالي تلك المنطقة إلى الشيخ سيد عسكر لرفع الظلم عنهم فما كان من الرجل إلا أن تقدم بطلب إحاطة تصدى له بغرابة شديدة النائب شوبير مدافعاً عن موقف الحكومة حتى عندما أصبح الأمر خطيراً وتقدم العديد من النواب بطلبات إحاطة حول هذا الهدم التعسفي فما كان من شوبير إلا أن التزم الصمت ولم يرد أن يناصر أهل دائرته بعد أن ثبت بالدليل حجم الظلم الذي تعرضوا له ! (
http://www.gharbiaonline.com/main/main_page_nwab.asp?NewsID=1539 )
هذا غير أن السيد أحمد شوبير ثروته تزيد عن 90 مليون جنيه وهو رقم من المستحيل أن يجمعه حارس مرمى سابق ظل معظم حياته في النادي الأهلي لاعباً احتياطيا ناهيك عن قلة الأموال التي كانت تمنح للاعبين في هذه الفترة ، ناهيك أيضاً عن أن السيد شوبير ليس له نشاط مالي معروف من تجارة أو صناعة .
إذاً من أين لك هذا ..؟؟ ، إن هذا بالطبع ليس فقط من علب الإمارات إياها وهدايا رجال الأعمال نتيجة فوز المنتخب مرتين ببطولة كأس الأمم الإفريقية .
ونكتفي بهذا القدر لنرى بعدها..
ثانياً شوبير الإعلامي :
وهنا تكمن خطورة هذا الرجل ، حيث التأثير على بعض الأحداث وليس على الرأي العام لافتقاده المصداقية عند كثير من الجماهير الرياضية المصرية.
لا أعرف من أين أبدأ ، هل أبدأ بتمجيده الدائم في حزبه السياسي المستعمر لأرض مصر، أم باستغلال برنامجه وأشباه النقاد الذين يجلبهم في برنامجه الرياضي للهجوم على خصومه وتبرير أفعاله .
بل تخطى الأمر الهجوم على خصومه الرياضيين وتعدى إلى مهاجمة خصومه السياسيين باستغلاله لبرنامجه الرياضي السابق على قناة دريم لشن هجوم سياسي على الإخوان المسلمين وبالأخص تظاهرة الأزهر الشهيرة !!
أم أتحدث عن افتعاله للأزمات مثل أحاديثه السابقة عن هروب جوزيه وعن تناسي لاعبي وإداريي النادي الأهلي للراحل محمد عبد الوهاب في حركة إعلامية رخيصة ، أم عن استغلال احتراف شوقي للهجوم على جوزيه، أم أتحدث عن بيت الشعر إياه الذي قاله عن جماهير وإدارة الزمالك في حديثه التليفوني العصبي إثر سباب جماهير الزمالك له بشكل جماعي بسبب خلافه مع ممدوح عباس وقتها، ثم يصبح بين ليلة وضحاها الحصن الأول والأخير للدفاع عن ممدوح عباس ومصالحه ومهاجمة كل من يهاجمه ! وأترككم مع هذا المقال الهام جدا للأستاذ عصام شلتوت في جريدة العربي والذي يوضح فيه عمق العلاقة بين عباس وشوبير (
http://www.al-araby.com/docs/article3604.html ) .

شوبير الرياضي :

وبالرغم من حديثي السابق عن بعض فضائح شوبير الرياضية الحالية في صورة حوار افتراضي بين أ. لميس وبينه ، إلا أنني لابد أن أذكر الجميع بما قام به سابقاً مع المرحومين ثابت البطل وصالح سليم ، وفضيحة التذاكر وحادثة القبض على سائق أحمد شوبير بحجة اختفاء تذاكر كأس الأمم الإفريقية من منافذ بيعها .!!
مما استدعى النائب محمد حمدي بتقديم طلب إحاطة في مجلس الشعب حول التهم المنسوبة لشوبير حول قضية التذاكر المعروفة (
http://forum.sendbad.net/t4325.html )، هذا غير سبوبة النقل الفضائي للدوري المصري سابقاً على دريم والآن على قناة الحياة .

ما سبق ما هو إلا اختصار شديد لملامح شوبير في الواقع المصري ، وبقليل من العقل سنعلم جميعاً من هو الكاذب ومن هو الجاني هل شوبير أم الرمز النظيف الكابتن محمود الخطيب الذي رفع اسم مصر عالياً كثيراً سواء مع نادي ه الأهلي أو مع المنتخب ، واللاعب المصري الوحيد في التاريخ الذي حصل على جائزة أفضل لاعب إفريقي ، اللاعب الذي لم يحصل في حياته كلها سوى على كارت أصفر واحد وهو في مباراة الناشئين أمام الزمالك .


ملحوظة : الروابط السابقة في الموضوع هي لدعوة القارئ للتعمق أكثر في معرفة الأحداث .

الأحد، 7 سبتمبر 2008

بعد هراري .. هل عاد الأهلي أم لم يعد ؟

كثير من مشجعي النادي الأهلي انزعجوا بشدة من أداء فريقهم في مبارياته بالآونة الأخيرة ، والتي أدت للخسارة في مباراة والتعادل في مباراة أمام فريق من تسعة لاعبين فقط ! ..وفوز وحيد في الدقيقة 94 بأقدام حلال العقد محمد أبو تريكة , توقع الكثيرين عودة الأهلي للطريق الصحيح من حيث الأداء والنتائج في أقرب وقت معللين ذلك بأن هذا هو ما تعودناه من فريق الأهلي في بداية كل موسم في الثلاث سنوات الأخيرة .
كانت الآراء المحللة لوضع الفريق الحالي تعتقد بوجود خلل فيه نتاج ضعف اللياقة البدنية أو بسبب انخفاض الروح المعنوية للاعبين أو بسبب التطور الهائل في مستوى الفرق المنافسة أو لكبر سن مدافعي الفريق والخبرة الغير كافية لحارس مرماهم أو للاستهتار من البعض في الأداء أو لسوء القيادة من جوزيه خارج الخطوط أو بسبب الإجهاد الذي يتعرض له الفريق وهي الحجة التي لا أرى لها منطق في ظل إراحة كافية لمعظم لاعبي الفريق الأساسيين بالإضافة إلى معسكر ناجح في ألمانيا .
قد يتفق معي البعض أو يختلف بأن تراجع مستوى الفريق في الفترة السابقة يعود سببه في الأساس إلى سوء التشكيل الذي يبدأ به جوزيه هذه المباريات .
مما لا شك فيه أن جوزيه هو أفضل مدرب للفريق في تاريخ النادي ومن أفضل عشرة مدربين في العالم حالياً وهذا هو رأيي ، لكنه كما يقال لكل جواد كبوة ، وكبوة جوزيه ليست نتاج فقر في إمكانيات اللاعبين بل العكس حيث أن كثرة اللاعبين المتميزين داخل الفريق ورغبة جوزيه بالاستفادة منهم جميعاً قد أثر بشكل سلبي على تكتيكاته وأداءه .
استقدام لاعبين في مستوى سيد معوض وأحمد حسن وحسين ياسر وغياب النحاس جعل جوزيه يرتبك قليلاً في وضعه للتكتيك المناسب للمباريات .
فتوافر لاعبين مثل جلبرتو وسيد معوض في الناحية اليسرى وبركات وأحمد حسن في الناحية اليمنى ، مع وجود خاصية لأحمد حسن وجلبرتو باللعب في وسط الملعب وخبرتهم الطويلة في ذلك نتيجة لعبهم في تلك المراكز مع منتخبات بلادهم قد صور للبرتغالي مانويل جوزيه أن إمكانية تطبيق طريقة 4-4-2 بشكل ناجح وساحق قد لاحت له بوجود هذين اللاعبين .
لكن مانويل جوزيه كان يعلم في قرارة نفسه وعلى يقين تام بأن إمكانية التطبيق ستصعب كثيراً على أرض الواقع لأن اللعب بهذه الطريق قد يحدث خللاً في الدفاع يؤدي لخسارة الفريق .
لذا أعتقد أنه حاول أن يبتكر طريقة خاصة تمزج بين الشق الهجومي لطريقة 4-4-2 وطريقة الدفاع لـ 3-5-2 .. فوجدنا سيد معوض يلعب بجوار جلبرتو وأحمد حسن يلعب بجوار بركات حيث أن وجود هؤلاء اللاعبين بتلك الإمكانيات بهذا التوزيع داخل أرض الملعب هو الشكل النموذجي لطريقة 4-4-2 لكن وجود ثلاثي الدفاع شادي وأحمد السيد ووائل جمعة وأمامهم لاعبي الارتكاز عاشور وبوجا وفي الهجوم متعب وفلافيو يعود بنا إلى الشكل المعتاد لطريقة 3-5-2.
لذا قام جوزيه بالتضحية بمركز صانع الألعاب الذي يشغله تريكة بكل اقتدار على حساب تقوية الجناحين الأيمن والأيسر مستغلاً وجود لاعبين قد يكونون الأفضل في إفريقيا في هذه المراكز .
لكن الرياح أتت بما لا تشتهيه السفن ، حيث أن كفاءة جلبرتو وأحمد حسن في لعب دور صانع الألعاب أقل بكثير من كفاءة تريكة أو حتى كفاءة بركات في هذا المركز ، وهذا باختصار لأن إمكانيات أحمد حسن وجلبرتو لا تتناسب مع تأدية هذا الواجب الهجومي بالإضافة إلى الشق الدفاعي من حيث التغطية وراء رؤوس الحربة والجناحين بركات ومعوض ، لذا كان الأهلي يعاني بشدة في إيصال الكرة إلى المهاجمين وضعف الأداء الفعال لخط الوسط .
كنت أجلس بالأمس أثناء مشاهدتي لمباراة الأهلي مع فريق ديناموز هراري مع صديق لي ، ومع مشاهدتنا للإبداع والإمتاع من الفريق الأهلاوي من حيث القوة الهجومية والصرامة الدفاعية والامتلاك القوي لخط الوسط قال لي صديقي مازحاً أن سبب تألق الأهلي هو غياب متعب وبالتالي عودة الحظ للفريق .
حقيقة لا أخفي استيائي من هذا الكلام لاسيما أن هذا الكلام عن لاعب يؤدي بشكل جيد ويحتل مكانة مرموقة بين هدافين مصر وإفريقيا بالرغم من صغر سنه أو حتى بالرغم من حالة العقم التهديفي التي يمر بها منذ فترة ليست بالقصيرة .
لكن حقيقة ما شاهدناه بالأمس قد يعود لقيام جوزيه بالتقليب في دفاتره التكتيكية القديمة وبالأخص مذكرات عام 2005 والتي كان الأهلي يلعب بها بمثلث الرعب تريكة - بركات – متعب ، ذلك الثلاثي الذي فعل الأعاجيب بكل دفاعات القارة السمراء ، وإذا استبدلنا متعب بفلافيو فإننا نجد أن المثلث لم يخسر أي من أضلاعه الهامة .
كان لابد على جوزيه أن يدرك تماماً أن توقه الشديد للاستفادة من مهارات معوض وأحمد حسن قد يأتي على حساب الأداء الجمالي للفريق والنتائج أيضاً ، وهذا ما اتضح من مباريات روما والمصري والمقاولون العرب وديناموز هراري ( مباراة الذهاب ) .
ليس من العيب أن يجلس أحمد حسن ومعوض احتياطيين ، لكن العيب هو التضحية بالفريق كله من أجل الاستفادة من مهارة اثنين من اللاعبين من الممكن الاستفادة منهم خلال المباراة في التبديلات وتغيير تكتيكات اللعب أثناء المباراة على الأخص أنهما لاعبان من طراز رفيع ، لكن الطريقة التي أصر عليها جوزيه لعدة مباريات من المزج بين طريقتي 4-4-2 وطريقة 3-5-2 هي طريقة أثبتت فشلها وضعفها .
قد يعتقد البعض أن جوزيه سوف يلجأ إليها في المباريات القادمة من خلال وجود تريكة إلى جانب فلافيو في خط الهجوم وعلى الجانب الأيسر جلبرتو ومعوض وعلى الأيمن بركات وأحمد حسن ، لكني أعتقد أن هذه الطريقة لن تنجح لسببين أولهما أن أبو تريكة يفقد 90% من إمكانياته عند لعبه كرأس حربة فهو لاعب يعشق الانطلاق من الخلف إلى الأمام ، ثانياً وهو ما ذكرناه سابقاً ضعف الأداء الدفاعي لأحمد حسن وجلبرتو نتيجة اضطرارهم للتغطية الدفاعية على الجناحين ولاعبي الهجوم .
أخلص من حديثي هذا أن أفضل الطرق التي يستطيع اللعب الأهلي بها والسيطرة على مجريات أية مباراة سيلعبها في المستقبل هي تلك الطريقة التي لعب بها الأهلي مع ديناموز هراري في زيمبابوي مع إمكانية الدفاع بأحمد حسن ومعوض كبدلاء إذا استلزم الأمر .
ملاحظات حمراء :
· أحمد السيد أنت أفضل مدافع مساك في مصر ، لكن عصبيتك الزائدة قد تسبب الخسارة لفريقك يوماً ما .
· عاشور – بوجا ذكرتمونا بحسن مصطفى وشوقي في 2005 ، اللهم أدمها نعمة .
· لا يجب التهاون في المباريات الإفريقية القادمة حتى لا تتسبب أية خسارة للفريق في اهتزاز روحه المعنوية وأداءه الجيد في باقي مشوار الأهلي في البطولة .
· حسين ياسر – العجيزي هما أهم لاعبان يجب الاستعانة بهما في المرحلة القامة ، فأرجو الاهتمام من جوزيه .
· يا ترى ماذا سيقول إعلامنا الرياضي المبجل إذا ما قام ناديي الإفريقي والصفاقسي التونسيان بتفويت المباريات لبعضهم البعض من أجل إخراج فريق حرس الحدود المصري من البطولة الكونفدرالية ، وهل هذا ما سيطلبونه من فريق الأهلي من أجل صعود الزمالك معه للدور نصف النهائي في مسابقة دوري الأبطال وبالأخص بعد خسارة الزمالك 3/0 من فريق أسيك العاجي ؟! ..سؤال يطرح نفسه لأصحاب ضمائر Fair Play !!!.