السبت، 10 يناير 2009

الفتــنة الكبـــــرى

حقيقة لا أجد توصيفاً لما يجري في غزة وتداعيتها سوى هذا المصطلح الذي أطلقه الإعلامي أحمد المسلماني على قناة دريم " الفتنة الكبرى " ، فاللعبة التي قامت بها إسرائيل بكل كفاءة واقتدار قد نجحت في بعثرة الموقف العربي والفلسطيني من خلال اتهامات متبادلة حالت دون التحام الصفوف لمواجهة ما تفرضه عليها من تحديات .
الكل مدان في هذه لقضية والكل يتاجر بالدم الفلسطيني لصالحه في مشهد هزلي مقزز لم يمر على تاريخ البشرية ، ذاك المشهد الذي كان بإمكاننا تجنبه لو أن القائمين على حكم مصر ليسو مجموعة من هواة السياسة الفاسدين ، فزيارة وزيرة الخارجية الإسرائيلية لمصر قبل اجتياح غزة بيوم واحد هي من دق المسمار في نعش التوحد العربي ، تلك الزيارة التي اختارتها الإدارة الإسرائيلية باحترافية شديدة ولما لا فقد رشحت لها إحدى أهم مسئولين الموساد السابقين ليقوم بها بحرفية عالية من خلال مصافحات الحرباء ليفني لكل من المعتوهين مبارك وأبو الغيط ، وهنا نقطة مهمة تبين لنا مدى التخلف العربي في اختيار مسئوليه والذي فضحه ذكاء ليفني وغباء حارس دورة المياه " أبو الغيط " .
كان من الإمكان تجنب هذه المجزرة لو أن الإدارة المصرية تعاملت باحترافية وذكاء مع تلك الزيارة والتي وقف فيها " خيال المآتى " أبو الغيط صامتاً وهو يستمع لإعلان الحرب الإسرائيلي يتلى بجانب رأسه من قبل الحسناء ليفني والذي اكتفى صاحبنا بالتحديق في جمالها وتسنيدها ولهاناً بضحكاتها ، ولما لا فهو عجوز معتوه مثل كثير من الحكام العرب على استعداد أن يبيع وطنه في سبيل ضحكة رقيعة يسمعها من نساء بني صهيون.
هذه الزيارة تضعنا أمام احتمالين لا ثالث لهما ، إما أن الاستخبارات المصرية كانت نائمة ولم تبلغ القيادات السياسية بنية الكيان الصهيوني في غزو غزة مما وضع ساسة مصر في موقف حرج باستقبال تلك الوزيرة بحسن نية ، أو أن الاستخبارات المصرية كعهدنا بها دائما استخبارات قوية ووطنية قامت بدورها بتبليغ مبارك وصبيه أبو الغيط لكنهما بغباءهما السياسي وقعا في فخ إسرائيل ، وهنا يجب التنويه على أنه من الممكن أن تمتلك جهاز مخابرات على أعلى مستوى لكن تضيع جهوده بسبب غباء من يحكمون وهذا مثال اتضح في كثير من الحالات وأهمها الـKGB السوفييتية قديماً أفضل جهاز استخبارات عرفه التاريخ والذي كان يعمل تحت إمرة بضع من السفهاء أمثال ميخائيل جورباتشوف ، أو جهاز الاستخبارات البريطاني في إرهاصات الحرب العالمية الثانية .
انتهت الزيارة بمرها ومرها وأصبحت الأمة على اجتياح دموي لغزة الفلسطينية بحجة إطلاق حماس صواريخ " بمب " على أراضي إسرائيل ، وهنا لابد من وقفة أمام حماس تلك الحركة المتناهية الغباء السياسي وذلك بسبب رفضها تمديد الهدنة واعتقادها أنها في قوة مماثلة لحزب الله تستطيع أن توقع الخسائر في إسرائيل مثلما فعل نصر الله مع اليهود ، ناهيك عن غباءهم الغير مبرر في الدخول للانتخابات الفلسطينية قديماً بحجة محاربة الفساد الفتحاوي مما نتج عنه فوزهم بالسلطة وخسارة فلسطين لأي يد دولية قد تمتد لمساعدتها إذا ما حصل لها مكروه كما نجحوا بغباءهم في مساعدة إسرائيل بتقسيم فلسطين إلى دولتين هما غزة والضفة الغربية وهذا ما تحاول مصر متمثلة في عمر سليمان رئيس استخباراتها أن تمنعه .
نحن نعلم أن ألف باء سياسة تقتضي على الحمساويين أن يدركوا بأنهم بسبب وصولهم للسلطة وجب عليهم تخليهم عن السلاح واعترافهم بإسرائيل كدولة ذات سيادة مثلما فعل الفتحاويين قبلهم كي يتمكنوا من التفاوض معها ومع الغرب على حقوقهم ، وهذا السبب هو الذي جعل الحكيم الشيخ ياسين عليه رحمة الله يرفض خوض الانتخابات بالرغم من يقينه بأن الفوز حليف حركته كما الشمس حليف النهار ، ولأنه كان يترك السياسة للفتحاويين والمقاومة للحمساويين حتى تستطيع أن تضغط على عدوك بكل الأوراق المتاحة ، أما الآن فقد خسرت فلسطين كل أوراقها بعراك الدجاج بين حماس وفتح على سلطة لدولة غير معترف بها ! .
لا أعلم حقيقة من هو الطرف الذي أجج في رأس هنية رفض التهدئة وأقنعه بقدرته على هزيمة إسرائيل بسلاح بدائي لا يستطيع صد جيش مدغشقر ناهيك عن إحدى أهم القوى العسكرية في العالم ؟! ، ولما لم يقم أحد بإفهام هنية حقيقة موقفه العسكري الذي يكاد يعادل صفراً فهو يستورد سلاحه من حكومة حليفة للغرب وإسرائيل ألا وهي حكومة مصر عن طريق الأنفاق ، ذاك السلاح الذي وجوده مثل عدمه ، على عكس حزب الله الذي فتحت له خزائن السلاح السوري والإيراني خلال سنين طوال .
وماذا كانت المحصلة أكثر من ثمانمائة شهيد فلسطيني ، وأربعة آلاف جريح ، ناهيك عن حجم الخراب والتدمير الذي أصاب البنية التحتية بغزة .
وبعد أن توصل العرب في مجلس الأمن بقرار لوقف إطلاق النار فوجئنا بالحمساويين يرددون كلام وزير خارجية سوريا وليد المعلم بأنهم لن يوافقوا على اتفاق ليسوا طرفاً فيه ، بالله عليكم هل هذا كلام عقلاء ؟! ، ما هذه المكابرة التي تمارسها حركة حماس على حساب الدم الفلسطيني من أجل تحقيق مكاسب مستحيلة من خلال اعتراف العالم بهم كحكومة فلسطينية ، أو انتصار وهمي من خلال إقناع الراي العام العالمي بأن حماس أجبرت إسرائيل على طلب وقف إطلاق النار من خلال قتلها لإسرائيليين لا يتجاوزون عدد أصابع اليدين في حين قتلت الأخرى المئات !!.
نأتي للدور العربي الذي انشق لفسطاطين أحدهما يهاجم مصر والآخر يدافع عن سياسات الاعتدال المتمثلة في مهادنة إسرائيل وطاعة أمريكا ، فخرجت علينا مظاهرات مليونية في سوريا حاملة صور للأسد بشار ويسبون النظام المصري ويدعون للمقاومة في حين أن الجولان لم تطلق فيها رصاصة منذ ما يزيد عن ثلاثون عاماً ناهيك عن اختراقات الطيران الإسرائيلي كل شهر تقريباً للحدود السورية وصولاً إلى دمشق دون تعرضها لبطارية دفاع جوي واحدة ! ، كما خرجت علينا المظاهرات في قطر المطالبة بالنصرة لإخوانهم في غزة في حين أنه لم يقم قطري واحد بالمطالبة بخلع العائلة الحاكمة القطرية التي تتمرغ يومياً في التراب اليهودي طالبة ود الكيان الصهيوني ، خرجت علينا أيضاً المظاهرات في اليمن واقتحم اليمنيون القنصلية المصرية في حين أن اليمن ارتعدت من إريتريا قديماً ولم تستطع مواجهتها بينما يطالب شعبها الآن بمحاربة إسرائيل ! ، كما خرجت علينا المظاهرات في المغرب تطالب بالثأر من إسرائيل وخرج المغاربة المقيمون في بلاد أوروبا بمهاجمة السفارات المصرية في حين أنهم لم يطلقوا رصاصة واحدة على أسبانيا التي تحتل سبتة ومليلة أو يهاجموا سفاراتها ، وكذلك الأردنيون خرجوا في مظاهرات تسب مصر وحكومتها وتهاجم سفارتنا بالأردن في حين لم يقم أردني واحد بمهاجمة الملك القزم عبد الله الخائن ابن الخائن حفيد الخائنين ومواقف عائلته يذكرها التاريخ بكل قذارتها ، حتى السودانيين خرجوا بقيادة البشير المظفر في مظاهرات مليونية لمهاجمة مصر والصمت العربي والإسرائيليين ولم يقوموا بخطوة إيجابية واحدة تجاه بلدهم الخرب من كل أنواع الحروب والصراعات ، مئات من المواقف المتناقضة شقت الصف العربي بسبب غباء الموقف الرسمي المصري ، وانقاد العرب بغوغائية شديدة تجاه سب بعضهم البعض تاركين العدو يمرح ويسرح بطائراته فوق سماء غزة كما خطط وحسب سابقاً .
نأتي للمعسكر السوري الإيراني الذي استغل ما يحدث بقذارة وقحة ليجبر الغرب على التعامل معه واعتباره لاعباً أساسياً في أحداث الشرق الأوسط مما سيجنبهم الغضب الأمريكي مستقبلاً وهذا ما يتضح جلياً في الدور الإيراني الذي تلعبه في العراق وسوريا والبحرين ولبنان وحماس ، وزيارة ساركوزي لسوريا ومطالبته إياها بالتدخل ، وهذا لا يعيب إيران وسوريا سياسياً بمحاولة التخلص من مشاكلهم الخارجية ورميها على أكتاف العرب وإنما يعيبهما أخلاقياً ..لكننا في زمن مسخ لا مكانة فيه للأخلاق لذا لا داعي للومهما .
نأتي للدور المصري المهترئ والذي ينحدر يوماً بعد آخر بسبب إهمال القيادة المصرية الدور الخارجي مكتفية بصراعاتها مع المعارضة وكبتها للحريات من أجل تمهيد الطريق للوريث جمال مبارك .
واحسرتاه على السياسة الخارجية المصرية التي كانت في أوج قوتها في العصر الناصري حين كانت مصر قائدة العرب الفعلية التي لا تستطيع أي دولة عربية شق عصا أمرها ، أو إفريقياً حيث سيطرت مصر سياسياً على القارة اللهم عدا دولة أو دولتين ، ناهيك عن فرض احترامنا على الغرب من خلال حركة عدم الإنحياز التي أسسها ناصر مع الزعيم الهندي نهرو أو من خلال اشتراكنا بفعالية في صراع القطبين بعد المساندة اللامحدودة التي لقيتها إسرائيل من الولايات المتحدة آنذاك ، ولا يعيب عبد الناصر خسارة معاركه الحربية بجيش لدولة نامية فرض عليه القتال أمام أعتى القوى العالمية عدة مرات ، وكذلك كان السادات الذي كان يلعب بأوراقه السياسية الواقعية باحترافية شديدة وإن كان يعيبه رضوخه في بعض الأحيان لمطالب الشيطان الأمريكي من أجل تحرير آخر شبر في سيناء كما يعيبه طعن الاتحاد السوفييتي في ظهره في التحالف السري الذي شارك به خلال الحرب الأفغانية ضد السوفييت .
أما الآن فأمن مصر القومي مدمر عن آخره ولننظر إلى الخريطة السياسية المصرية الممتدة جنوباً عبر عمقها الإفريقي لنجد أن دارفور في يد الأمريكان والإسرائيليين بسبب تخاذلنا في مساندة الحكومة السودانية وخلافاتنا معها المتعددة مما جعلها تخسر أمام قوى المعارضة السودانية المتحكمة في الجنوب وهذا سيشكل تهديداً على السد العالي ونهر النيل هذا إذا أضفنا له التحالف الإثيوبي الإسرائيلي ، دعونا ننتقل يميناً قليلاً تجاه القرن الإفريقي حيث تقبع أكبر قاعدة أمريكية في إفريقيا وهي التي في جيبوتي حيث يوجد بها أكثر من 2000 جندي أمريكي مجهزين بكافة الأسلحة ، ناهيك عن قراصنة الصومال وتهديدهم لأمن مصر الاقتصادي المتمثل في قناة السويس وهذا ما اتضح في انخفاض إيرادات مصر من القناة في آخر 3 شهور من عام 2008 كما ذكر رئيس هيئة قناة السويس في تقريره السنوي ، وإذا جنحنا يميناً سوف نجد التهديد الإسرائيلي والذي كانت كل حروبنا معه في العصر الحديث والذي لا يجب الإرتكان إلى أي معاهدة سلام معه كصك أمان من شروره بل المدهش أن يجنح النظام المصري لأبعد من ذلك في بيعه الغاز المصري بثمن أقل من ثمنه الذي يبيعه للمصريين أو من الثمن العالمي بالرغم من حكم محكمة القضاء الإداري مرتين ببطلان تلك الاتفاقية ناهيك عن الكويز والسياح الإسرائيلين الذي يدخلون إلى بلادنا دون أي عقبات كأنهم يتنقلون بين حيفا ويافا بالإضافة لهذا التهديد العسكري هناك تهديد طبيعي ومالي متمثل في سعي كل من إسرائيل والأردن لشق قناة موازية لقناة السويس في خليج العقبة مما قد يتسبب في كوارث طبيعية على جبال سيناء وبالتالي حدوث الزلازل ناهيك عن تفضيل الغرب التعامل مع إسرائيل عنه عن مصر وبالتالي خسارتنا اقتصادياً ، نروح شمالاً لنجد أمامنا قارة أوروبا التي دائماً ما ذكر لنا التاريخ أن معظم الاجتياحات لمصر جاءت عن طريقها ابتداءً بالرومان مروراً بالحروب الصليبية والحملات الفرنسية انتهاءً بالاحتلال البريطاني الذي تم إجلاءه منذ 60 عاماًَ فقط ، بالإضافة لخطر طبيعي متمثل في غرق مدن الدلتا بعد فترة لا تتجاوز العشرون عاماً كما حذر علماء جيولوجيون مصريون كثيرون بما فيهم الدكتور فاروق الباز بسبب الانهيارات الجليدية التي ستحدث في القطب الشمالي ، ننتقل غرباً إلى الجماهيرية العظمى والتي لا أعلم أي سبب لعظمتها ، التي كان المارينز الأمريكي في الثمانينات يقوم بعمليات إنزال دورية داخل أراضيها ليغتال من يشاء والتي أصبحت الآن مهادنة للأمريكان بعد ما سلم لهم مفاعل ليبيا النووي ودمر كل أسلحته الكيماوية العقيد الذي لم يخض حرباً في حياته الفارس المغوار الملهم معمر القذافي.
هذا هو واقع الأمن القومي المصري المؤسف والذي يعلمه القاصي والداني لكن مبارك لا يفزع لشيء سوى عند سماعه بوجود أحد يعارضه لم يتم القبض عليه أو أن حجم ما ينهبه سنوياً هو ورفاقه من بلادنا قد قل شيئاً قليلاً .
نعود إلى الرئيس مبارك الذي ارتعدت فرائسه من خطاب نصر الله الذي وجهه للشعب والجيش المصري مطالباً إيانا بالإنقلاب على ذاك الطاغية ، لنجد الرئيس المصري يرد بخطاباً على خطابه مدعياً فيه البراءة والوطنية وهو من لم نره يلقي علينا مثل تلك الخطابات من قبل في حوادث أكبر فاجعة من أحداث غزة مثل حادثة العبارة التي ترك ضحاياها الألف ومائتين يموتون في البحر وهرَّب مالكها ليجلس بكل وقاحة في إستاد القاهرة يتابع لقاء منتخبي مصر والسنغال في أمم 2006 ، أو حادثة انهيارات تل المقطم وموت أهالي الدويقة أو حتى في أحداث خارجية مشابهة لما يحصل في غزة مثل أحداث لبنان 2006 والتي أدين فيها النظام المصري مثل ما يحدث الآن لكنه لم يخرج بخطاب مثل خطابه الذي رد فيه على خطاب نصر الله خوفاً من أن يسعى الجيش المصري في الإنقلاب عليه .
وبعيداً عن خطاب مبارك الذي أضاف له خطاباً آخر أكثر سخافة عن معبر رفح وتمسكه باتفاقية 2005 ، كان أداء أبو الغيط كارثياً وهزلياً طوال فترة الأزمة وكان أقل وزراء خارجية العرب والعالم فهماً ووعياً لما يقوله أو ذكاءً في تحركاته .
كل هذا يحدث والدم الفلسطيني هو الثمن الذي يدفع يومياً ، العرب يتصارعون فيما بينهم من أجل الخلاص من ذنب هذا الدم بينما تتصارع حماس وفتح على أشلاء دولة تمزقت تحت القصف في محاولة دؤوبة لكل منهما في إقصاء الآخر ، بينما أداء السياسة المصرية لا يقل تخلفاً وفساداً عن أداءها الداخلي ، ولك الله يا شعب غزة .

زمــن المســــــــــخ

حقيقة لا أستطيع أن أنكر أن أول ما شعرت به نفسي بعد رؤيتي لما بثه المدعو شوبير من سموم هو قرف شديد ..القرف من انتمائي لتلك الحقبة البائسة من تاريخ مصر ، تلك الحقبة التي صار فيها مبارك رئيساً وابنه وريثاً وأضحى فيها يوسف والي وإبراهيم سليمان وفاروق حسني وصفوت الشريف وزراءً وحصل فيها أمثال شوبير على مقاعد في مجلس الشعب ، تلك الحقبة التي لا تحمل سوى شعار واحد وهو " ذل مصر " كما قال عنها الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل .
كم تمنيت أن أكون منتمياً لجيل 73 أو جيل الثورة أو جيل 19 أو حتى جيل 67 ولا أن أكون منتمياً لتلك الفترة البائسة من تاريخ مصر التي خون فيها الأمين وولي علينا فيها الفاسدون .
كم تمنيت أن أخلق قبل أن يوجد هذا الحزب الذي لا يرقب أعضاءه في الله إلاً ولا ذمة ، والذين لا يتورعون في نهب مصر وقتل شعبها وسجن مواطنيها دون ذنب ناهيك عن تلفيق التهم دون أي سند .
بالأمس خرج شوبير تلك الحية الرقطاء التي بليت بها الرياضة المصرية مثلما بليت في كل أوصالها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بكثير من أقرانه بالعديد من التهم التي كالها لرابطة الألتراس الأهلاوية دون رجفة جفن أو إهتزاز ضمير .
أخذ يرددها على مسامع المشاهدين بحرفية مطلقة تعودناها منه في الكذب والتدليس .. ولما لا فهو بلطجي انتخابات مجلس الشعب كما ذكرت " الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان " في تقريرها المؤرح بـ20 نوفمبر 2005 حينما ذكرت ( وفى دائرة طنطا بالغربية قام أنصار مرشح الحزب الوطني أحمد شوبير بضرب مرشح الاخوان المسلمين أمام مدرسة سيد العريان ما أدى الى اشتباكات قامت الشرطة على أثرها باغلاق مركز الاقتراع لمدة ثلاث ساعات ) .
http://anhri.net/egypt/makal/2005/pr1120-3.shtml
ولما لا فهو لص تذاكر كأس أمم 2006 والمتاجر في دماء ضحاياها الذين قتلوا في محاولة شراءها كما تقدم في شهر يونيو 2006 النائب محمد حمدي المتحدث الرسمي عن جماعة الإخوان المسلمين بطلب إحاطة لرئيس مجلس الشعب المصري د. أحمد فتحي سرور لمناقشة الإتهامات الموجهة ضد أحمد شوبير عضو البرلمان عن دائرة طنطا ( مسقط رأسه ) و نجم الأهلي و المنتخب الوطني سابقاً و نائب رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم سابقاً و المتورط في مخالفات بيع تذاكر بطولة كأس الأمم الافريقية الاخيرة في السوق السوداء باضعاف سعرها الحقيقي .وكان سائق الكابتن أحمد شوبير قد اُلقى عليه القبض من قِبل جهات أمنية كانت تتولى التحقيق في إختفاء التذاكر من منافذ بيعها .. و قد زج باسم الكابتن احمد شوبير في التحقيقات، إلا ان شوبير أنكر معرفته بافعال سائقه و قال انها افعال شخصية لم يكن على علم بها ، لكنه لم يفسر كيفيه حصول سائقه على هذا العدد الضخم من التذاكر.
وقد أكد البعض ان تلك الفضيحة هي سبب عدم حضور احمد شوبير للتكريم و الاستقبال الذي اقامه الرئيس للمنتخب وأعضاء اتحاد الكرة بعد يومين من الفوز التاريخي باللقب الافريقي للمرة الخامسة.. بينما أكد البعض ان رئيس الجمهورية هو الذي طلب بنفسه عدم حضور شوبير بعد الاساءة البالغة التي تسببت بها السوق السوداء لتذاكر بطولة كأس الأمم و التي أثرت بالسلب على التظيم الرائع للبطولة !!
المصيبة أننا نجد شوبير يتحدث عن عن أمن مصر وشعب مصر وهو الذي سعى في هدم بيوت حي الغفران بقحافة من أجل مصلحته الشخصية وسأورد نص ما حدث في تلك الفترة كاملاً : ( في مساء الاثنين 3/4/2006 ورد لفضيلة الشيخ السيد عسكر نائب طنطا اتصالا هاتفيا من مكتبه الرئيسي بطنطا وأخبره بما حدث - في حي الغفران بقحافة - من هدم للبيوت وإنذار بهدم باقي البيوت في اليوم التالي وأكد ذلك الاتصالات الكثيفة التي تلقاها سيادته من أهالي المنطقة وطالبوا فضيلته بالمجيء إلى طنطا لوقف الظلم الواقع عليهم فأكد لهم السيد النائب أن وجوده في المجلس سيكون أجدى للقضية. ونستمع إلي تفاصيل الموضوع من السيد النائب شخصياً : بمجرد أن وصلتني الأخبار تقدمت إلي المجلس ببيان عاجل محذرا من حدوث اضطراب أمني خطير إذا تم هدم بقية المنازل وأن ما حدث مخالف للقانون ولا يجوز هدم أي بناء إلا بحكم قضائي وعرض هذا البيان في الجلسة المسائية من يوم الثلاثاء 4/ 4 فقمت ووضحت الأمر وفوجئت بأن رئيس المجلس قدم بعدي مباشرة النائب أحمد شوبير, ظننت في بادئ الأمر أنه قام ليدعم موقفي ويدافع عن أهالي طنطا ولكني فوجئت بأنه قام مدافعا عن الحكومة ومكذبا لما أقول زاعما أنه اتصل بالمسئولين في طنطا وأخبروه بأنه لم تحدث أي إزالة لأي بيوت وإنما هو قرار من المحافظ بهدم عشش فراخ حماية للمواطنين من إنفلوانز الطيور و حاول تأكيد كلامه بأن الشرطة في طنطا مشغولة بمباريات دورة الترقي , فقمت بعده مباشرة وقلت لا تعليق لي على ما قاله الزميل وأنا في انتظار رد الحكومة لكي أحاسبها على ما تقول فقام السيد الدكتور مفيد شهاب ممثل الحكومة وذكر أنه لم يحدث أي اضطراب أمني وأنه هناك بعض التعديات على الأرض الزراعية في أربعة عشر موضعا في حي الغفران وأنه تم إزالة ثلاثة عشر نقطه منها وهي عبارة عن بعض القواعد و الأعمدة الخرسانية والحكومة معنية بتنفيذ القانون حفاظا علي هيبته , فقمت بعده مباشرة وقلت هاهي الحكومة تعترف بارتكاب الجريمة وأن الأمر لم يكن عشش فراخ ..!! وطالبت بوقف إجراءات هدم أي مباني جديدة وطالبت لذلك بتعويض من هدمت منازلهم.
وبدأ النقاش يحتد فقام د/ سرور بإحالة الموضوع إلي لجنة الإدارة المحلية للبت في الموضوع و اتخاذ قرار في مساء نفس اليوم اتصل أحد المواطنين من المتضررين وسألته عما جرى بالأمس فأخبرني بأنه كان في منزله وأنهم أرادوا هدم المنزل وأصر على البقاء فيه فطلبوا منه أن يخرج وأنهم سيضربون جدرا واحدا وينصرفوا فصدقهم ونزل فهدموا المنزل فقلت له هل معك إيصالات كهرباء وخلافه ، فقال نعم في يوم الأربعاء فوجئت بتليفون من المجلس بأن الموضوع معروض على لجنة الإدارة المحلية صباح الخميس الساعة العاشرة والنصف فاتصلت بطنطا وكلفت مكتبي بإحضار الملف الكامل للموضوع متضمنا دراسة قانونيه و تصوير الموقع بالصوت و الصورة لعرضه علي اللجنة و جمع فواتير الخدمات للبيوت المتضررة و كذلك فواتير الجيران و طلبت سرعة إرسال الملف بالكامل قبل التاسعة من صباح الخميس و بالفعل كان الموضوع معي متكاملا في الموعد .
و بالفعل انعقدت اللجنة صباح الخميس ووجدت أن كثير من النواب تقدموا بطلبات مماثلة عن هدم منازل في مناطقهم وبدأ البعض الذي يسبقني في الترتيب في الحديث وبدأت المناقشات تدور ، وكان حاضرا السيد الأستاذ سكرتير عام المحافظة و السيد المهندس وكيل وزارة الزراعة بالغربية وبعد ساعة من المناقشات كان موقفنا نحن النواب تأجيل المناقشة لحين حضور الوزراء المعنيون أنفسهم و ليس وكلاء الوزارة وطالبت بذلك ليتم اتخاذ القرار في اللجنة .
وقبل إنهاء اجتماع اللجنة فاجأت الجميع بتقديم خريطة مساحة تثبت أن المنطقة التي تمت فيها الإزالة في طنطا ضمن الحيز العمراني للمدينة وليست أرضا زراعية , وقلت للحاضرين هذه مفاجأة أولى وأؤجل باقي المفاجآت لحين انعقاد اللجنة وأخيرا أحب أن أنوه أن النائب أحمد شوبير قد حضر هذه اللجنة أيضا ولكنه لم ينطق بكلمة واحده وانصرف سريعا ، هذا وقد نشر الموضوع بتفاصيله بجريدة الأهرام المسائي يوم الأربعاء 5/ 4/ 2006م ) .
http://www.gharbiaonline.com/main/main_page_nwab.asp?NewsID=1539
بالطبع المذكور يكشف عن قبح بشع في نفس هذا التعيس الذي لا يتوانى للحظة في إيذاء أي أحد من أجل مصلحته الشخصية ، والغريب أننا نجده يتكلم عن النزاهة وهو صاحب سبوبة الدوري في دريم سابقاً وقناة الحياة حالياً ، ناهيك عن حربه الشعواء ضد قناة الأهلي من أجل تهديدها لمصالحه المادية .
والأغرب أننا نجده يتكلم عن الثبات على المبدأ وكلنا نتذكر بيت الشعر إياه الذي قاله عن جماهير وإدارة الزمالك في حديثه التليفوني العصبي إثر سباب جماهير الزمالك له بشكل جماعي بسبب خلافه مع ممدوح عباس وقتها، ثم كيف أصبح بين ليلة وضحاها الحصن الأول والأخير للدفاع عن ممدوح عباس ومصالحه ومهاجمة كل من يهاجمه ! ، وأترككم مع هذا المقال الهام جدا للأستاذ عصام شلتوت في جريدة العربي والذي يوضح فيه عمق العلاقة بين عباس وشوبير .
(
http://www.al-araby.com/docs/article3604.html )
كما أنه من الغريب أننا نجده يتكلم عن الإخلاص وهو من قام بعض يد النادي الذي تربى فيه قديما بما فعله مع الراحلين صالح سليم وثابت البطل مروراً بما قام به تجاه مدرب الفريق البرتغالي جوزيه وافتعاله للأزمات مثل أحاديثه السابقة عن هروب الرجل وعن تناسي لاعبي وإداريي النادي الأهلي للراحل محمد عبد الوهاب في حركة إعلامية رخيصة واستغلاله احتراف شوقي للهجوم على جوزيه واستغلاله لمنصبه باتحاد الكرة لوضع العراقيل أمام النادي الأهلي من أجل إرضاخ إدارته لمطالبه الدنيئة وكلنا يتذكر ما فعله في نهائي 2006 من رفضه لتأجيل مباراة انبي التي طلبها الأهلي بسبب لعبه للنهائي في تونس ... انتهاءً بحلقة الأمس التي كانت كلها بث للسموم من أجل كسر شوكة الأهلي ابتداءً بتضخيمه لحادثة رامي عادل وسعيه في زيادة نيرانها مروراً بمستوى حسين ياسر الرائع مع منتخب قطر في رسالة ضمنية يبثها الحقود إلى اللاعب كي يثور على ناديه بالإضافة إلى استضافته طارق العشري مدرب الحرس في محاولة جره لوحل القذارة الذي يسعده في التهكم على مستوى الأهلي ومدربه وجمهوره لكن المحترم طارق العشري فوت عليه تلك الفرصة .
هذا هو شوبير آفة الوسط الرياضي والسم الذي يجري في عرق الكرة المصرية الذي خرج علينا بالأمس مرتدياً عباءة الشرفاء وهي لا تليق بما قام من فضح ستر بعض الشباب مستغلاً ما قاموا به في حياتهم " الخاصة " في تشويه صورة كيان اسمه الألتراس الأهلاوي ، بل أنه لم يكتفي بذلك ودس وسط تلك الصور المشينة أحاديث وصور مفبركة ليزيد الطين بلة في حركة رخيصة تعودناها منه ، وتخطى ذلك متهماً إياهم في دينهم وإيمانهم بربهم إما عن جهل أو استغلالاً لجهل بعض مشاهديه .
إذا كنت يا سيادة النائب تقول أن هؤلاء مروجون للمخدرات ومتعاطين لها لما لم تقدم ما تمتلكه من دلائل إلى النائب العام كي تتم محاكمتهم بدلاً من لجوءك إلى حركة رخيصة واستغلال منصبك وعلاقتك بالداخلية من أجل اعتقال ( أطفال لم يتجاوزوا الثامنة عشر من عمرهم ) دون تهم ، لا ذنب لهم في الحياة سوى أنهم رفضوا الانقياد لك والهتاف باسمك ضد جماهير الزمالك التي مسحت بك سابع أرض ( ولها كل الحق ) .
هل هذا يا سادة إعلام يسعى إلى رقي المجتمع ، نحن الآن في زمن المسخ كما قال الدكتور علاء الأسواني في رواية عمارة يعقوبيان ، نحن في زمن فبركات هالة سرحان وكذب شوبير ، نحن في زمن يبيعنا فيه الإعلام التعصب والبغضاء والسفالة ، نحن في زمن انقرضت فيه الضمائر وتلذذ التعساء بنسج الفتن .
من الممكن جداً يا شوبير أن يستفيد البعض من تكنولوجيا العصر كي يصمموا لك صوراً فاضحة أو يختلقوا لك أحاديث بذيئة ، لكن خوفهم من حساب رب العزة أوقفهم عن فعل ذلك ، ذلك الخوف الذي لم يعرف طريقه إلى قلبك الأسود .

* ملحوظة :
أنا لا أنتمي لأي رابطة من روابط الأهلي ولا أواظب على حضور المباريات بسبب ظروف عملي ، لكني حضرت مبارتي الأهلي مع الزمالك اللتان أقيمتا في شهر يوليو الماضي ولاحظت شيئاً عجيباً والله شاهد على كلامي ، أني رأيت جماهير الزمالك تقف أمام مطعم الشبراوي بشارع صلاح سالم مختلطة مع جماهير الألتراس الأهلاوي دون أن يمس أحدهم الآخر وعندما جلست وسط الأتلراس في الدرجة الثالثة بهرت بقوة تشجيعهم وحماسهم الشديد وإخلاصهم للنادي ، نعم قد يسبون أحياناً لكنهم ككل جماهير مصر يسبون وهذا أقصى شغب يستطيعون فعله ، وليس كما قيل عنهم من هذا الآفاق المدعو شوبير ..
* ملحوظة أخرى : من قبض عليه في استاد إسماعيلية وبحوزته الهيروين كان خارج الاستاد وليس في داخله كما كان يروج شوبير بأكثر من حلقة سابقة وكان من طنـــطـــا ( والحدق يفهم ) ..