الجمعة، 19 ديسمبر 2008

دعوة للمصــارحة لا المكــابــرة

انتهت بطولة اليابان بمرها ومرها للأهلي دون أن تمتد ولو قليلاً لما يتناسب مع آمال جماهيره العريضة أو ما يستحقه لاعبوه من إمكانيات ، انتهت وطوت صفحتها وحان الدور للتنقيب عن الأخطاء والخلل للمعالجة والنهوض من جديد ، لكن هذا التنقيب لن يحدث إذا ما ظللنا نردد التبريرات الساذجة لما تعرضناه من هزائم في اليابان .
علمتنا كرة القدم أن الهزيمة هي لخطأ في صفوف المنافس استغله الخصم لإحراز الفوز ، هذه هي قواعد اللعبة مهما كان قوة طرف على حساب آخر ، فالذي يستغل أخطاء منافسه يفوز حتى ولو كان منافسه هم راقصو السامبا .
خرج علينا كابتن النادي الأهلي بتصريح لا أستغربه عنه بعد ما قاله عقب هزيمة الأهلي من باتشوكا من مجاملة لمديره الفني وتحميل نفسه وزملاءه تقصير ليس لهم يد فيه ..تصريح عجيب لا يقوله لاعب كرة قدم ناهيك عن كابتن وقائد أعرق أندية إفريقيا والعالم حيث قال : ( أن الأهلي خسر من باتشوكا لأنه الفريق الأقوى والأسرع ، وأن المتربصين في مصر خرجوا ليغتالوا اللاعيبين بأقلامهم وأفواههم عن طريق الإعلام بسبب تلك الخسائر وهو يتوعدهم بالرد عندما يعود إلى مصر ) .
الشق الأول من التصريح هو كارثة بأدق ما تحمله الكلمة من معنى عندما يظن كابتن النادي الأهلي ولاعب منتخب مصر أن خسارة الأهلي من باتشوكا جاءت لأن المكسيكيين الأقوى والأسرع !!
منذ متى يا سادة يتم تحليل خسارة فريق من فريق آخر بسببه قوة الطرف الفائز ؟! .. إذا كانت كرة القدم تحسم بالأقوى لانسحب برونو ميتسو بمنتخب السنغال من مواجهة الديوك بافتتاحية مونديال 2002 ، أو لما فازت اليونان مع الألماني أوتو ريهاجل بكأس أوروبا 2004 وهي الفريق الأضعف على الإطلاق بين منتخبات القارة العجوز ، أو ما فاز بورتو البرتغالي بمدربه مورينيو بكأس دوري أبطال أوروبا وهو فريق أضعف بكثير من منافسيه بالبطولة أمثال الميلان والريال والبارسا والمان وغيرهم ، أو ما وصل فريقين مثل تركيا وروسيا للمربع الذهبي في بطولة أوروبا الماضية .
ولما نذهب بعيداً ؟! ، فلنتذكر تعادل مصر مع المكسيك ببطولة القارات التي فازت بها الأخيرة عام 99 بنتيحة 2/2 مع الجوهري ، ثم هل كان منتخب مصر يا كابتن شادي الأقوى بين منتخبات إفريقيا 2008 حتى يفوز بالبطولة ، هل منتخب مصر كأفراد أفضل من منتخب ساحل العاج الذي هزمناه برباعية وأداء ولا أروع كنت أنت أحد أبطاله ؟!
القوة يا كابتن شادي ليس لها مكان حالياً في كرة القدم ، فلعب 90 دقيقة باستبسال وتكتيك محترم يقودك للفوز مهما كان خصمك وقد سقنا بعض الأمثلة والتي لا حصر لها في عالم كرة القدم .
ننتقل إلى الشق الآخر من القوة وهي القوة التي يقصدها ضمنياً الكابتن شادي من مهارة لاعبين وخبرات ، ولا أعرف حقيقة هل ينقص الأهلي لاعبين مهرة أو خبرات ؟!
وللرد عليه سأقوم بجولة سريعة على لاعبي الأهلي من الهجوم لحراسة المرمى حتى نعلم إذا كان الأهلي ينقصه بالفعل اللاعبين المهرة الذين باستطاعتهم التفوق على فريق مثل باتشوكا أم لا ، ففي الهجوم يوجد الأنجولي فلافيو وهو لاعب لعب 3 بطولات لليابان ومثلها بالعدد من دوري أبطال إفريقيا ناهيك عن مشاركته مع منتخب بلاده بمونديال ألمانيا وإحرازه للهدف الوحيد ومشاركته بآخر بطولتين قارتين لمنتخب بلاده وإحرازه للأهداف معه ، وبالوسط يوجد أبو تريكة اللاعب المرشح للمرة الثانية بين خمسة لاعبين عمالقة للقب أفضل لاعب بأفريقيا متفوقاً على أسماء لا حصر لها تلمع في سماء أوروبا ناهيك عن بطولاته مع المنتخب والأهلي وقيادته للفريق لإحراز المركز الثالث بمونديال اليابان 2006 ، نأتي للزئبقي بركات اللاعب الذي احترف بالسعودية وقطر ولعب لأندية جماهيرية مثل الاسماعيلي والأهلي وأحرز معهم البطولات كما أنه أحد أهم لاعبين إفريقيا 2006 ، أحمد حسن الحاصل على 3 ألقاب قارية مع المنتخب ولعب بأقوى البطولات الأوروبية من دوريات محلية لبطولات قارية ، حسام عاشور الحاصل على بطولات تقارب ربع ما حصل عليه نادي بحجم الزمالك ، أحمد فتحي الحاصل على بطولتي إفريقيا أمام أعتا لاعبي العالم وإفريقيا والذي وصل مع الإسماعيلي لنهائي دوري الأبطال قبل خسارته من أنييمبا واحترف بشيفيلد يونايتيد الإنجليزي ولولا تدخلات عباس بنادي شيفيلد ماعاد من رحلة احترافه ناهيك عن فوزه مع الأهلي مؤخراً بدوري الأبطال ، جلبرتو أحد أفضل الباكات اليسار بإفريقيا وحاصل مع الأهلي على بطولات كثيرة قارياً ومحلياً وشارك بتأهل منتخب بلاده لمونديال ألمانيا وحصل على أحسن محترف أنجولي عام 2005 من اتحاد بلاده ، وائل جمعة صخرة الدفاع أحسن مدافع في إفريقيا على مدار 4 سنوات وأحمد السيد أسرع وأقوى مدافع مصري حالياً وأنت معهم يا كابتن شادي أكثر كابتن للنادي الأهلي حصداً للبطولات ناهيك عن حصولك على كأس الأمم 2008 مع المنتخب ، أما أمير فهو نقطة ضعفنا لكنه على ضعفه هذا فقد تم استدعائه للمنتخب على حساب حراس كثر ، ناهيكم عن الاحتياطي بوجود هداف الدوري سابقاً أحمد حسن دروجبا وظهير منتخب مصر بـ 2008 وأفضل لاعب بالاسماعيلي سيد معوض وأفضل لاعب صاعد العجيزي والدولي القطري حسين ياسر اللاعب الذي مر على أندية أوروبية كثيرة قبل أن يستقر ترحاله في نادينا ومعهم رمزي صالح الدولي الفلسطيني .
إذا بالله عليكم هل هذا فريق لا يوجد به لاعبون مهرة قادرون على الفوز على فريق ضعيف في بلاده مثل باتشوكا ؟! ..هل هؤلاء يفتقرون للخبرة الدولية وخبرة المعتركات الكبرى ؟!
للمرة الثانية يا كابتن شادي تحاول التقليل من زملاءك ومن ناديك لحساب مدربك الذي افتقد للعقلانية في تبرير هزائمه ، للمرة الثانية تقول كلاماً لا يقوله لاعب كرة لفريق محترم مثل النادي الأهلي ولمنتخب محترم مثل منتخب مصر .
وحتى لو سلمنا جدلاً بأصحية إدعاءك ، فهل هذا تبرير لأسوأ لعب في تاريخ الأهلي ، هل هذا سبب لأن نرى نسبة استحواذ بطل إفريقيا لا تزيد عن 35% أغلبها تشتيت للكرات خارج منطقة جزاءنا ؟!
إن كرة القدم الحقيقية التي يعرفها مدربو كرة القدم المحترفون ليست ما قلتها أنت والبرتغالي جوزيه الذي أرجع هزيمة الأهلي في مبارااته الأولى لقلة خبرة اللاعبين وهو ما فندناه بالحرف سابقاً وأرجعه في المباراة الثانية للصحافة ..وهل يوجد مدرب عاقل بالعالم يرجع هزيمة فريقه للصحافة ، هل تعلم ماذا كان يفعل الصحفيون الإنجليز بمواطنك مورينيو ، هل تعلم ماذا فعل الصحفيون الأسبان برونالدينيو ، هل تعلم ماذا فعل الصحفيون المصريون في الجوهري قبل أمم 98 ؟!
إن دور الصحافة هو النقد ، وليس التهليل والتطبيل كالدراويش المجاذيب ، وإذا كنت مدرباً محترفاً مثل لاعبيك لما أثر بك كلامهم ، وإن أثر بك كلامهم فهذا خلل بك .
ولا أعرف حقيقة هل كلام الصحفيين هو الذي جعلك تفرغ منطقة الوسط في مباراة باتشوكا أم جعلتك تمتعنا بتغييراتك اللولبية في مباراة أديلد ؟!
لو كانوا هم وراء ذلك فاللعنة على الصحافة جمعاء ..
يا كابتن شادي كنت أمني نفسي أن يمتلك جوزيه الشجاعة ويعترف بتسببه في الخسائر التي لحقت بنا في اليابان ، أن يعترف بتكاسله في التدريب واعتماده على مهارة لاعبيه في دوري أبطال ضعيف ودوري محلي أضعف ، أن يعترف بخطأه في إدارة الشئون الفنية للفريق بشقيه الأساسي والاحتياطي ، أن يعترف بعدم قيامه بتدريب فريق الأهلي على الانتشار السريع وتوسيع الملعب ونقل الكرة بسرعة والتعامل مع الضغط القوي للخصوم ، أما اللياقة البدنية فحدث ولا حرج فهي منهارة تماماً لذا لم تسعفنَ في لقاءي باتشوكا وأديلد ..كلنا رأينا مدى التدهور البدني المفجع للاعبي الأهلي في المبارتين وبالأخص مباراة باتشوكا ومازلت أصر على معرفة نتائج فيدالجو الذي يقبض 15 ألف يورو شهرياً في حين أننا نشاهد فريقاً لا يستطيع الركض 30 دقيقة بأكملها ( شوفوا الميلان ولاعيبته العواجيز ياناس ) ..حتى التصويب للفاولات من خارج منطقة الجزاء التي أضحت في عرف الكرة العالمية بمثابة ضربة الجزاء لم يقم بتدريب لاعبي الأهلي عليها ( وليذكرني أحدكم بآخر هدف أحرزه الأهلي من ضربة حرة مباشرة خارج منطقة الجزاء ) .
جوزيه في موسم 2001 ( أفضل موسم في تاريخ الأهلي ) من حيث الأداء كان يعتمد على سياسة تدريب اليوم الكامل ، وأن الجميع معرضون للجلوس على الدكة إذا لم يتحسن أداء أحد وكلنا نتذكر ما فعله عند أول مباراة له مع ريال مدريد حينما سأل عن أكبر لاعبي الفريق ليجلسهم احتياطيين في مباراة القرن للنادي الأهلي بالرغم من أحقيتهم باللعب دون غيرهم ، ليثبِّت عقيدة عند اللاعبين أنه لا يعبأ بالأسماء بقدر الأداء ، أما الآن فيطبق نصف يوم تدريب ويعتمد على 13 لاعب لا يتغيرون أبداً مهما فعلوا ..
هل تعلم يا كابتن شادي لما أقال رامون كالديرون المدرب الإيطالي كابيللو بالرغم من فوز الريال بدرع الدوري الأسباني أقوى بطولة في العالم ..لأن الريال كان يفوز دون إقناع .. هل تعلم لما تمت إقالة المدرب الفرنسي القدير ديشامب بعد ما أعاد اليوفي للدوري الممتاز ومن قبله قاد موناكو الفرنسي لنهائي دوري أبطال أوروبا أمام بورتو البرتغالي عام 2004 ..لأن ديشامب ليس مناسباً لطموحات اليوفي الفنية .
هنا هو لب المشكلة ، أن الأهلي أضحى الآن بحاجة للمصارحة لا المكابرة ، إلى إعادة تقييم لمرحلة جوزيه ووضع النقاط على الحروف بغض النظر عن فوزه بالبطولات المحلية والإفريقية السابقة ( الضعيفة ) ..فالفائز دائماً ليس على حق ..كما أن الخاسر ليس دائماً على خطأ ، لكن الخطأ هو التنصل من الكوارث الفنية التي تحدث بفريق الأهلي حالياً وإلصاقها في الحظ والتحكيم والصحافة ، فهذا ليس الأهلي الذي أعرفه .
جوزيه ليس قديساً حتى لا تتم محاسبته ، والبطولات التي فاز بها الأهلي على حساب منافسين تعساء لا يجب الارتكاز عليها في تقييمنا الفني لأداء مدرب يمتلك لاعبين على أعلى مستوى .
أما إذا كنا سندفن رؤوسنا بالرمال ونقول أن الفوز بكرة القدم للأقوى فعلينا الانسحاب من مبارتي إيطاليا والبرازيل من مونديال القارات للمنتخبات القادم ، كما أننا يجب أن ننسحب من بطولة العالم للأندية إذا ما وصلناها مرة أخرى مادامت الأمور محسومة للأقوى .
وإذا لم تضغط إدارة الأهلي على مانويل جوزيه لتحسين أسلوب تدريبه من جمل تكتيكية وتدريب على الانتشار وتوسيع الملعب ونقل الكرة بسرعة وغيرها من فنون الكرة الحديثة فعليه الرحيل قبل أن يصبح الأهلي ذكرى مثل الزمالك بعد ما يعتزل لاعبوه المهرة الكبار ، فالفوز المبني على تقنيات تدريبية عالمية باق للأبد حتى لو غاب قليلاً ، أما الفوز المبني على مهارة لاعبين فقط دون تدعيم فني وخططي للمدرب فإنه يزول مهما طال بقاءه .

السبت، 13 ديسمبر 2008

لماذا خسر الأهلي من باتشوكا ؟!

سؤال تبادر إلى ذهن كل مشجع أهلاوي بعد مباراة الرباعية المكسيكية ، سؤال أجوبته كثيرة وبدأت تطرح في رؤوسنا منذ زمن لكننا تغافلناها ، وسر التغافل أو التجاهل هي البطولات التي يحصدها الأهلي واحدة تلو الأخرى سواء محلية أو قارية ، فالفوز دائماً ما يغشي الأبصار ويزيل الكوارث .
الخسارة من باتشوكا لم تبدأ في اليابان فقط بل بدأت من منافساتنا الهزيلة التي لا ترتقي لمستوى الأهلي الحقيقي ، فبين دوري أبطال إفريقي ضعيف وسيء التنظيم إلى دوري مصري فرقه قليلة الحيلة أمام منتخب مصر ( الأهلي ) .
دوري أبطال إفريقيا أضحى مستباحاً للأهلي بسبب ضعف الفرق المنافسة ، ففرق إفريقيا جميعاً لا يوجد بها لاعبين على مستوى عالي أو لاعبين ينتمون لمنتخبات بلادهم اللهم إلا الأهلي والهلال السوداني ، أما الآخرون فجميعهم بلا استثناء لا يمتلكون لاعبين مؤهلين لمنافسة الأهلي وذلك إما لأن فرقهم تتكون من لاعبين صغار السن سيذهبون للاحتراف بمجرد بلوغهم العشرون أو ما قبلها أو لاعبين كبار السن متخلفون كروياً لذا لم يلفتُ أنظار أوروبا وبقوا في فرقهم ، ولنتذكر قديماً كيف كان الترجي الرهيب والإفريقي والنجم الساحلي والرجاء المغربي والمولودية الجزائري وكوتوكو الرهيب وأسيك القوي قبل موجات الاحتراف الجماعي التي اجتاحت فرق إفريقيا كلها إلا مصر .. لذا كان الفوز بدوري الأبطال هو حلم جميل يصعب تحقيقه بسهولة ، أما الآن فبات الفوز بها للأهلي أسهل من شرب القهوة الساخنة بعد تفريغ كل الأندية السابقة من نجومها إلى أوروبا ، أما الدوري المصري فحدث ولا حرج ، فبعد انهيار الزمالك وقبله الاسماعيلي لم يتبقَ للأهلي سوى فرق البترول لمنافستها وهي فرق تتكون من بعض اللاعبين المهرة الذين مازالوا يعيشون على إرث فكر كروي هم ومدربوهم أن الأهلي لابد من أن يفوز بالألقاب لذا لا ينافسوا الأهلي أو يزاحموه على منصات الكؤوس .
أما التنظيم والملاعب والإعلام فهم مناخ كروي فاسد لا ينتج منافسة حقيقية وحدث ولا حرج من إسطبلات خيل نلعب عليها إلى إعلام متلون مأجور إلى تنظيم بالكيف ..والكيف يا صاحبي يحكم .
وفي ظل تواجد معظم لاعبي منتخب مصر في الأهلي وأمهرهم ، فقد تسيد مصر والقارة منذ 4 سنوات ، وأصبح لاعبو الأهلي متمرسون إفريقياً لا يضاهيهم أي أحد آخر على ذلك ، لكنهم لم يخرجُ من العباءة الإفريقية وظلوا بها ولم يطورُ أنفسهم ليصبحوا فريق كرة قدم حقيقي لا يعتمد على مهارة بركات أو تريكة أو رأسية من فلافيو أو استبسال من جمعة .
ما شاهدناه من فريق باتشوكا هي كرة القدم الحقيقية ، كرة القدم التي تعتمد على التسليم والتسلم السريع والانتشار الرائع والسرعة في الانطلاق والضغط على الخصم .. هذه أمور لم يواجهَ الأهلي من قبل في بطولات إفريقيا الضعيفة والدوري المحلي ، ولم يتعود لاعبوه عليها لأنهم استكانوا إلى أسلوب اللعب التقليدي الذي دائماً ما يأتي بثماره مع من يواجهوه محلياً وقارياً .
ننتقل الآن إلى النقطة الأخرى ، هل جوزيه بالفعل مدرب كرة قدم حقيقي أم لا ، هذا السؤال الذي صعب علينا الإجابة عليه بشكل حيادي في ظل ضعف المنافسين التام وفي ظل تواجد لاعبي منتخب مصر الأفضل عبر التاريخ بين صفوفه وعدم وجود أمثالهم في فرق إفريقيا أو الدوري .
مباراة باتشوكا أجابت لنا عن هذا السؤال بمنتهى الدقة ، فالفارق الذي ظهر بين أسلوب لعبنا وأسلوب لعب صاحب ترتيب الثالث عشر بالدوري المكسيكي أظهر لنا مكانتنا الحقيقية في فنون كرة القدم .
لاعبو الأهلي غير مدربون تماماً على التعامل مع ضغط الخصم ، على افتكاك الكرة من فريق سريع ، على التمرير السريع والسلس الذي يربك صفوف الخصم ، تحركات اللاعبين بطيئة جداً وليست في سرعة لاعبي باتشوكا الذين يجدون بعضهم البعض بسهولة ، لم تظهر لنا لياقة بدنية تجاري الفريق المكسيكي ( فينك ياعم فيدالجو ؟! ) ..
هذه هي كرة القدم الحقيقية التي يعرفها العالم كله ولم نعرفهَ في الأهلي ، لضعف خصومه الذين لم يظهرُ لنا هذا الفارق بالإضافة لسوء الطموح التدريبي لدى الجهاز الفني بالارتقاء بمستوى لاعبي الأهلي للعب كرة قدم حقيقية بغض النظر عن ضعف منافسينا ، ولا أريد من أحد إدعاء أن هذا مستوى لاعبينا الحقيقي وليس في الإمكان أفضل مما كان ، فلاعبو الأهلي الحاليين مستواهم يؤهلهم للعب كرة عالمية كأي فريق عالمي محترم .
أما إذا سألني أحد ما مستعجباً وقال لي أن الأهلي حقق المركز الثالث في بطولة 2006 فأجاوبه أن الطفرات واردة جداً في كرة القدم لكنها إن لم تجد نظام يدعمها فإنها تسقط سريعاً ، وهذا ما اتضح في مباراة باتشوكا بفريق يمتلك عناصر أفضل بكثير من عناصر 2006 ، وقبلها في فريق 2005 الذي لا يقهر .
نأتي للطامة الكبرى وهي إحتياطيو فريق الأهلي ، بات احتياطيو فريق الأهلي في فريزر جوزيه منذ مجيئهم للنادي ، فافتقدوا الطموح والرغبة بالأداء بإصرار الخواجة على 13 لاعب يلعب بهم كل مباراة مهما تألق الآخرون ولفتوا الأنظار ، تفاءلنا خيراً بمستوى العجيزي ودروجبا وحسين ياسر وحسين علي بالمباريات الودية أو حتى الرسمية القليلة التي شاركوا فيها لكننا لم نرهم في الملعب بالرغم من تألقهم إذا ما نزلوا للعب .. إذاً لما استقدمناهم مادمنا سنلعب بـ13 لاعب فقط دائماً وأبداً ؟! ، كما افتقد لاعبين مثل رامي عادل ومحمد سمير وإينو إلى حساسية اللعب وأصبح نزولهم للملعب قد يسبب كوارث بعد ما كانوا نجوماً بفرقهم يشار لهم بالبنان ، بالتأكيد هذه ليست مسئولية جوزيه فقط فهو يشاركه في تلك المسئولية الاتحاد المصري لكرة القدم ( اتحاد البيزنس والفضائيات ) الذي لم يوافق على مشروع الجوهري بوجود دوري رديف يحافظ على اللياقة البدنية والفنية والذهنية لاحتياطيو فرق الدوري الممتاز .
وبات الآن إحتياطيو الأهلي يتمردون ويتململون من الجلوس في ثلاجة الدكة بعدما كانوا ينزلون لأرض الملعب يأكلون النجيل أكل ، ولنتذكر تصريحات حسين ياسر ودروجبا ، كما أنهم افتقدوا الثقة في إمكانياتهم وبالتالي فقدوا جزءً منها .
ثم نأتي لحراسة المرمى التي كلما نأتي على ذكرها نتذكر ابتسامة أحمد ناجي العريضة في التلفاز وهو يدعونا لعدم القلق عليها والاطمئنان لأمير وصحبه رمزي صالح ( الذي اشتريناه تعاطفاً مع غزة ) أو الموهوب أحمد عادل ، يا كابتن أحمد أنا وكل من يتابعوا الأهلي ممن أعرفهم وهم كثر لاحظوا الخلل المتكرر في أداء أمير ، فأخطاءه متكررة وليست مفاجئة ، أولاً عدم خروجه في الكرات العرضية والركنيات ، وإذا ما خرج من حلق مرماه فهو يعود ويروح في مكانه عدة مرات هلعاً من التقاط الكرة ، بالإضافة لبطء ردة فعله الشديدة نحو الكرات المتأرجحة داخل منطقة الـ18 فهو يكتفي بمتابعتها حتى تسكن الشباك ، ثالثاً سوء توجيهه للدفاع مما يتسبب في كوارث ( 21 هدف في 22 مباراة يا ناس مع فرق أقل من الأهلي بسنين ضوئية ) ، إذا كانت تلك السلبيات واضحة لنا نحن الجماهير ولم تعالجهَ يا كابتن ناجي فهذا خلل بك ، أما إذا كنت تحاول معالجتها على مدار عام كامل ولم تفلح فهذا خلل بأمير ويجب استبعاده حفاظاً على اسم ومكانة الأهلي والاعتماد على الموهوب أحمد عادل والصبر عليه أو شراء حارس إفريقي كفء وما أكثرهم ، أما إذا كنت تكابر أنت وجوزيه في محاولة إثبات ذات للحضري ولمؤيديه على حساب الأهلي فهي طامة كبرى أن تدار شئون الأهلي الفنية بتلك الطريقة .
ونأتي لصفقات الأهلي التي تتركز في لاعبين الوسط والهجوم حتى أصبح عندنا تخمة بهما تكفي لتوزيعها على فرق الدوري جمعاء بالإضافة إلى أن قليل منهم من يحظى بفرصة اللعب في الأهلي ، وأصبح عندنا شح رهيب في عدد المدافعين ومركز الليبرو ، وهذا ما لم يتلافه جوزيه في اللجوء لطريقة 4-4-2 إذعاناً لظروف الفريق الحالية ، وإن كان يعفيه من المسئولية قليلاً أن اللاعب المصري لم يدرب عليها منذ صغره ولم يستوعبهَ بشكل جيد حتى الآن ، فهي تحتاج لحضور ذهني جيد في التغطية ومراقبة الخصم .
إذا كنا ننوي يا سادة الاحتفاظ بنجومنا وإتباع سياسة عدم التفريط في اللاعب المصري بسهولة للاحتراف كما تفعل باقي فرق إفريقيا من ترك لاعبيها فعلينا لعب كرة قدم حقيقية ..فليس لنا عذر في عدم لعبها ، فنحن نمتلك لاعبون على أعلى مستوى وإدارة تتعامل باحتراف ومدرب يقبض مرتباً مثل مدربو فرق الوسط في أسبانيا وإيطاليا ، عيب أن نجد فرق آسيا وأستراليا تلعب كرة قدم حقيقية ونحن مازلنا لا نلعبها ! .

عالماشي :

· المواقع المشبوهة للأندية الضئيلة حجماً وموضوعاً ممن خرجوا للشماتة في الأهلي فأنتم مجرد كومبارس يجب عليكم الاكتفاء بالمشاهدة فقط فهذا هو دوركم الحقيقي في الكرة المصرية .
· لا داعي لمجاملة جوزيه يا كابتن شادي فأنت لن تفقد مكانتك في الفريق مرة أخرى لذا لا داعي لتحميل نفسك مسئولية أخطاء فنية متراكمة للمدرب على مدار سنين طوال ، ناهيك عن أخطاء إدارة المباراة .
· أمير عبد الحميد في حديثه مع قناة الأهلي أخذ يهاجم الكاديكي مادحاً نفسه ببطولاته التي حققها مع الأهلي ( بالله عليك يا شيخ أنت مصدق نفسك ؟! ) .
· إدارة الأهلي ( إدارة إحنا مش طرف ) وقفة مع الجهاز الفني للفريق فقد أصبحنا مطمعاً لفرق الدوري والآن سنصبح مطمعاً لفرق إفريقيا ولن يهابنا أحد .
· يجب على الاتحاد الدولي لكرة القدم تغيير نظام البطولة بتقسيم الفرق إلى مجموعتين ، فمن الظلم والإجحاف أن تضيع سمعة قارة في مباراة واحدة قد لا يخدم فريقها الحظ ، ولتضاف إلى الفرق الفائزة بدوري الأبطال الفرق الفائزة بكؤوس الاتحاد وتصبح بطولة عالمية على أعلى مستوى .